2024-12-03

الملعب التونسي يعتلي الصدارة لأول مرة : ثـمــار إضـافـــة الأجـــانب ونجاح المنظومة الدفاعية

حسم الملعب التونسي قمة الجولة الأخيرة من البطولة ضد النادي الإفريقي متصدر الترتيب ونجح في هزمه لأول مرة هذا الموسم، والأهم من ذلك أن فريق باردو نجح في الالتحاق في المركز الأول مستفيدا من حصده ثلاث نقاط جديدة وكذلك تعثر الاتحاد المنستيري الذي اكتفى بالتعادل على ملعبه ضد الترجي الجرجيسي.. هذا الفوز جاء ليؤكد المردود التصاعدي الذي عرفه الفريق منذ بداية الموسم، ويؤكد أيضا جدوى العمل المنجز إلى حد الآن من قبل المدرب ماهر الكنزاري الذي واجه في بداية تجربته الثانية على رأس الفريق موجة عاصفة من الانتقادات، لكنه نجح سريعا في الرد على كل المشككين بما أن التغييرات العديدة التي عرفها الرصيد البشري لم تؤثر في توازن الفريق، والدليل على ذلك أن الملعب التونسي حقق منذ البداية نتائج مشجعة ومرضية، ومع تقدم المنافسات استطاع أن يبرهن أنه جدير بالصعود إلى كرسي الصدارة خاصة وأنه كان أول فريق يلحق هزيمة بالنادي الإفريقي هذا الموسم.. والثابت أن أسباب هذا الفوز تبدو عديدة أهمها الإضافة الواضحة التي قدّمها المدرب الحالي سواء في ما يتعلق بتغيير أسلوب لعب الفريق أو تحسين القدرات الدفاعية، وكذلك استمرار الاستقرار على المستوى الإداري والمالي، فضلا عن الإضافة التي قدّمها عدد من اللاعبين الجدد لا سيما العناصر الأجنبية التي لعبت دورا هاما ومؤثرا للغاية في تحقيق هذه النتائج المميزة إلى حد الآن.

4 على 4

من المعطيات المهمة للغاية التي أدّت إلى حصول قفزة نوعية هامة في أداء الملعب التونسي بعد مرور عشر جولات من بداية بطولة الموسم الحالي، يبرز في الصورة هذا التحسن الملموس على المستوى الدفاعي، والدليل على ذلك أن الملعب التونسي استطاع أن يتفادى قبول الأهداف في ثماني مباريات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مباراته الأولى ضد الترجي الجرجيسي والتي خسرها الفريق بعد ذلك بالاحتراز، ولم تهتز شباك الحارس سامي هلال سوى في مقابتلين فقط من بينها ثنائية «قاسية» ضد الترجي الرياضي في ملعب رادس، وما يبرز هذا النجاح الدفاعي أن الفريق تفادى قبول الأهداف منذ فوزه سابقا على مستقبل قابس بهدفين مقابل هدف، حيث خاض بعد أربع مقابلات على التوالي حصد خلالها ثمانية نقاط ولم يقبل خلالها أي هدف، وهذا المعطى يبدو في غاية الأهمية وأثّر بشكل كبير في تحسن النتائج، وهو يدّل أيضا على نجاح الإطار الفني في تكوين نواة فريق قوي للغاية من الناحية الدفاعية، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بعناصر الخط الدفاعي رغم التألق الواضح والجلي لكّل من الحارس سامي هلال وثنائي المحور مروان الصحراوي وآدم عروس والظهيرين الهادي خلفة ونضال العيفي، بل أيضا بفضل وجود تركيبة مميزة في وسط الميدان نجحت خلال مواجهة الإفريقي بعد أن حسمت معركة وسط الميدان وفرضت سيطرتها لتخفف الضغط عن دفاع الفريق من جهة، وتثبت أيضا صواب خيارات الإطار الفني الذي غيّر طريقة لعب الملعب التونسي من خلال التركيز المتواصل على الضغط على حامل الكرة وفرض ما يشبه «الحصار» على لاعبي الفريق المنافس في مناطقه الخلفية، وكل هذه العوامل جعلت الفريق يجني ثمار هذا التغير الإيجابي ويجعل خط دفاعه مميزا وقويا ومتماسكا أكثر من أي وقت مضى.

8 على 9

مرّة أخرى يصنع أجانب الفريق الفارق، وهذه المرّة الرواندي موغيشا بونور دور الهدّاف بما أنه استطاع أن يغالط دفاع الإفريقي ويسجل هدف الفوز، وفي هذا السياق أكد هذا اللاعب حجم الإضافة التي قدمتها العناصر الأجنبية على مستوى الهجوم، بما أن هذا التألق غير مرتبط فقط بتأمين العمل الدفاعي في وسط الميدان فحسب، ذلك أن وجود الثالوث بونور وتوري وأومارو جنبا إلى جنب ساعد الفريق على فرض أسلوب لعبه في أغلب المباريات، والأكثر من ذلك أن هذه العناصر نجحت إلى حد الآن في تسجيل ثمانية أهداف من مجموع تسعة أهداف سجلها الفريق إلى حد الآن، في المقابل كان الصادق قديدة صاحب الهدف التونسي الوحيد والذي سجله خلال المقابلة الفارطة ضد قوافل قفصة، قبل أن يعود مجددا للعب دور هام في مواجهة الإفريقي بما أن قديدة جسّد نجاح الملعب التونسي في تطبيق الضغط القوي على حامل الكرة حيث افتك الكرة قبل أن يكون حاسما بعد تمريرته إلى بونور الذي نجح في تسجيل هدفه الثاني في موسمه الأول مع الملعب التونسي مقابل تسجيل يوسوفا أومارو خمسة أهداف إضافة إلى هدف الشريف توري ضد النجم الساحلي، وما تحقق إلى حد الآن من قبل اللاعبين الأجانب يؤكد مبدئيا صواب استراتيجية صناع القرار في الفريق، فرغم وجود حالة من الامتعاض والتخوف بعد انتداب عدد من الأسماء غير المعروفة إلا أن تحرك النادي في سوق الانتقالات الأخير بدا ناجحا ومثمرا إلى حد الآن بما أن بونور بات عنصرا أساسيا تماما مثل توري، دون نسيان الطوغولي غلوزي أغبوزو، وبوجود كل من يوسوفا أومارو وأماث انداو فإن الفريق استفاد بشكل كبير من لاعبيه الأجانب في انتظار بروز إبراهيم دجيت الذي مازال ينتظر فرصته من جديد بعد أن شارك في مباراة وحيدة هذا الموسم لكنه تعرض خلالها للإصابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يستعيد توهجه مع المكشر : فـترة الراحة أفادت الفريق.. وتوظيف سـليم للمجموعة

لأول مرة منذ فترة طويلة ينجح النجم الساحلي في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في البطولة، ولأ…