أي سبل لمجابهة الكارثة الإنسانية في غزة؟ وما هي التدابير اللوجستية الضرورية لإدخال المساعدات الى القطاع ؟ وهل من الممكن في المدى العاجل تأمين حاجيات الغزاويين بشكل آني وآمن ودون صعوبات ؟ وهل هناك مجال للضغط السياسي والديبلوماسي من أجل إيقاف العدوان المتواصل على الفلسطينيين ؟
أسئلة كثيرة مطروحة على المؤتمر الوزاري حول الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة والذي احتضنته القاهرة يوم أمس 2 ديسمبر الجاري. وقد تولى رئيس الجمهورية قيس سعيّد تكليف وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج السيد محمد علي النفطي لتمثيل تونس في هذا المؤتمر الهادف الى البحث عن سبل لمجابهة الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ ما يزيد عن سنة جراء حرب الإبادة التي شنها الكيان الصهيوني.
وتأتي هذه المشاركة اتساقا مع موقف تونس قيادة وحكومة وشعبا الداعم لقطاع غزة والمتضامن بشكل لا مشروط وبكل الأشكال مع المأساة الانسانية التي يعيشها الفلسطينيون تماما كما يتماهى تاريخ و مبادئ الديبلوماسية التونسية وثوابتها الراسخة بشأن القضية الفلسطينية.
وعلى هذا الأساس فإن بلادنا لا تفوّت أي فرصة للمشاركة في أي فعاليات او مؤتمرات داعمة للفلسطينيين ومتضامنة مع حقهم في إقامة دولتهم المستقلة. اما في الظرف الحالي فإن الأولوية القصوى هي إيقاف العدوان المتواصل بشكل وحشي على الأراضي الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة الذي يعيش تراجيديا إنسانية بكل ما في الكلمة من معان.
وتونس تجدد دعمها للغزاويين وضرورة إيقاف الحرب الدائرة هناك منذ ما يزيد عن السنة.
ومن المؤسف حقا ان تتواصل المأساة في غزة وسط صمت دولي باستثناء بعض المنظمات والتنسيقيات ذات الطابع الحقوقي والتضامن العفوي من قبل الجماهير في كل مكان.
ولكن حتى الآن ومع سقوط آلاف الشهداء ومحاصرة القطاع الذي يعيش وضعا إنسانيا غير مسبوق حيث الجوع والبرد والحصار المطبق عليه من كل الجهات الى جانب ويلات الحرب ما تزال الأوضاع تراوح مكانها وليست هناك بوادر حلول في الأفق المنظور.
ولعل هذا ما يجعل لهذا المؤتمر الوزاري الداعم لغزة أهمية كبرى باعتبار ان كل حراك في مثل هذه الظروف من شأنه ان يخفف وطأة الحصار السياسي على الغزاويين ويدفع نحو حلحلة هذا الملف الحارق.
كما ان الاستجابة الإنسانية لغزة وهو عنوان هذا المؤتمر الوزاري أصبحت أكثر من ضرورية خاصة مع اشتعال الجبهة السورية وقبلها تأزم الأوضاع في لبنان وهو ما جعل حرب غزة يخفت عنها الضوء الإعلامي تدريجيا وحتى لا يتم التطبيع مع مأساة أهالي غزة من المهم التحرك بشكل سريع لإيقاف هذه الحرب وتوفير الغذاء والأمن والحماية لهم.
ويجدر التذكير هنا ان هذا الاجتماع دعت اليه كل من مصر ومنسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى «الأونروا» بالإضافة الى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي سياق آخر كانت مشاركة وزير الخارجية في هذا المؤتمر في العاصمة المصرية مناسبة ليطلع على أحوال جاليتنا في القاهرة حيث التقى بعدد من افرادها واطلع على ظروف اقامتهم واستمع الى مشاغلهم. ومن الطبيعي هنا ان يذكّر الوزير بحرص تونس الدائم على العناية والاحاطة بأبنائها في كل مكان كما تسهر وزارة الاشراف على تأمين جودة الخدمات ونجاعتها من قبل كل البعثات الديبلوماسية والقنصلية في مختلف انحاء العالم .
عن المنظومة التربوية مرة أخرى..
هل بدأنا نحصد ما زرعناه ومن يزرع الشوك يجني الجراح كما قال شاعرنا الخالد أبو القاسم الشابي…