2024-12-17

لمواجهة الأوضاع المناخيّة الجديدة: استعدادات استباقية كبيرة لموسم الأمطار..

تشهد مختلف مناطق البلاد خلال هذه الفترة التي تقترب تدريجيا من السنة الإدارية الجديدة أجواء شتوية بامتياز حيث تتسم احوال الطقس وفق المعهد الوطني للرصد الجوي بانخفاض كبير في درجات الحرارة مع نزول أمطار خاصة في مناطق الشمال مؤكدا في نشرة متابعة له أمس الاثنين  بأن الطقس سيكون باردا وأحيانا كثيف السحب مع أمطار متفرقة بالمناطق الساحلية للشمال وتشمل بعض الجهات الشرقية الساحلية وتكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بأقصى الجنوب الشرقي مع سحب عابرة ببقية المناطق.

كما تهب الريح من القطاع الشمالي قوية قرب السواحل الشرقية وبالمرتفعات ومعتدلة فقوية نسبيا ببقية الجهات ويكون البحر شديد الاضطراب ثم تدريجيا متموجا بالشمال. وتتراوح الحرارة القصوى بين 8 و13 درجة بالمناطق الغربية للشمال والوسط وبين 14 و20 درجة ببقية الجهات.

وتبشر كل هذه المعطيات بأن الغيث النافع سيعم مختلف ارجاء البلاد التي أنهكتها التغيرات المناخية بسبب تراجع التساقطات لمواسم عديدة إذ بلغت نسبة امتلاء السدود 20،8 بالمائة من قدرتها في تاريخ الإربعاء 23 أكتوبر 2024، وفق ما أظهرته معطيات نشرها المرصد الوطني للفلاحة كما تراجعت المدخرات من المياه في السدود التونسيّة بنسبة 12،1 بالمائة وقدّرت هذه الكميّات بـ489،037 مليون متر مكعب مقابل 556،437 متر مكعب قبل ذلك بسنة.

وتحسبا لموسم الامطار وتوقيا من موجة البرد المحتملة وكل الطوارئ الأخرى أقرّ مجلس وزاري مضيّق انعقد يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، جملة من الإجراءات والتدابير الاستباقية كما تمت دعوة مختلف الوزارات والهياكل المتدخّلة إلى التنسيق في ما بينها لضمان تسخير كل الإمكانيّات اللاّزمة للتدخل السّريع لرفع النّقاط السوداء النّاتجة عن تراكم المياه التي يمكن أن تنجرّ عن نزول الأمطار وإعداد مخطّط إجلاء ومنوال إجراءات موحّـد لمختلف التدخّـلات المحتملة للاستئناس به عند الاقتضاء.

كما أكّد رئيس الحكومة  على أهميّة إحكام تنسيق التّدخلات بين مختلف الهياكل   والمرافق العموميّة خاصّة الحيويّة منها واللّجان الوطنيّة والجهويّة وتعزيز المتابعة الحينيّة والمتواصلة للتطورات الجويّة والاعتماد على منظومة الإنذار المبكّر لدى المعهد الوطني للرصد الجوّي وتسخير الإمكانيّات والمجهودات اللاّزمة على المستويين المركزيّ والجهويّ لضمان نجاعة التدخّلات الظرفيّة والدوريّة ومواصلة العمل من أجل ضمان توفير كل الحاجيّات والمتطلّبات الأساسيّة لمساعدة الفئات الفقيرة ومحدودة الدخل خاصة بمناطق الشمال الغربي والوسط طبقا لتعليمات سيادة رئيس الجمهورية في الغرض.كما تم ،  تقديم مخطط عمل وطني حول استعدادات مختلف الوزارات لمجابهة موجات البرد والتساقطات المتوقّعة وخطط العمل القطاعيّة والتدخّلات الدوريّة والطارئة المبرمجة في الغرض.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن  اللجان الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بمختلف الولايات تعمل منذ اشهر على احكام استعداداتها لموسم الأمطار من خلال عقد جلساتها الدورية للوقوف على أبرز الاستعدادات من مجملها  تفّقد المناطق المهدّدة بالفيضانات وتساقط الثلوج والإنزلاقات الأرضية، إلى جانب  القيام بالمعاينات الميدانية اللازمة، وتنظيف الأدوية ومجاري المياه وحواشي الطرقات، وجهر البالوعات خاصة في الأماكن التي تشهد تراكما لمياه الأمطار، وإزالة الأوساخ وفواضل البناء وردع المخالفين، اضافة إلى صيانة الطرقات والمسالك، وتحيين المخطط المروري وتحيين المخزون الإستراتيجي المتوفر لدى الإتحاد الجهوي للتضامن الإجتماعي.

كما تقوم وزارة التجهيز  عن طريق إدارتها الجهوية المتمركزة في كل ولايات الجمهورية بمسح حواشي الطرقات وجهر وتنظيف شبكات الطرقات وتنظيف البالوعات و مجاري المياه بالمعدات الراجعة لها بالنظر وذلك استعدادا لموسم الأمطار. وجدير بالذكر أيضا  أنه رغم هذه المجهودات الاستباقية  المبذولة للتوقي من مفاجآت التقلبات المناخية الا ان موسم الامطار أصبح يتحول الى كابوس في العديد من الأوقات بسبب اهتراء البنية التحتية للطرقات ووجود العديد من التجهيزات القديمة والمتآكلة والعديد من العوامل الأخرى التي لا يمكنها أن تواجه الأوضاع المناخيّة الجديدة التي باتت تحكم سيطرتها على مختلف الدول .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تثمين زيت الزيتون..

في إطار ضمان نجاح موسم الزيتون 2025-2024 وحرصا على تثمين الصابة القياسيّة مقارنة بالسنة ال…