بعد تسجيل حالات إصابة ونفوق عشرات الأغنام بجرجيس : حملة تقصي لمرض يشتبه في أن يكون اللسان الأزرق

نظمت دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية مدنين يوم الاربعاء 27 نوفمبر 2024 بعدد من المناطق بجرجيس حملة بيطرية لتقصي مرض أصاب مؤخرا بعض الأغنام وأدى إلى نفوق عدد منها يشتبه في أن يكون مرض اللسان الأزرق من الدرجة الثانية وفق كريم العلاني رئيس دائرة الانتاج الحيواني بالنيابة بمدنين.
وبين أنه تم تسخير أربع فرق متنقلة تضم بياطرة لمتابعة الوضع الصحي للقطيع بالجهة وتوزيع الأدوية وتقديم النصح والإرشاد لمربي الماشية في كيفية التعامل مع الوباء في صورة ملاحظة ظهوره وكيفية الوقاية منه باعتبار الوقاية هي الحل الوحيد حاليا في ظل غياب دواء ناجع له إلى حد الآن لأنه فيروس ينتقل عبر الحشرات مثل البعوض خاصة.
وأضاف أن التغيرات المناخية ساهمت في تكاثر الحشرات خاصة الوشواشة التي تنقل الأمراض إلى الأغنام مما أدى إلى نفوق بعضها في منطقة واد التياب مشيرا إلى أن نسبة الإصابة عادة علميا لاتتجاوز 5 بالمائة و1 بالمائة حالات نفوق.
وأكد في هذا الصدد على اتباع سبل الوقاية وهي تتمثل أساسا في تجنب جلب حيوانات جديدة للقطيع ومداواة الأغنام ومحيطها للقضاء على الحشرات الناقلة للفيروس مشيرا إلى أن الأمراض الفيروسية ليس لها دواء خاص وإنما أدوية وقائية وعلاجية لأعراض المرض مثل معالجة ارتفاع درجة الحرارة والقيام بالتدخلات العلاجية اللازمة عند الضرورة.
وبين أن الفيروس يتضمن حوالي 24 صنفا تتفاوت خطورتها من صنف إلى آخر إلا أن أهم أعراض الإصابة تتمثل في ارتفاع دراجة الحرارة وانزواء الحيوان المصاب وإصابة الفم واللسان بالالتهاب والانتفاخ داعيا المربين إلى البدء بالعلاجات الوقائية في صورة ملاحظة هذه الأعراض من خلال عزل الحيوان المصاب عن الحيوانات السليمة واستعمال المبيدات المرخص فيها للقضاء على الحشرات الناقلة للفيروس.
من جهته أفاد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بجرجيس حواش الوريمي بأنه نظرا للإصابات الكثيفة للأغنام بجرجيس والتي كشف التحليل أنه إصابات بمرض اللسان الأزرق لكنه من الدرجة الثانية لايشكل خطورة كبيرة على القطيع مشيرا إلى أن هذه الحملة وقائية بالأساس باعتبار أن العدوى لاتنتقل من الحيوان إلى آخر إلا عبر الحشرات.
وبين أن الحملة شهدت تجند جميع الأطراف وأن الإصابات شملت أساسا صغار المربين مؤكدا أن الهدف الأساسي هو السيطرة على هذا الوباء وحماية القطيع بالجهة خاصة بعد تسجيل حالات نفوق للأغنام في الجهة التي تعد حوالي 3 آلاف مربي أغنام وحوالي 40 ألف رأس بين أغنام وماعز.
هذا ودعت خلية الإرشاد الفلاحي بجرجيس المربين إلى ضرورة مداواة الحضيرة ومحيطها بمضاد حيوي والعناية الجيدة بالقطيع من ناحية التغذية والتحصين وتجنب اختلاط القطيع مع قطيع آخر أو إدخال حيوانات جديدة والإعلام الفوري لخلية الإرشاد عند ملاحظة كل العلامات المرضية أو الاتصال مباشرة بالطبيب البيطري.
وكان المجلس المحلي بجرجيس قد نبه منذ أكثر من 20 يوما إلى تسجيل حالات نفوق عشرات الأغنام بالجهة داعيا إلى ضرورة التدخل العاجل بالمتابعة والمداواة والمراقبة المستمرة مع تحجير نقل القطيع من وإلى جرجيس تفاديا لانتقال المرض بالعدوى.