بحكم دورها ومردوديتها : السياحة الداخلية بحاجة لمزيد الاهتمام..!
كشف رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أحمد رجب أن السوق الداخلية تمثل ٪30 من النشاط السياحي في تونس وأكد ضرورة العمل على تخفيض الأسعار خصوصاً خلال ذروة المواسم لتتناسب مع إمكانيات التونسيين ودعا إلى إطلاق حملات توعوية تهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية.
وأكد رئيس الجامعة وهو أحد أكبر الناشطين في المجال، لوسائل إعلام محلية أن القطاع السياحي شهد تطورا منذ عام 2017 مع ظهور منتوجات سياحية جديدة وهو ما يعزز حسب رأيه فرص تنويع العروض المقدمة للتونسيين والسياح على حد سواء.
وحسنا فعل الرجل بالتأكيد على أهمية الاهتمام بالسائح التونسي في جميع المواسم السياحية مع العمل على تقديم خدمات وأسعار تناسب جميع الفئات الاجتماعية لضمان تعزيز دور السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني.
ولا تكمن أهمية هذه التصريحات في صدورها عن أحد أهل الذكر كما يقال، ولكن لتزامنها مع موسم سياحي له خصوصياته، فنحن في فصل الشتاء ونحن على أبواب عطلة دراسية مع نهاية السنة الادارية وهي فترة ترغب فيها العائلات التونسية في «استراحة المحارب» وأخذ قسط من الراحة والترفيه عن النفس وخصوصا من أجل إسعاد الأطفال التلاميذ والطلبة..
كما تمثل هذه التصريحات رسالة طمأنة من أهل المهنة للتونسيين ورسالة «تحفيز» لسلطة الاشراف وعلى رأسها وزارة السياحة المكلفة بتنفيذ السياسة العامة للدولة في هذا القطاع الاستراتيجي بامتياز.
وهذه الرسالة التحفيزية تُقوّيها وتسندها صيحة الفزع التي اطلقها المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجندوبة حول واقع السياحة البديلة حيث عبّر عن قلق كبير مما آلت إليه أوضاع فضاءات السياحة البديلة بمعتمديتي عين دراهم وطبرقة ووجود صعوبات حالت دون تحقيق الاستقرار والمساهمة في تنمية الجهة.
وأكد المكتب التنفيذي دعمه الكلي للمستثمرين في مجال السياحة البديلة وخاصة الشباب انسجاما مع خطاب رئيس الجمهورية الداعم لهذه المبادرات والحد من البطالة في مناطق عرفت بالفقر والخصاصة كما جاء في بلاغ المنظمة.
وفي نفس السياق تقريبا، ناشد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار الوزارة المعنية بالتفاعل مع مقترحات المهنيين وخاصة مع مشروع «المنصة الرقمية» الذي يقدم أسعارا تفاضلية تشمل الإقامة والنقل البري والجوي والتنشيط بالإضافة إلى خدمات أخرى..
وما يبعث على التفاؤل هنا، ما جاء في كلام الناشط في المجال السياحي من أنه وقع تسجيل زيادة تتراوح بين 20 و٪25 في عدد الحجوزات خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2023 بفضل تحسن جودة الخدمات المقدمة والأسعار المناسبة والعمل الجاد من قبل القطاع السياحي.
إن قطاع السياحة مثل بقية القطاعات الخدماتية والاقتصادية المتنوعة في بلادنا يزخر بالآفاق الواعدة وبمقومات النهوض والنجاح والتميز.
صحيح أن ضعف المقدرة الشرائية للتونسيين يمثل عائقا رئيسيا اليوم أمام تطور السياحة الداخلية الى جانب العوائق المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات السياحية وحتى ضعف ثقافة السياحة الداخلية وسوء إدارة وتسيير المواسم السياحية بشكل عام، لكن الاهتمام بهذا القطاع والعمل على خلق التوازن والتكامل بين السياحة الداخلية والسياحة الخارجية له دون أدنى شكّ مردودية كبرى على البلاد وعلى العباد.
المتربّصون في الداخل والخارج كثر.. حذار من التطبيع مع «الحرقة».. !
عادت ظاهرة الهجرة غير النظامية، “الحرقة”، بقوّة هذه الأيام، وبعد خبر نجاة الطفلة البالغة م…