مواكبة لمقومات الصناعة الحديثة ضرورة انخراط المؤسسات الصناعية في الصناعة الذكية الرابعة والخامسة
وسط التحولات التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم أصبح من الضروري انخراط عدة قطاعات إنتاجية في بلادنا في ما يسمى بالصناعة الذكية الرابعة والخامسة ولعل القطاع الصناعي أحد أبرز هذه القطاعات التي باتت أكثر من أي وقت مضى تستوجب الإندماج في هذه المنظومة والتي تستجيب لمقومات الصناعة الجديدة الخاضعة لشروط مختلفة عند الإنتاج في علاقة بالتغييرات المناخية وضرورة التخفيض من إنبعاثات الكربون والتقليص من أسباب التلوث لتسريع انخراط المؤسسات في التحول البيئي والطاقي بهدف حسن التصرف في الموارد وتطوير الإنتاجية والضغط على الكلفة من أجل تنمية النسيج الصناعي الوطني. وفي الواقع يستوجب بلوغ هذا الهدف الإشتغال على الآليات الكفيلة بإدماج الصناعة التونسية في المنظومة الذكية والذكاء الإصطناعي الذي أصبح الوسيلة الأكثر سيطرة على سلاسل الإنتاج في العالم وقد دعت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، فاطمة الثابت شيبوب، إلى ضرورة انخراط المؤسسات في الصناعة الذكية الرابعة والخامسة واتخاذ القرارات المستندة على البيانات، وتوظيف الكفاءات والخبرات من أجل التصرف الأنجع في الموارد والتقليص من النفايات وتحقيق اقتصاد منخفض الكربون وذلك خلال ملتقى انتظم اول امس خصص لتقديم نتائج مقياس لتقييم مدى جاهزية المؤسسات الصناعية للتحول نحو الصناعة الذكية مؤكدة في كلمتها على أن هذا المقياس سيسلط الضوء على مدى جاهزية المؤسسات الصناعية للانتقال نحو الصناعة الذكية .
وفي الحديث عن هذا المقياس إحالة على تقييم واقع المؤسسات الصناعية للوقوف على مدى استعدادها للانتقال إلى هذا الطور الجديد من الإنتاج وحسب المعطيات الواردة في كلمة الوزيرة فقد تمت الإحاطة الفنية بأكثر من 500 مؤسسة صناعية لدمج حلول الصناعة الذكية 4.0، وتطوير أكثر من 100 حلول ذكية 4.0، اضافة الى دعم إحداث 50 مؤسسة ناشئة في الصناعة الذكية 4.0 وربط شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية رائدة في مجال الصناعة الذكية والتطوير التكنولوجي.
كما دعت الوزيرة في السياق ذاته إلى ضرورة انخراط المؤسسات في الصناعة الذكية 5.0 واتخاذ القرارات المستندة على البيانات، وتوظيف الكفاءات والخبرات من أجل التصرف الأنجع في الموارد والتقليص من النفايات وتحقيق اقتصاد منخفض الكربون.
تجدر الإشارة إلى أن مفهوم الصناعة الذكية والثورة الصناعية الرابعة انطلقت في العشرية الأخيرة، فقد أحدثت الصناعة 4.0 ثورة في الصناعة التحويلية في السنوات الأخيرة حيث استفادت المصانع المعززة رقميًا اليوم من التقنيات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والسحابة لتحسين الإنتاج وتقليل النفايات، مما يؤدي إلى إنتاجية أفضل من ذي قبل. و ما يميز هذه الصناعة الحديثة و التقنيات التي تستخدمها كونها قدمت فوائد كثيرة منها تسجيل تقليص 30% إلى 50% من وقت توقف الماكينة إلى 85% للتنبؤ الأكثر دقة.
ومع هذا التحسن المستمر، تتقدم الصناعة 4.0 تدريجيًا نحو الصناعة 5.0 التي تسلط الضوء على أهمية التعاون بين الإنسان والروبوت والعلاقة بين الإنسان والآلة، أو «الروبوتات التعاونية».
تحسّن في مستوى الصادرات.. وفائض في المبادلات الثنائية
كشفت نتائج المعهد الوطني للإحصاء حول متابعة تطور المبادلات التجارية التونسية مع الخارج با…