الخبير الأمني علي الزرمديني لـ«الصحافة اليوم» : تحديات أمنية حقيقية أمام إمكانية دفع العناصر الإرهابية في سوريا للعودة الى أوطانهم
بعد إعلان مقاتلي المعارضة السورية أمس الأول الإطاحة بنظام الأسد،تم تداول مقاطع فيديو تظهر توجههم نحو السجون وفتح ابوابها على مصراعيها للمساجين دون فرز أو تثبت يطرح فرضية إطلاق سراح إرهابيين تونسيين قابعين في سجون دمشق، كانوا قد التحقوا خلال العشرية السابقة بالتنظيمات الإرهابية بعدد من بؤر التوتر من بينها سوريا.
وهذه المشاهد قد صاعدت المخاوف من إمكانية عودة هذه العناصر الإرهابية الى تونس والى بقية بلدان الجوار. وقد كانت تقارير قد أشارت إلى أن الآلاف من هذه العناصر وصلت إلى سوريا بعد 2011 وقاتلت في صفوف تنظيمات إرهابية متشددة بينها تنظيم داعش.وينضاف الى هذا المعطى وجود خلايا نائمة في الدول المغاربية يمكن إعادة إيقاظها.ومع خطورة تسلل محتمل لإرهابيين مغاربيين إلى دولهم، انطلقت الدعوات إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية الاستباقية.
وفي هذا الاطار تحدثت «الصحافة اليوم» مع الخبير الأمني علي الزرمديني الذي اكد منذ البداية على ان التحديات الأمنية إثر المستجدات الأخيرة في سوريا واسقاط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على الحكم تعتبر تحديات كبيرة جدا. ليضيف بأن الوضع في سوريا سيؤثر تأثيرا كبيرا على كل المعطيات الأمنية في الشرق الأوسط وفي شمال افريقيا وفي العالم العربي عموما وفي شرق آسيا. ليذكربانه تم التنبيه سابقا الى ان التنظيمات الإرهابية التي وجدت لا تكلّ ولا تملّ، وهي في وقت ما اختارت الانسحاب الاستراتيجي لإعادة تشكيل نفسها وتنظيم صفوفها، خاصة وأنها تتمتع بسند قوي من دوائر إقليمية فاعلة في المنطقة، تدفع بها الى التواجد بقوة حتى تخلق الفوضى الخلاقة من اجل مصالحها الذاتية ومصالحها الآنية.
واليوم في تقدير محدثنا، الخطر حقيقي وفعلي خاصة بعد النفس الجديد الذي أخذته التنظيمات الإرهابية والروح الجديدة التي بعثت فيها بعد الانتصار الذي حققته في سوريا، ما سيدفعها الى السعي الى إعادة تواجدها بكل الأشكال وبدفع مناصريها ومقاتليها الى العودة الى ديارهم وبلدانهم الاصلية لإعادة التمركز من جديد واحياء المفاهيم التي بنيت عليها هذه الجماعات. وبالتالي فان كل البلدان العربية دون استثناء مهددة في كيانها بإحداث الفوضى الخلاقة فيها لخلق فضاء للقوى الإقليمية الساعية الى التمكن أكثر ما يمكن من المجتمعات العربية بأكثر قوة وأكثر فاعلية حسب ما وضعته من برامج ومخططات.
ليضيف محدثنا ان هذه الجماعات وان انهزمت في مرحلة ما الا انها لم تتوقف عن العمل على رسكلة نفسها وإعادة التشكل والتهيكل ومحاولة التواجد من جديد في موطنها الأصلي والمتمثل في سوريا والعراق. واليوم تعطي الدفع لإحياء ذاتها في بقية بلدان العالم العربي. وتونس ليست بعيدة عن دائرة اهتمام هذه الجماعات بل هي في صلب اهتماماتها، ما يدعو الى اخذ اقصى ما يمكن من الاحتياطات ومن الإجراءات الاستباقية لتفادي ما قد تخطط له لإعادة التموقع في بلادنا.
وفي اعتقاد محدثنا فان الخطة التي ستعتمدها التنظيمات والجماعات الإرهابية بعد اخذ زمام الحكم والتمركز في سوريا هي اخذ نفس جديد وإعادة التدرب والتنظم لفترة زمنية معينة ثم ستدفع بعناصرها الى بلدانهم الاصلية، سعيا الى تمدد وتفاعل آخر مع واقع جديد. ليضيف انه بالإضافة الى الخوف على حدودنا وضرورة مضاعفة حمايتها من أي تسلل للعناصر الإرهابية من الخارج فانه من الضروري اليقظة في الداخل، خاصة وان واقع الحال يؤكد وجود خلايا نائمة باعتبار ان حركة الاستقطاب لم تنته وان الإرهاب يولد ويتوالد بشكل يومي ومثل هذه الخلايا تنتظر تعليمات القيادة للتحرك في الوقت المناسب حيث توجد فجوات امنية، كما تتحرك عندما تجد تفاعلا من الواقع الإقليمي او الدولي.
وبالتالي حسب الخبير الأمني علي الزرمديني فان الخلايا النائمة اليوم ستجد متنفسا، ما يدعو الى اليقظة على الحدود كما في الداخل من خلال الحملات الأمنية المتواصلة للتوقي من المخاطر والتهديدات الداخلية وبالتوازي مع ذلك حسب تأكيده يجب الحرص اكثر من أي وقت مضى على حراسة حدود بلادنا من كل الجهات وتفعيل المنظومات الحدودية بشكل اكثر فاعلية وجدوى لتفادي إمكانية تسلل العناصر الإرهابية من الخارج.
ودعا بالمناسبة جهاز الاستعلامات ببلادنا لأن يكون على درجة أعلى من اليقظة والحذر مع اخذ عنصر تواجد الافارقة جنوب الصحراء في بلادنا في الاعتبار، نظرا لإمكانية تواجد عناصر إرهابية ضمن هؤلاء. ما يعني في تقدير محدثنا ان كل ما له علاقة بالأمن العام وله علاقة بإمكانية تهديده يجب ان يؤخذ في الحسبان.
ليؤكد محدثنا على ضرورة الا ننسى أن «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية عينها على ما يعبر عنه بالعدو القريب وهي البلدان العربية والإسلامية وعينها أيضا على العدو البعيد وهو بالأساس أوروبا التي تعتبر قريبة من الجزائر وتونس وليبيا والمغرب ومصر وبالتالي هذه التنظيمات ستسعى الى التواجد في هذه المناطق ولو وقتيا للانطلاق نحو هذا العدو البعيد.
زيارة وفد عن البنك العالمي إلى تونس : متابعة سير برامج التعاون القائمة وبرنامج العمل للفترة القادمة
يزور بلادنا هذه الأيام وفد عن البنك العالمي. وقد استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمس الأول…