حملة تشكيك قوية يتعرض لها : هل يصمد الساحلي طويلا؟
لم تكن الأيام الأخيرة في الاتحاد المنستيري هادئة تماما، ففي الوقت الذي ركّزت خلالها بقية الفرق على استغلال فترة الراحة من أجل الإعداد الأمثل لبقية المواعيد والرهانات القادمة في البطولة، كان المدرب محمد الساحلي عرضة لحملة تشكيك «خفية» الهدف منها إقالته والتعاقد مع مدرب آخر، لكن سرعان ما تبددت هذه الشكوك خاصة بعد أن كان الساحلي حاضرا ليقود المجموعة خلال تدريبات هذا الأسبوع، وهو ما يؤكد أن إدارة النادي قد تكون مقتنعة تماما بضرورة الإبقاء على هذا المدرب رغم وجود جبهة معارضة تنادي بضرورة إجراء تغيير على مستوى الإطار، بل وصل البعض إلى درجة تقديم البديل «الجاهز» لتولي هذه المهمة ونعني بذلك المدرب فوزي البنزرتي الذي يوجد حاليا في حل من كل ارتباط وسبق له قيادة الاتحاد المنستيري إلى إنهاء الموسم في المركز الثاني وبالتالي المشاركة في منافسات دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه.
في هذا السياق فإن جبهة رفض بقاء المدرب محمد الساحلي على رأس الفريق استغلت عثرة الاتحاد في المباراة الأخيرة عندما تعادل سلبا ضد الترجي الجرجيسي على ملعبه، لتتصاعد بذلك حدة الانتقادات ويتم اقتراح تغيير الإطار الفني حتى لا يضطر الفريق لإضاعة كل ما حققه من مكاسب هذا الموسم.
أسباب غير موضوعية
فضلا عن ذلك فقد اعتبر المعارضون لبقاء الساحلي أن هذا المدرب لم ينجح في كسب الرهان الأول هذا الموسم عندما فشل الفريق في الوصول إلى دور مجموعات رابطة الأبطال بعد الخسارة ضد مولدية الجزائر، كما أن هذا المدرب لم يقدر على تحسين قدرات الفريق من الناحية الهجومية، بل إن الفريق واجه عديد الصعوبات في عدد من المباريات التي فشل خلالها في التسجيل، متهمين الساحلي بإبعاد عدد من اللاعبين الذين كانوا مؤهلين لتقديم الإضافة والمساهمة بقوة في جعل خط الهجوم مميزا وفي مقدمتهم فيصل المناعي الذي عانى من «التهميش» من قبل الإطار الفني بعد أن كان أحد أبرز نجوم الاتحاد الموسم الماضي. لكن في المقابل يجب التأكيد على أن الإطار الفني نجح في تحقيق عديد الإنجازات منذ توليه الإشراف على الفريق، فبعد رحيل عدد هام من الركائز وأهمها الحارس البشير بن سعيد والظهير الأيسر هشام بكار والمهاجم بلال آيت مالك، استطاع الساحلي تشكيل نواة فريق قوي ومتماسك في كل الخطوط وخاصة الخط الخلفي الذي يعتبر إحدى نقاط قوة الاتحاد هذا الموسم، فضلا عن ذلك فإن الأداء الهجومي لا يبدو سيئا بالمرة خاصة وأن الفريق يصنع في عديد المباريات كما هائلا من الفرص وهو ما يؤكد نجاح المدرب في تثبيت أركان فريق قوي لديه كل القدرات التي تجعله مؤهلا للعب الأدوار الأولى إلى آخر الموسم.
مساندة مطلقة من الجماهير
إزاء الشائعات المتعلقة بإمكانية إقالة المدرب محمد الساحلي، فإن جماهير النادي عبرّت عن دعمها الكبير لهذا المدرب الذي أظهر قدرته الكبيرة على قيادة الفريق والوصول به إلى أعلى المراتب، خاصة وأن الاتحاد قدّم في المجمل أداء مقنعا في أغلب مبارياته السابقة سواء في المسابقة القارية أو في منافسات البطولة، كما أنه نجح في توظيف قدرات المجموعة، والدليل على ذلك أنه نجح سريعا في إيجاد البديل المناسب لهشام بكار في الرواق الأيسر للدفاع، وساهم في تقوية خط الوسط بعد رهانه الناجح على معز الحاج علي إلى جانب موزاس أوركوما، فضلا عن ذلك فقد حقق الفريق نتائج مميزة جعلته يحتل مركزا متقدما ومازال معنيا بقوة بالاحتلال كرسي الصدارة رغم تعادله الأخير ضد الترجي الجرجيسي وكذلك رغم المشاكل المالية التي أثرّت بشكل واضح على أجواء المجموعة والدليل على ذلك أن اللاعبين أضربوا عن التمارين في مناسبتين وهو معطى بدا وكأنه سبب مؤثر ساهم في حصول العثرة الأخيرة وبالتالي فإن المدرب لا يتحمل مسؤولية ضياع فرصة انتزاع مركز الصدارة، ولهذا السبب اعتبر أنصار النادي أن هذا المدرب بمثابة «الخط الأحمر» الذي لا يمكن تخطيه حتى وإن كان البديل المحتمل في مكانة المدرب فوزي البنزرتي وتجربته الكبيرة وعلاقته الوطيدة بالاتحاد.
الفريوي يودع
على صعيد آخر انتهت تجربة لاعب الوسط رياض الفريوي الذي قدّم الإضافة خلال الصائفة الماضية، لكنه لم ينجح في كسب ثقة الإطار الفني لتحصل بذلك القطيعة بينه وبين الفريق، لذلك وقع اتخاذ قرار بإنهاء عقده بالتراضي ليغادر سريعا دون أن يظهر في أي مباراة خلال الفترة الماضية. وبالتوازي مع رحيل الفريوي فقد شهدت التدريبات الأخيرة مشاركة المهاجم مهدي القنوني ليقطع بذلك مع كل الشكوك الذي حامت حول مستقبله مع الفريق وإمكانية رحيله مبكرا بما أنه لم يقدر إلى حد الآن على تقديم الإضافة المرجوة منه.
تألقه قد يقوده للخروج من الفريق : احتجاب محيّر لأومــــــــارو.. وفرضية المـغـادرة فـي الـمـيركـاتـو الـشـتوي واردة
كان اللاعب الدولي النيجري يوسوفا أومارو واحدا من أهم صنّاع نجاح الملعب التونسي خلال بداية …