حماة ثالث مدينة سورية تسقط بيد الفصائل المسلحة : تقسيم سوريا من الوعيد إلى التنفيذ
تتسارع الاحداث في سوريا ويزيد منسوب التوتر في البلد المتوتر بطبعه بينما بات شبح تقسيمه شبه أكيد مع تقدم الفصائل المسلحة التي تحاول هذه المرة أن تغير جلبابها وأن تقدم نفسها بديلا عن سلطة دمشق بعد أن نزعت عنها ثوب الإرهاب.
ومنذ عام 2011 وعندما انطلقت حوادث العنف في سوريا كان الحديث وقتها عن أن الهدف هو تقسيم سوريا لكن نجاح الأسد بمساعدة حلفاء الخارج حال دون ذلك في تلك الفترة ويبدو اليوم أن سيناريو تفتيت سوريا أعيد للواجهة وبقوة أكبر هذه المرة.
وفي آخر التطورات القادمة من سوريا وبعد إدلب وحلب جاء الدور على حماة لتكون ثالث المدن السورية التي تقع بأيدي الجماعات المسلحة المصنفة تنظيمات إرهابية فيما أعلن الجيش السوري انسحابه منها بدعوى مزيد حسن التموضع.
وقال في بيان، إنه «خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات» تمكنت المعارضة «من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها»، مضيفاً: «حفاظاً على أرواح المدنيين، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة».
والسيطرة على حماة يعتبر إنجازا هاما للجماعات المسلحة التي فاجأت الكل قبل أيام بتحركاتها فهذه المدينة هي رابع أكبر المدن السورية كما تعتبر استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالي 220 كيلومتر إلى الجنوب بعد سيطرتها على معظم مدينة حلب.
والأكيد أن السيطرة عليها بعد السيطرة على حلب عاصمة سوريا الاقتصادية ينذر بتطورات كبيرة في البلد وربما في المنطقة.
وأمس الخميس أعلنت هيئة «تحرير الشام» السيطرة عليها تماماً بعد انسحاب الجيش بعدما تمكّنت الفصائل المسلحة من تطويق مدينة حماة من ثلاث جهات.
واللافت للنظر في ما حدث أمس الخمس في حماة هو ظهور زعيم «تحرير الشام» أبو محمد الجولاني في مقطع فيديو يعلن فيه السيطرة على حماة.
وهذا هو الظهور الثاني للجولاني الذي بات يعف نفسه باسمه الحقيقي أحمد الشرع بعد أن كان لوقت غير بعيد يحيط نفسه بالكثير من الغموض حتى أنه اسمه الحقيقي كان محل تضارب.
وظهر الجولاني وقد نزع عنه ثوب المقاتل الإرهابي وبدا في هيئة تشبه لحد كبير تلك التي يظهر بها رئيس أوكرانيا زيلينسكي ما اعتبره البعض مؤشرا لتقديم الرجل لنفسه كقائد للمناطق التي استولى عليها وافتكها من سلطة الأسد.
وفي الفيديو الجديد له حض الجولاني رئيس الوزراء العراقي على عدم السماح للحشد الشعبي المدعوم من إيران بالتدخل في سوريا، وحذر من تصعيد التوتر بالمنطقة.
وأعلنت «الهيئة» أنها دخلت سجن حماة المركزي وأطلقت سراح السجناء بعدما سيطرت على حيي الصواعق والمزارب داخل المدينة.
كما أشارت إلى استيلائها على مبنى قيادة الشرطة فضلا عن دخولها مطار حماة العسكري.
وجاء هذا بعدما سيطرت على مناطق أرزة والشيحة وتل الشيحة وشرعايا وكفر الطون بريف حماة الشمالي لتصبح بذلك حماة المدينة الثانية التي تتقدّم إليها في غضون أيام قليلة بعدما باتت حلب الواقعة شمالها بأكملها خارج سيطرة الجيش السوري لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وتتوعد هيئة تحرير الشام المصنفة ارهابية بمزيد التقدم في المدن السورية رغم ضربات البحرية الروسية وقد تكون حمص ودرعا ودير الزور أهدافها القادمة.
مع الأحداث : حتّى لا تسقط سوريا كما سقط الأسد..
حتى قبل دخول دمشق وإعلان مغادرته لسوريا كان هناك إجماع وشبه يقين لدى السوريين ولدى كل من ي…