بن عبدة قصة كفاح : مـن الـتجاهل إلـى قيادة دفاع الإفـريقي باقتدار

يعتبر حمزة بن عبدة واحدا من أفضل المدافعين في البطولة التونسية بالأرقام والاحصائيات، فمنذ الموسم الماضي رسّم اللاعب نفسه ضمن نجوم البطولة بقميص الملعب التونسي قبل أن يصبح نجم سوق التعاقدات الصيفية عقب الانتقال إلى النادي الإفريقي في الميركاتو ويصبح واحدا من ركائزه الدفاعية. ويعتبر بن عبدة قصة كفاح بأتم معنى الكلمة بما أنه عانى التجاهل والتهميش في تجربته مع الترجي الرياضي أين ترعرع ونشأ ولم ينل فرصته ليغادر سريعا بحثا عن فريق يؤمن بامكاناته الفنية والبدنية، وانتقل بن عبدة إلى النادي البنزرتي لكنه لم يصبر كثيرا وقرر مجددا المغادرة ليخوض عديد التجارب الاحترافية في عديد البطولات بين رومانيا والكويت والعراق والسعودية قبل أن يحط الرحال مجددا في البطولة التونسية التي غادرها مكرها وعاد إليها نجما وسطع حاليا بريقه كما لم يتصور أحد.

«بروفيل» مميز وشخصية مرحة

تؤكد كل المعطيات في كواليس النادي الإفريقي أن حمزة بن عبدة يحظى باحترام الجميع ويعتبر واحدا من أكثر العناصر المحبوبة في الفريق بما أن اللاعب يملك خصالا مميزة تفرض الاحترام فضلا عن شخصيته التي تميل في أغلب الأحيان إلى الانضباط والجد مع بعض التقلبات المرحة والمضحكة. ورغم البداية الصعبة في الافريقي بتعرضه إلى إصابة فرضت عليه الغياب عن قسط هام من التحضيرات إلا أن الواضح كونه يحظى بثقة الاطار الفني منذ وطأت قدمه الأولى في حديقة منير القبائلي بدليل أنه شارك مباشرة أساسيا في اللقاء الافتتاحي ضد اتحاد بن قردان. ويعتبر بن عبدة من أهم العناصر في المنظومة الدفاعية للنادي الإفريقي حيث دخل سريعا في أجواء النادي ونجح في فرض شخصيته وكسب احترام الجميع ليصبح ركيزة أساسية في الخط الخلفي.

810 دقائق وهدف

يعتبر حمزة بن عبدة اللاعب الوحيد الذي خاض جميع المقابلات مع النادي الإفريقي أساسيا منذ بداية الموسم حيث رسّم نفسه أهم لاعب في الدفاع ليلعب إلى جانب كل من المدافع الليبي علي يوسف أو كذلك ياسين بوعبيد، ولعب بن عبدة أكثر من 810 دقائق منذ بداية الموسم كأكثر لاعب خوضا للدقائق منذ انطلق الموسم وهو ما يعكس ثقة الاطار الفني بقيادة المدرب دافيد بيتوني في امكاناته. كما أكد بن عبدة أنه قادر أيضا على هز الشباك وتقديم الإضافة من الناحية الهجومية بما أنه أمضى في لقاء شبيبة العمران على أول هدف له بقميص الأحمر والأبيض، فيما عانده الحظ في لقاء الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي لمّا حرمته العارضة من زيارة شباك الحارس أيمن دحمان بعد رأسية محكمة عقب توزيعة الكامروني تيني ويليس. ويعتبر حمزة بن عبدة قصة نجاح بما للكلمة من معنى بما أنه نجح في كسب التحدي في الأخير بعد صبر طويل وتضحيات كبيرة على امتداد مسيرته الاحترافية، ليكون انضمامه إلى النادي الإفريقي ثمرة مجهوداته لأنه يؤكد من مواجهة إلى أخرى ومن موسم إلى اخر أنه قادر على اللعب في كبرى النوادي التونسية بفضل استقرار مردوده وانتظامه على مستوى العطاء الغزير على المستطيل الأخضر وبالتالي استحق بن عبدة المكانة التي هو عليها في الوقت الراهن.

ويبدو أن بن عبدة سيطرق أبواب المنتخب في القريب العاجل خصوصا وأنه قد يمثل واحدا من الحلول التي قد يفكر فيها الاطار الفني للمنتخب مستقبلا في ظل اصابة ياسين مرياح وبالتالي فإن نجم دفاع النادي الإفريقي مطالب بمزيد تقديم الإضافة والمحافظة على الاستقرار في المردود حتى يحقق حلمه الأول بارتداء قميص المنتخب الوطني للمرة الأولى في مشواره الكروي.