منزل بورقيبة : عملية بيضاء بالميناء التجاري

في إطار تعزيز الجاهزية لمجابهة الطوارئ والتعامل مع الحوادث المختلفة شهد الميناء التجاري بنزرت – منزل بورقيبة تنفيذ عملية بيضاء كبرى بهدف التدرب على سرعة التدخل وتنسيق الجهود بين مختلف الهياكل المتدخلة.حيث تمثل سيناريو العملية في اندلاع حريق بشاحنة صهريج بالقرب من سفينة راسية على رصيف الميناء بالتزامن مع تسجيل حالة اختناق وتسمم بمادة (H2S) لشخصين داخل غرفة المحرك بالسفينة أثناء عمليات الصيانة الدورية.حيث يتطلب هذا الحادث تفعيل سلسلة من المخططات من أبرزها المخطط الداخلي للميناء و المخطط المحلي لتنظيم النجدة وخاصة المخطط الأصفر الخاص لمجابهة الأخطار الكيميائية والتكنولوجية.
هذا وتأتي هذه العملية ضمن البرنامج السنوي للعمليات البيضاء والتدريبات في مجال السلامة والإنقاذ. وقد تم تنظيمها بالتنسيق بين الإدارة الجهوية للحماية المدنية وإدارة ميناء بنزرت – منزل بورقيبة، إلى جانب مختلف المصالح المعنية، تحت إشراف اللجنة الجهوية لتنظيم النجدة برئاسة والي بنزرت، سالم بن يعقوب.
وقد شملت العملية مشاركة فعالة من مصالح عديدة، من بينها شرطة الحدود و الحرس البحري و الديوانة التونسية و الإدارة الجهوية للصحة العمومية و المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية وشركات الشحن والتفريغ والمهن المينائية.
هذا وقد أثبتت العملية نجاحا كبيرا في اختبار جاهزية الموارد البشرية والمعدات لدى مختلف الأطراف المتدخلة. وقد تمثلت أبرز النتائج في السرعة وفعالية التدخل حيث تمكنت الفرق من السيطرة على الحريق في وقت قياسي والحد من تداعياته.كما أظهرت العملية نجاح مخطط الاتصال بين أعضاء اللجنة الميدانية وخلية الأزمة.تطبيق ناجع لإجراءات الإنقاذ شملت الاستجابة الفورية لإشارات الإنذار، الإسعاف، والإجلاء.
كما تكتسي مثل هذه العمليات أهمية كبرى في تعزيز الجاهزية الميدانية للهياكل المعنية، واختبار فعالية المخططات المعدة لمواجهة الأخطار الكيميائية والتكنولوجية. كما أنها تساهم في تعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف، مما يضمن استجابة أكثر فاعلية وسرعة في حالات الطوارئ الحقيقية.
وقد جاءت هذه العملية لتؤكد التزام السلطات التونسية بتطوير منظومات السلامة والإنقاذ، وتعزيز الجاهزية لمجابهة التحديات في القطاعات الحساسة مثل النقل البحري. ويمثل نجاح هذه التجربة مؤشرًا إيجابيًا على مستوى التنسيق والجاهزية في ولاية بنزرت.