انطلاق التحضير لمواجهة بيراميدز : هل تفرض التغيـيرات فـي الـوسـط نفســـــــها؟
استأنف الترجي أمس التدريبات بعد راحة خاطفة بيومين عقبت التعادل مع ساغرادا الأنغولي والذي ساوى البقاء في الصدارة رفقة بيراميدز المصري الذي سيكون خصمه القادم والمتعادل أيضا دون أهداف مع دجوليبا المالي، وتكتسي المواجهة المرتقبة التي ستدور يوم السبت المقبل بملعب حمادي العقربي برادس أهمية قصوى بحكم أنها قد تحدث المنعرج الأهم في المجموعة الرابعة ذلك أن الفوز سيكون حتميا لتعبيد الطريق نحو الدور ربع النهائي قبل شدّ الرحال الى القاهرة في مطلع الشهر القادم لخوض لقاء العودة.
ولئن وجد الترجي ثوابته نسبيا مع المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب في ملعب رادس حيث حقّق فوزين سهلين على شبيبة العمران ودجوليبا المالي، فإن الموعد القادم سيكون مختلفا بحكم قيمة المنافس وكذلك المشاكل التي يجدها الترجي من الناحية الهجومية ولاحت جليا في التنقل الأخير والذي كان في المتناول لولا مرور اللاعبين بجانب الحدث وإهدارهم فرصا سهلة ليصبح تعديل الأوتار حتميا لتحقيق المنشود ضد بيراميدز في مباراة ستكون «مفتاح» التألق في قادم المشوار ذلك أن التعثّر قد يُعيد الفريق الى مربع الشكّ قبل العودة الى منافسات البطولة بمواجهة الجار النادي الافريقي في نهاية الأسبوع القادم في «دربي» مهم في حسابات العودة بقوة إلى المراكز الأولى.
تأثير غياب ساس
يفتقد الترجي الى عنصر قادر على صنع الفارق وخصوصا التماشي مع التصورات الفنية للمدرب الروماني الذي يلعب الهجوم، فرغم وجود الجزائري يوسف البلايلي فإن غياب البرازيلي يان ساس كان مؤثرا في مواجهة ساغرادا حيث غابت الحلول عن «الأحمر والأصفر» في العمق كما لم يجد قلب الهجوم رودريغو رودريغاز ثوابته في غياب مواطنه وهما اللذان أظهرا تناغما كبيرا في الموسم الفارط وساهما بقسط وافر في التأهل سواء بالتسجيل أو التمريرات الحاسمة، وحرمت اصابة ساس الاطار الفني من تنويع الخيارات التكتيكية، فبعد أن راهن في أولى مبارياته على خطة 4-2-3-1 في تواصل لما بدأه المدرب المؤقت إسكندر القصري، عاد الترجي الى الرسم الكلاسيكي 4-3-3 والذي لم يكن مجديا في أول تنقل خارج تونس في الموسم الجاري مع ضعف فاعلية ثلاثي الوسط وغياب إضافة الظهيرين ليعود الترجي بتعادل في طعم الهزيمة قياسا بالفوارق الكبيرة التي تفصله عن منافسه.
ولا يملك ريجيكامب عديد الخيارات لتعويض ساس الذي سيواصل الاحتجاب عن التشكيلة الأساسية في انتظار الشروع في مرحلة التأهيل البدني حيث كشفت المباريات الأخيرة عدم اقتناعه بقدرات العناصر البديلة التي لم تنل هامش وقت بدرجات متفاوتة وبالتالي لن يجري على الأرجح تغييرات كبيرة قياسا بموعد لواندا لكن فرض بصمة جديدة في أداء الفريق أصبح ضرورة حتمية بما أن الارتهان الى مجهودات الركائز قد لا يفضي الى النتائج المرجوة في مواجهة فريق عتيد لينصب التركيز في التدريبات القادمة على النواحي الهجومية التي مازالت بعيدة عن المأمول إذ لا تعكس المعدلات التهديفية قوة كبيرة بحكم أن الفريق وجد صعوبات كبيرة في أغلب المواجهات.
تعديل في الوسط
قد تفرض التغييرات نفسها في تركيبة وسط الميدان بحكم أن بقية المراكز تشغلها العناصر الأفضل مع عودة يوسف البلايلي ومحمد أمين توغاي وعدم وجود خيارات بديلة قادرة على نقل الفريق الى واقع جديد يتلاءم مع أفكار ريجيكامب وتصوراته في تجاربه السابقة، وافتقد المثلث الذي راهن عليه ريجيكامب ضد ساغرادا الى السرعة في التدرج بالكرة من الدفاع إلى الهجوم حيث شكّل الطوغولي روجي أهولو عبئا في عملية التنشيط الهجومي رغم أدائه الدفاعي الجيد كما غابت اللمسة الأخيرة مجددا عن حسام تقا الذي يبقى من أكثر العناصر انتظاما في العطاء والمشاركات لكنه مازال بعيدا عن حجم الانتظارات من الناحية الهجومية في الوقت الذي لم يكن فيه الايفواري عبد الرحمان في أفضل حالاته الفنية ليصبح التحوير قائما في انتظار ما ستكشفه الحصص التدريبية القادمة حيث سيصطدم الترجي بمنافس قوي ويملك عناصر متميزة في الخطوط الثلاثة لتكون «الماكينة» الهجومية في اختبار «الحقيقة» ما يجعل أضلاع وسط الميدان تلعب الدور الأهم لخلق التوازن من جهة ودعم الخط الأمامي من جهة أخرى، وقد يستفيد النيجيري أغبيلو من معطيات اللقاء الفارط والذي لم ينل الأداء خلاله رضاء المدرب الروماني ليكون مرشحا بقوة للعب منذ البداية وهو الذي يعطي الحيوية المطلوبة في اللعب في حين مازال ينتظر لاري العزوني الفرصة.
في مواجهة بيراميدز : الــجــــلاصــي مـــهـــدد ولــكن…
عدّل المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب مواعيد التدريبات لتتلاءم مع موعد انطلاق مواجهة بيرا…