فوّت في فرصة الانفراد بالصدارة : الهجوم في قفص الاتهام.. وغياب ثلاثة لاعبين طرح أكثر من نقطة استفهام
لم تمرّ نتيجة التعادل في المباراة الأخيرة ضد الترجي الجرجيسي في ملعب بن جنات دون أن تترك عديد نقاط الاستفهام والحيرة لدى أحباء الاتحاد المنستيري، خاصة وأن الفريق فوّت في فرصة مواتية للغاية من أجل الارتقاء إلى كرسي الصدارة، بعد أن عجز للمرة الرابعة هذا الموسم عن التسجيل وفشل للمرة الثانية على التوالي في تحقيق الفوز في ملعبه بما أنه تعادل سابقا ضد النادي الصفاقسي بهدف لمثله، وما يمكن تأكيده في هذا السياق أن تلك النجاعة التي حضرت في مواجهة باجة في المواجهة قبل الماضية غابت تماما خلال مواجهة الترجي الجرجيسي، الأمر الذي من شأنه أن يحرج الإطار الفني بقيادة المدرب محمد الساحلي وكذلك اللاعبين الذين وقع التعويل عليهم في المباراة الأخيرة.
سيناريو متكرر
بلغة الأرقام فإن الاتحاد كان بمقدوره أن يكون في الصدارة بفارق مريح لولا بعض العثرات التي حصلت وخاصة ضد مستقبل قابس في بداية الموسم ثم الترجي الجرجيسي في الجولة الأخيرة، وإضافة إلى تعادله أيضا ضد النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي فإن الفريق أهدر ثماني نقاط كاملة، لكن تظل المباراة الأخيرة أكثر تأثيرا خاصة وأن الجميع كان يمنّي النفس بتحقيق فوز يساوي الارتقاء إلى المركز الأول، غير أن معطيات تلك المواجهة كشفت أن سيناريو إهدار الفرص بات مسألة تقض مضجع الإطار الفني الذي حاول الدفاع عن لاعبيه من خلال تأكيده بأن الفريق أدى ما عليه لكن سوء الحظ والتسرع وقلة التركيز كانت عوامل أدت إلى الفشل في التسجيل ضد الترجي الجرجيسي، وبالتالي لا يمكن لوم اللاعبين بالمرة، لكن رغم ذلك فإن معدلات التهديف في الفريق تبدو في أغلب المباريات متوسطة، فالفريق سجل 11 هدفا من بينها ثلاثية استثنائية في مباراة باجة، وعجز عن التسجيل في أربع مباريات كاملة، وكل هذه المعطيات يمكن أن تعطي بعض الدلالات على وجود صعوبات على مستوى التجسيم، وبالتالي يتعين على الإطار الفني العمل على استغلال فترة الراحة القصيرة من أجل تفادي هذا الإشكال في المستقبل القريب والعمل على تحسين المعدلات التهديفية إذا أراد الفريق فعلا لعب الأدوار الأولى في البطولة والصمود إلى آخر الموسم.
أربعة غيابات هجومية
في سياق متصل من المهم التأكيد على أن غياب المهاجم الدولي حازم المستوري قد يكون عاملا مؤثرا في أداء الفريق من الناحية الهجومية، فهذا اللاعب الذي وقع التعاقد معه خلال الميركاتو الأخير نجح سريعا في تقديم الإضافة وقدّم في المجمل أداء مقنعا، لكن غيابه عن مواجهة الترجي الجرجيسي حدّ كثيرا من القدرات الهجومية في الفريق، في المقابل لم ينجح معوضه إياد الحاج خليفة في ترك بصمته خلال تلك المقابلة، ورغم سعي المدرب محمد الساحلي إلى البحث عن بعض الحلول الجديدة على مستوى تركيبة الهجوم بما أنه أقحم عددا من العناصر البديلة على غرار أنس بوعطي وعدنان اليعقوبي ولؤي الترايعي وعصمان دياني إلا أن هذه الحلول لم تأت بالجديد ولم تساهم بالتالي في القضاء على مشكل التجسيم. لكن في المقابل فإن الفريق افتقد خلال تلك المقابلة جهود ثلاثة لاعبين ربما كان بالإمكان الاستفادة من قدراتهم من الناحية الهجومية، والحديث هنا يهم ثلاثة لاعبين قادمين من فرنسا وهو فيصل المناعي الذي خرج منذ بداية الموسم من حسابات الإطار الفني بعد أن كان عنصرا مؤثرا للغاية في الموسم الماضي، إضافة إلى الثنائي الشاب مهدي القنوني ومالكوم الحميدي، وما يمكن تأكيده في هذا الإطار أن المدرب محمد الساحلي اختار إبعاد هؤلاء اللاعبين لأسباب فنية بتعلة عدم الجاهزية، لكن رغم ذلك كان يتعين طيلة الفترة العمل على تأهيل هذه العناصر كأفضل ما يكون من أجل تأمين كل معطيات التألق والنجاح أمامها، إذ من غيرا لمعقول أن يظل الحميدي والقنوني اللذين وقع التعاقد معهما في بداية الميركاتو الصيفي من أجل تكملة العدد صلب الرصيد البشري دون السعي للاستفادة القصوى من قدراتهما، وهو ما ينطبق أيضا على المناعي الذي نجح الموسم الماضي وأكد أنه يظل مؤهلا باستمرار للتألق وتقديم الإضافة المطلوبة للخط الأمامي، خاصة وأن أداء أيمن الحرزي شهد في بعض المقابلات تراجعا واضحا ليعجز بالتالي عن تقديم إضافة ملموسة وهو ما يترجمه فشله في التسجيل على امتداد المباريات الست الأخيرة.
رغم بعض البوادر الإيجابية : تفادي عقوبة المنع من الانتدابات صـعـب للغـايـة.. وعـودة كــشـريـدة غـيــر واردة
يتمنى جميع المحيطين بالنجم الساحلي نجاح إدارة النادي في تجنب العقوبة المنتظرة بخصوص المنع …