حتى لا تتحول غزة إلى مأساة منسية
هل طبّعنا مع أخبار القتل والموت ومع مشاهد الدمار وصور الأطفال العراة الجوعى القادمة من غزة؟
لسنا نبالغ إذا قلنا إنه تقدم الأسابيع ثم الأشهر مقابل استمرار القتال في غزة حوّل هذه الحرب التي لا اختلاف على أنها الأكثر وحشية على الأقل في تاريخنا الحديث إلى خبر يومي بالكاد نتابع أخباره ونمر على صوره مرور الكرام.
قبل أشهر وحين بدأت الإبادة الصهيونية على غزة كان العالم يلهج بسيرة ما يحدث هناك كانت البيانات والتصريحات المدينة تتهاطل من كل مكان مع اختلاف الوتيرة طبعا بين المشرق والمغرب لكن غزة ظلت ولمدة طويلة الخبر الأول الذي يتصدر شاشات أكبر تلفزيونات العالم وظلت أخبارها المسمار الذي يدقّ في الضمير العالمي.
لكن المتتبع للأحداث في الفترة الأخيرة يلاحظ أن غزة وما يحدث في قطاعها تحول مع بداية الأحداث في لبنان وحتى قبلها ثم مع التطورات الأخيرة في سوريا إلى مجرد خبر على وسائل الإعلام التي تتابع تطوراته خشية أن تفوت تطورا لافتا قد يجعلها متخلفة عن ركب مسايرة ميدانها.
لقد كانت العديد من الأصوات في بداية الحرب تتعالى منبهة إلى خطر التطبيع مع ما يحدث في غزة من خلال استهلاك صور وفيديوهات المجازر التي يرتكبها الاحتلال هناك فتصبح حدثا عاديا من جملة أحداث كثيرة تهز العالم.
أكثر من سنة مضت وسكان غزة يعيشون ذات المأساة حتى أنهم ربما لم يعودوا قادرين على الاستمرار ومواصلة التشبث بغريزة البقاء، يحدث ذلك فيما بات شهداء القطاع مجرد أرقام تستعرض يوميا وباتت المفاوضات في هذه العاصمة أو تلك مجرد لقاءات تعقد من أجل أن تعقد.
إن أكبر خطر يحدق بغزة اليوم هو أن يتم التطبيع مع حرب الإبادة التي يشنها عليها الاحتلال الصهيوني وهو ما يبحث عنه الاحتلال وما يكاد يتحول لأمر واقع.
إن غزة التي باتت أخبارها وتفاصيل مأساتها خبرا ثانويا في ترتيب نشرات الأخبار العالمية بعد أن فسحت المجال لمآسي جديدة لتأخذ الصدارة يجب أن تظل ساكنة في وجدان كل الشعوب الحية المؤمنة بالقضايا العادلة ويجب أو تواصل وخز الضمير الإنساني من خلال حشد الدعم الدولي لها ومزيد الضغط على القوى الدولية حتى تنصاع للقرارات الدولية وتمثل لها أملا في إيجاد تسوية عادلة تنصف شعبا يعوّل الاحتلال على تطبيعنا مع مأساته.
مع الأحداث : حتّى لا تسقط سوريا كما سقط الأسد..
حتى قبل دخول دمشق وإعلان مغادرته لسوريا كان هناك إجماع وشبه يقين لدى السوريين ولدى كل من ي…