2024-12-04

يستعيد توهجه مع المكشر : فـترة الراحة أفادت الفريق.. وتوظيف سـليم للمجموعة

لأول مرة منذ فترة طويلة ينجح النجم الساحلي في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في البطولة، ولأول مرة هذا الموسم يتمكن من تقديم أداء مطمئن ومرضي إلى حد كبير من شأنه أن يعطي بعض المؤشرات على أن الفريق يعيش على وقع صحوة قد تساعده بشكل واضح على التعامل مع المواعيد القادمة من أجل التقدم أكثر ما يمكن من كوكبة الصدارة، بل إن الفارق الذي بات يفصله الآن عن صاحبي الصدارة بات سبع نقاط فقط، وهذا المعطى يبدو عاملا محفزا من أجل تأكيد هذه الصحوة في قادم المواعيد..

ما حصل في المواجهة الأخيرة ضد مستقبل قابس حيث نجح زملاء أسامة عبيد في تحقيق فوز مقنع، جاء ليقطع مع سلسلة من الهزات السابقة ويؤسس لواقع جديد بقيادة المدرب محمد المكشر الذي بدا وكأنه كسب الرهان الأول ونعني بذلك أساسا تحسين مستوى الفريق وتجاوز الضغوطات والمشاكل التي عرقلت مسيرة الفريق في المباريات الأولى من البطولة، ذلك أن هذا المدرب استطاع أن يحصد عشر نقاط من مجموع 15 نقطة منذ توليه مهمة الإشراف على تدريب الفريق، كما أن النجاح في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في المباريات الأخيرة يعكس هذا النجاح الذي حققه المكشر، خاصة وأن النجم نجح في حصد ست نقاط في مقابلتين خارج الديار وأهمها مواجهة الترجي الجرجيسي، ولهذا السبب يمكن القول أن الإطار الفني نفذّ ما وعد به في انتظار التأكيد خلال قادم المواعيد.

مكاسب عديدة بعد فترة الراحة

من النقاط الإيجابية التي ساهمت في تحسن نتائج الفريق أن الدخول في فترة الراحة الأخيرة عقب فوز ثمين للغاية من الناحية المعنوية على حساب النادي البنزرتي جعل الإطار الفني يستمر في عمله في ظروف مشجعة نسبيا، إذ وقع التركيز على إصلاح بعض النقائص المرتبطة أساسا بوضعية اللاعبين من الناحية البدنية وكذلك الذهنية، ولعل إقدام الإطار الفني على تسليط بعض العقوبات «الذكية» على عدد محدود من اللاعبين ساهم في تحفيزهم أكثر ما يمكن وساعدهم على الاجتهاد أكثر ما يمكن خلال التدريبات السابقة، وفي المحصلة فإن نتائج العمل المنجز خلال فترة الراحة ظهرت خلال أول اختبار وتحديدا ضد الترجي الجرجيسي، وبعد أن كان الفريق متأخرا بهدفين استطاع أن يقلب الطاولة وينهي تلك المقابلة لفائدته، لتكون بذلك المواجهة الموالية ضد مستقبل قابس بمثابة اختبار تأكيد هذا التطور، وفي هذ السياق فقد قدّم زملاء النوالي أفضل أداء لهم خلال بداية تلك المقابلة منذ بداية الموسم، بل منذ أشهر عديدة، وهذا الأمر جسّد بوضوح حسن التعامل مع فترة الراحة التي منحت الإطار الفني فرصة لترميم النقائص وإصلاح بعض الأخطاء، والأهم من ذلك جعل الفريق مؤهلا لتنويع أساليب لعبه إذ أن المقابلة الأخيرة كانت فرصة مثالية لاعتماد أسلوب الضغط العالي والمستمر على حامل الكرة وهو ما نجح فيه الفريق وخاصة في بداية المباراة وهو ما يؤكد أيضا أن الإطار الفني استغل كأفضل ما يكون فترة الراحة من أجل تجاوز مختلف الصعوبات في جميع المستويات بشكل نهائي، وهذا الأمر يؤكده نجاح كل من فادي بن شوق وفراس شواط في التسجيل، علما وأن هذا الثنائي الذي قدّم الإضافة خلال الصائفة الماضية عانى كثيرا من غياب النسق وتواضع معدلات اللياقة البدنية.

قوة شخصية الفريق من قوة شخصية المدرب

ما يحسب للإطار الفني بقيادة محمد المكشر أنه اتخذ بعض القرارات الجريئة التي بدت مجدية إلى حد كبير، ففي هذا السياق وقع منح الفرصة للحارس الشاب أنس الخرداني ليلعب لأول مرة مع الفريق الأول على حساب الحارس الأول والقائد علي الجمل، وهذا التغيير ولّد انطباعا لدى بقية اللاعبين أن الأماكن الأساسية ليست محجوزة بالمرة بل إن العمل الدؤوب والحرص على الظهور بأفضل مستوى ممكن هو السبيل الوحيد للبقاء ضمن حسابات الإطار الفني الذي نجح أيضا في إخراج أسامة عبيد من فترة الفراغ التي طالت أكثر من اللزوم، وهذا الأمر مكّن اللاعب من تقديم أداء مرضي إلى حد كبير والدليل على ذلك أنه كان من أفضل اللاعبين سواء في المواجهة السابقة ضد الترجي الجرجيسي أو في مواجهة مستقبل قابس، كما نجح المكشر في اتخاذ قرار جريء بعد أن غيّر تمركز ياسين الشماخي الذي استطاع بعد انتظار طويل للغاية أن يتوّج اجتهاده كأفضل ما يكون ويقدّم نفسه كأحد العناصر القادرة على تنشيط العمل الهجومي، وكل هذه التغييرات التي طرأت في ما يتعلق بأداء عدد من اللاعبين على غرار الشماخي وسيدريك غبو وفراس شواط وقبلهما غفران النوالي وصلاح الدين الغدامسي تبدو وكأنها انعكاس لقوة شخصية الإطار الفني الذي اتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب واستطاع أن ينأى بالفريق من الاستمرار في دوامة الشك والنتائج السلبية، خاصة وأن توظيفه السليم لقدرات المجموعة ظهر جليا في المباريات الأخيرة إذ أن إجراء بعض التغييرات المستمرة على مستوى تركيبة الدفاع بعد أن أعاد النوالي إلى المحور على حساب الشريف كامارا لم يؤثر في توازن الخط الخلفي بل على العكس من ذلك تماما فقد ظهر الفريق أكثر تماسكا ونجح في تفادي قبول الأهداف بعد أن اهتزت الشباك في خمس مناسبات كاملة خلال المقابلات الثلاث الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الملعب التونسي يعتلي الصدارة لأول مرة : ثـمــار إضـافـــة الأجـــانب ونجاح المنظومة الدفاعية

حسم الملعب التونسي قمة الجولة الأخيرة من البطولة ضد النادي الإفريقي متصدر الترتيب ونجح في …