مردود هزيل ووجه شاحب : 3 أخطاء حاسمة لبيتوني قادت الإفريقي إلى أول هزيمة
تكبد النادي الإفريقي هزيمته الأولى في الموسم الجاري في ملعب الهادي النيفر ضد الملعب التونسي في إعادة لسيناريو الموسم الماضي وتقريبا في نفس الفترة كذلك حين كان سعيد السايبي مدربا للأحمر والأبيض، ولئن تبقى الهزيمة واردة في مشوار الإفريقي على امتداد الموسم الكروي لكن المردود الهزيل والوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق في أكثر من 95 دقيقة طرح أكثر من نقطة استفهام بخصوص أسباب هذا التراجع الرهيب في المستوى والعجز عن مجاراة نسق منافسه. والثابت حاليا أن المدرب الفرنسي دافيد بيتوني يتحمل بشكل من الأشكال قسطا كبيرا من المسؤولية في هذه الهزيمة بعد ارتكابه لعديد الأخطاء القاتلة التي سنستعرض أبرزها خلال التقرير التالي.
تمركز هجومي خاطئ وخيار غريب : كينزومبي ظلم في مباراة «البقلاوة»
اعتمد المدرب بيتوني على بسام الصرارفي أساسيا في لقاء الملعب التونسي وهو المعطى الذي كنا أشرنا إليه في عدد نهاية الأسبوع لكن الغريب في الأمر أن الاطار الفني غيّر مراكز الصرارفي والخضراوي لفترة تجاوزت أكثر من 40دقيقة ليفقد كل واحد من هذا الثنائي نقاط قوته في الاختراق وتقديم الإضافة إلى الخط الأمامي للنادي الإفريقي قبل أن يتدارك الأمر ويعيد كل لاعب إلى الرواق المحبّذ ويتحسن المردود نسبيا. والمؤكد أن مدرب النادي الإفريقي قد ظلم الجناح الكونغولي فيليب كينزومبي الذي تألق في لقاء الجولة الماضية ضد مستقبل سليمان وأمضى على أول ثنائية له بقميص النادي الإفريقي ليجد نفسه بعد هذا التألق من لاعب أساسي إلى خيار ثانوي وبديل لدقائق معدودة في أواخر اللقاء. وفشل الصرارفي في تقديم الإضافة خلال الفترة الماضية رغم نيله عديد الفرص لصنع الفارق ولئن سجل هدفه الأول هذا الموسم خلال الجولة الماضية لكن هذا المعطى لا يشفع له للعودة إلى التشكيلة الأساسية وبالتالي يمكن القول أن الإطار الفني قد ظلم الجناح الكونغولي الذي كان التعويل عليه منذ البداية الأقرب إلى المنطق.
وسط ميدان غير متوازن : سيماكولا خارج الموضوع
من أهم أسباب فشل النادي الإفريقي في مواجهة الملعب التونسي تواصل الأداء الهزيل لخط وسط الميدان الذي كان تائها ولم يقدر على مجاراة نسق أجانب الملعب التونسي الذين تحكموا في سير اللقاء مثلما أرادوا، ولم يكسب الإفريقي معركة الوسط فنيا ولا بدنيا ليجد نفسه أمام منافس جاهز وكسب التحدي سريعا. ويبقى الاعتماد على الثنائي خليل وسيماكولا جنبا إلى جنب خيارا منطقيا بحثا عن التوازن في وسط الميدان لكن أداء اللاعب الأوغندي وتمركزه على الميدان طرح أكثر من نقطة إستفهام، والأغرب من ذلك أن المدرب بيتوني غيّر أحمد خليل عوض سيماكولا الذي كان الحلقة الأضعف في وسط نادي باب الجديد. ولم ينجح ايت مالك أيضا في تقديم الإضافة بما أنه لم يجد ثوابت لعبه ولم يرتكز على نقاط قوته حيث نجح في عملية وحيدة خلال المباراة ومثلت المحاولة الوحيدة للإفريقي خلال مواجهة «الدربي. وبات من الضروري على الفرنسي بيتوني إيجاد الحلول لتركيبة خط وسط الميدان لأنه من غير المعقول أن يواصل البحث عن التوليفة المثالية بعد مرور 10 جولات في البطولة وبعد 15 مقابلة تقريبا بين رسمية وودية منذ قدومه إلى النادي الإفريقي.
تغييرات متأخرة : اصرار على المواصلة في الخطأ
ما زاد الطين بلة وعمّق أزمة الأحمر والأبيض في مواجهة نهاية الأسبوع هو التغييرات المتأخرة والخاطئة لمدرب النادي الإفريقي الذي يمكن اعتباره واحدا من أهم الأسباب المباشرة في خسارة الإفريقي شأنه شأن اللاعبين الذين يتحملون بدورهم قسطا كبيرا من المسؤولية، وكان لزاما على المدرب الفرنسي القيام بالتغييرات في فترة ما بين الشوطين أو في الدقائق الأولى من الشوط الثاني بما أن سيطرة الملعب التونسي على مجريات اللقاء كانت واضحة ولم يقدر الإفريقي في تلك النسخة على التدارك وتعديل الأوتار. وجاءت التغييرات متأخرة جدا والأغرب أيضا هو اخراج حمدي العبيدي واللعب بايت مالك كقلب هجوم صريح وهو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام وكذلك اقحام النيجيري ايدوه قبل 5 دقائق من نهاية المواجهة وهي جميعها معطيات تؤكد أن المدرب بيتوني لم يحسن التعامل مع هذا اللقاء وكان له دور كبير في تكبد الإفريقي للهزيمة الأولى هذا الموسم والتي كانت مستحقة قياسا بالمردود الشاحب والهزيل الذي قدمه زملاء الحارس غيث اليفرني في هذا اللقاء.
الترجي مستفيد بارز من الجولة و الإفريقي يعجز عن الانتصار للمرة الثانية تواليا
استفاد الترجي الرياضي من نتائج هذه الجولة ليرفع الفارق بينه وبين أصحاب المركز الثاني إلى 3…