قدِم في صمت : كوناتي «جوكار» جديد.. واستثمار للمستقبل

نجح الإيفواري عبد الرحمان كوناتي في خطف الأضواء في ظرف قصير حيث  ضمن مكانا أساسيا في عامه الأول مع الترجي رغم كوكبة النجوم في الترجي ووجود عديد الخيارات في وسط الميدان، ولم تُحط بقدوم الشاب الإيفواري، البالغ من العمر 18 والقادم بتوصية من المدير الرياضي لسان بيدرو واللاعب السابق للترجي هيثم عبيد، هالة كبيرة عكس أغلب الانتدابات الصيفية غير أنه كان من القلائل الذين تمكّنوا من فرض أنفسهم بقوة بفضل امكاناته الفنية والتي جعلته من الركائز الثابتة مع المدرب الروماني ريجيكامب وهو ما يؤكده المراهنة عليه أساسيا في آخر مباراتين.

ودخل كوناتي في الحسابات تدريجيا حيث برز سريعا لكن الإصابة التي تعرض لها في فترة التوقف الدولية في شهر أكتوبر حرمته من مواصلة الصعود الصاروخي ليغيب عن المنافسات لفترة قصيرة قبل أن تتزامن عودته من تسلم المدرب الجديد مهامه حيث شارك في الفترة الثانية من لقاء اتحاد بن قردان ليُلفت الأنظار ويحجز مقعدا أساسيا مستفيدا من اصابة يان ساس التي قلبت المعطيات رأسا على عقب في ما يخصّ الرسم التكتيكي بالعودة إلى الثوابت السابقة من خلال الاعتماد على ثلاثي في وسط الميدان مع لخبطة غياب اللاعب البرازيلي لجميع الحسابات وعدم وجود صانع ألعاب «كلاسيكي».

وسيخوض كوناتي مباراته الأولى خارج تونس مع الترجي ليحمل الآمال في عملية البناء الهجومي رغم أن الاطار الفني لم يحسم المركز الذي سيلعب فيه سواء كمتوسط ميدان ثالث أو جناح أيسر والتي ستكون على ضوء مشاركة يوسف البلايلي ليكون الإيفواري الصاعد «الجوكار» الجديد في فريق باب سويقة مع قدرته على الاضطلاع بأكثر من مركز في الشقّ الهجومي، وتمثّل مواجهة ساغرادا فرصة ذهبية لكوناتي من أجل البرهنة عن جدارته بمركز أساسي مع الترجي ذلك أنه سيحمل الآمال في الجانب الهجومي من خلال تنويع اللعب وإيجاد الحلول في العمق أو عبر الأطراف مع توفّر الظروف للنجاح وتعوّده بأجواء القارة.

هامش تطور كبير

كان التعاقد مع عبد الرحمان كوناتي في إطار دعم الحلول على المدى البعيد أو المتوسط خاصة وأن الفريق يضمّ عديد العناصر في وسط الميدان مع وجود محمد وائل الدربالي وزكرياء العايب وحسام تقا والتعاقد مع لاري العزوني كما دعم الترجي الرواق الأيمن بالياس موكوانا ليكون منافسا ليان ساس غير أن اللاعب الإيفواري نجح في قلب الطاولة ليصبح من الخيارات الأساسية متفوقا على بقية الأسماء التي تفوقه خبرة وتجربة ومؤكدا أنه من أفضل الانتدابات الصيفية رغم حاجته إلى وقت إضافي لتحسين قدراته ورفع مستواه الذي يتراجع في الأشواط الثانية وهو ما لاح جليا ضد دجوليبا وشبيبة العمران.

وتبدو الفرصة مواتية أمام كوناتي من أجل مواصلة التألق في موسم استثنائي للترجي الذي قد يفتح أمامه أبواب المنتخب الإيفواري مثلما كان الحال مع مواطنه فوسيني كوليبالي كما أن المشاركة في رابطة الابطال وخاصة»مونديال» الأندية قد تسلّط الأضواء على النجم الصاعد ليكون فريق باب سويقة رابحا في جميع الحالات وهو الذي لم ينجح منذ فترة طويلة في تسويق ركائزه بل إنه فرّط فيهم دون مقابل مع نهاية عقودهم لتكون الخسارة رياضية ومالية.