2024-12-08

النجاحات الأخيرة رفعت سقف الطموحات عاليا : هـل تـكـفـي خـبـرة الـكـنـزاري لـتـحـقـيـق إنـجـاز تـاريـخـي جـديد؟

في أعقاب الموسم الماضي عاش أحباء الملعب التونسي على وقع احتفالات صاخبة عقب التتويج بكأس تونس والعودة إلى منصات التتويج إثر غياب دام أكثر من عشرين عاما، لكن بعد ذلك الإنجاز سادت حالة من القلق والحيرة بما أن الفريق كان مهددا بتصدّع أركانه إثر نهاية العلاقة مع المدرب السابق حمادي الدّو والأهم من ذلك خروج ما لا يقل عن أربعة ركائز أساسية، فضلا عن ذلك فإن أحباء الفريق لم يكونوا متفقين على جدوى التعاقد مع ماهر الكنزاري ليكون الربان الجديد ويتولى مهمة إعادة ترتيب البيت وقيادة الفريق خلال الموسم الجديد، بيد أن جبهة الرفض سرعان ما خفت صوتها بعد البداية الواعدة للفريق سواء في المسابقة القارية أو في البطولة الوطنية، فالملعب التونسي كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور مجموعات كأس «الكاف» بعد أن قدّم سلسلة من العروض الجيدة التي أكد من خلالها وبشكل سريع أنه تجاوز آثار رحيل عدد من ركائزه، وبسرعة فائقة مرّ الفريق من مرحلة حصد النقاط والبحث عن ملامح التشكيلة الأساسية إلى مرحلة الإقناع والتميز والانطلاق نحو الصدارة وهو ما تحقق فعلا عقب الجولة العاشرة ولولا الخسارة بقوة القانون في المباراة الافتتاحية ضد الترجي الجرجيسي لكان الحصاد أفضل، لكن في المجمل فإن كل ما تحقق وخاصة في المباراة الأخيرة ضد النادي الإفريقي جعل سقف الطموحات يرتفع كثيرأ، بل إن أنصار فريق باردو باتوا على قناعة كبيرة بأن هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين بقيادة المدرب الكنزاري تبدو قادرة على إحياء أمجاد الملعب التونسي والوصول به إلى التتويج بلقب البطولة لأول مرة بعد سنوات عديدة للغاية من الانتظار..

كل الشروط مستوفاة

وما يغذي منسوب التفاؤل لدى كل متابعي الملعب التونسي ومحبيه أن الأداء خلال المباراة الأخيرة بلغ درجة الكمال سواء في ما يتعلق بالنضج التكتيكي أو الجاهزية من الناحية البدنية والفنية أو الروح الانتصارية العالية التي باتت أهم صفات لاعبي الفريق منذ بداية الموسم، والفضل في ذلك إلى عدة معطيات من بينها الاستقرار الإداري والمالي وأهمها حجم الإضافة التي قدّمها ماهر الكنزاري الذي نجح كأفضل ما يكون في توظيف قدرات المجموعة وخاصة في ما يتعلق باللاعبين الأجانب الذين باتوا يمثلون نقطة القوة البارزة في الفريق بما أن التألق اللافت لثالوث وسط الميدان المتكون من موغيشا بونور والشريف توري ويوسوفا أومارو ساهم في تحسن الأداء الدفاعي وغطى على عيوب الخط الأمامي، وما يجعل شروط النجاح متوفرة بنسبة كبيرة أن الإطار الفني استثمر كأفضل ما يكون وجود استقرار نوعي على مستوى الدفاع  بما أن كلا من سامي هلال ومروان الصحراوي ونضال العيفي والهادي خلفة حافظوا على أماكنهم الأساسية منذ الموسم الماضي قبل أن يقدّم آدم عروس نفسه كأفضل ما يكون وينجح في تقديم الإضافة المرجوة، الأمر الذي مهّد إلى استمرار تألق الخط الدفاعي والدليل على ذلك ندرة الأهداف التي تلقاها الحارس سامي هلال.

وبما أن شروط النجاح تبدو متوفرة على جميع الأصعدة فإن خبرة الكنزاري الذي سبق له خوض عديد التجارب سواء مع المنتخبات الوطنية أو الأندية تبدو عاملا مهما للغاية للوصول إلى تحقيق مكاسب تاريخية في نهاية الموسم، لا سيما وأن ما قدّمه الفريق ضد الإفريقي أو ضد الترجي الرياضي في بداية الموسم يعطي الدليل على أن الكنزاري يملك كل المقومات اللازمة التي تضمن له مواصلة قيادة سفينة النادي نحو الهدف الأسمى ألا وهو العودة إلى منصة التتويج في البطولة.

الحاجة أكيدة لإصلاح الهجوم وإيجاد البدائل

لكن رغم توفر كل الشروط الضرورية لتحقيق نجاح تاريخي هذا الموسم، إلا أن الاستمرار في أعلى درجات التركيز والجاهزية في بقية المواعيد خاصة وأن البطولة لم تعرف إلى حد الآن سوى إجراء عشر جولات فقط، يتطلب بالضرورة وجود بعض المعطيات الأخرى، ومن بينها ضرورة تجاوز العيوب على مستوى التجسيم، ذلك أن نجاح مهاجم فقط من مجموع خمسة عناصر من الخط الأمامي في تسجيل هدف وحيد على امتداد الجولات الأخيرة يعطي انطباعا واضحا بأن هناك خلل ما يتوجب إصلاحه سريعا، إذ أن مساهمة لاعبي الوسط في تسجيل الأهداف يمكن ألا تستمر طويلا.

أما المعطى الثاني فيتعلق بضرورة حماية اللاعبين من الضغوط، فالوصول إلى مركز الصدارة قد يشكل عبئا ذهنيا يمكن أن يكون عنصرا معرقلا في مسيرة الفريق وبالتالي فإن مهمة الإطار الفني وكذلك الإداري تبدو حساسة ومفصلية في هذا السياق حتى لا تصبح مجرد عثرة يمكن أن تحصل في الاختبارات القادمة سببا في دخول الفريق فترة فراغ قد تنهي هذا الحلم.

ومن المؤكد أيضا أن إنهاء الموسم كأفضل ما يكون يتطلب أيضا دعم الرصيد البشري بعناصر جديدة، وهذا الأمر لا يبدو مرتبطا فقط بالهجوم بل أيضا بالدفاع، إذ أن غياب خلفة أو العيفي علي سبيل المثال يمكن أن يسبّب بعض المشاكل وهو ما ينطبق أيضا على ثنائي المحور رغم أن الإيفواري عثمان واتارا قدّم الإضافة كلما وقع الاستنجاد به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تألقه قد يقوده للخروج من الفريق : احتجاب محيّر لأومــــــــارو.. وفرضية المـغـادرة فـي الـمـيركـاتـو الـشـتوي واردة

كان اللاعب الدولي النيجري يوسوفا أومارو واحدا من أهم صنّاع نجاح الملعب التونسي خلال بداية …