2024-12-08

من المستفيد مما يحدث في سوريا؟

منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في سوريا يتساءل الجميع عن خفايا وأبعاد هذا الهجوم المباغت وتداعياته لا على سوريا فقط بل على المنطقة كلها.
يبدو السؤال ملحا بالنسبة لأغلب المتابعين للتطورات الميدانية في سوريا التي تكشف تدهورا للجيش السوري رغم الدعم الذي يلقاه من روسيا ومن فصائل موالية لإيران والتقدم السريع والكبير للفصائل المسلحة التي كانت تصنف قبل أسابيع فقط كتنظيمات إرهابية ثم باتت أخبارها اليوم تتصدر نشرات أخبار العالم كفصائل معارضة ومتمردة.
لا أحد ينكر أن ما حدث في سوريا فاجأ الجميع ولا أحد يملك اليوم إجابة واضحة عما ستؤول إليه الأحداث في هذا البلد الذي كان يعتقد أنه نجح في لملمة جراحه وتجنب شبح التقسيم.
تؤكد الأخبار الميدانية أن الفصائل المسلحة باتت تضع العاصمة دمشق هدفها ربما يقول البعض إن ذلك ضرب من ضروب البروباغندا التي تريد أن تروج لها كقوة كاسحة لكن استبعاد حصول ذلك قد يكون أيضا ضربا من ضروب الاستخفاف بخطورة ما يحدث.
ربما هي معركة حمص المعركة التي ستحدد مصير الأحداث مستقبلا في سوريا فقد تنجح هذه الفصائل في السيطرة عليها وبالتالي تمهيد الطريق نحو دمشق بعد عزل الجيش عن الساحل المؤيد للأسد وأين تقع القواعد العسكرية للحليفة روسيا وقد تفشل في التقدم وتصطدم بمقاومة كبيرة من الجيش ما يعني أنها قد تتراجع إلى خلف الخطوط التي نجحت في افتكاكاها.
تظل تطورات الميدان غامضة في ظل تضارب الأخبار القادمة من سوريا وخصوصا في ظل التقهقر المفاجئ للجيش السوري مقابل تقدم المسلحين الذين يحصلون على دعم إعلامي غربي مثير للاهتمام وللتساؤل.
لكن بعيدا عن تطورات الميدان التي هي أداة هامة لفهم حقيقة ما يجري في سوريا لسنا نبالغ إن قلنا أن هجوم الأسابيع الأخيرة ليس سوى جزء من مخطط أكبر يستهدف المنطقة ككل، مخطط ربما بدأ وضع خطوطه العريضة قبل أكثر من 20 سنة حين وقع غزو العراق واسقاط نظام الرئيس صدام حسين وما تلى ذلك من أزمات وصراعات داخل هذا البلد وفي المنطقة ككل مرورا بالربيع العربي وصولا إلى حرب غزة ثم الحرب في لبنان والآن في سوريا.
إن ما يحدث اليوم في سوريا يتجاوز مجرد صراع مسلح بين جيش رسمي ومجموعات مسلحة كانت لفترة قليلة مضت ترفع الرايات السوداء لمخطط أكبر يستهدف المنطقة ككل ومعلوم من يقف وراءه ومن المستفيد منه ومن باع ومن اشترى ومن قبض الثمن…فقد كاد المريب أن يقول خوذوني…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث : حتّى لا تسقط سوريا كما سقط الأسد..

حتى قبل دخول دمشق وإعلان مغادرته لسوريا كان هناك إجماع وشبه يقين لدى السوريين ولدى كل من ي…