مع الأحداث : بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية المنظومة القانونية العالمية أمام اختبار جديد

في سابقة هي الأولى من نوعها أصدرت المحكمة الجنائية قبل ساعات قرارا تاريخا نعم هكذا سيوصف بغض النظر عن تداعياته  وما سينجر عنه وهل سيساهم في انهاء مأساة الشعب الفلسطيني أم لا.

اعترفت قبل ساعات المحكمة الجنائية الدولية بأن الاحتلال ممثلا في رئيس حكومته بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه السابق ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

بعد قرار محكمة العدل الدولية جاء قرار المحكمة الجنائية الدولية وكلاهما أعلى الهيئات القضائية الدولية لينصفا الشعب الفلسطيني ويكشف حقيقة الاحتلال الذي يتخفى وراء حق النقض الأميركي.

ربما لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يحدث هذا الزلزال القانوني فنتانياهو حليف الغرب القوي الذي يدعمه مهما فعل بات اليوم وبشكل رسمي مجرما دوليا ملاحقا بفعل القانون الدولي.

اليوم ستجد الولايات المتحدة نفسها وهي التي اسقطت للمرة الرابعة في ظرف سنة واحدا قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وحيدة في مواجهة المجموعة الدولية ورغم أنها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ولا تأتمر بأوامرها الا أن أمريكا المدافعة الشرسة عن الديمقراطية وحقوق الانسان ستجد نفسها محرجة بين قبول قرار دولي وبين المضي في دعم مجرم حرب.

إن مصداقية أمريكا اليوم على المحك فإما أن تدعم حليفها نتانياهو الذي بات منذ يوم أمس مجرما دوليا وأما أن تقف إلى جانب العدالة الدولية.

طبعا لا نستغرب ولا نستبعد أن تصطف أمريكا إلى جانب حليفها الصغير مهما كانت الاتهامات الموجهة له بدعوى انها ليست عضوا في محكمة الجنائية الدولية وهو ما حدث فعلا وما يستشف من خلال أولى التصريحات القادمة من البيت الأبيض، لكن هذا الدعم الاعمى له سيفضح مرة أخرى زيف ما ترفعه وتدعيه من أخلاق وفضيلة.

أن انتصار المحكمة الجنائية الدولية لأبرياء غزة وإن جاء متأخرا بعد مقتل الآلاف من أطفال ونساء القطاع وبعد تشريد وتجويع أكثر من مليوني شخص الا أنه خطوة مهمة في طريق العدالة الدولية لشعب لم يتخل عن قضيته وظل يدافع عن حقه على امتداد عقود طويلة.

إن تطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية اليوم سيكون كذلك اختبارا للمنظومة القضائية والقانونية الدولية ولمدى احترام الدول التي ترفعها شعارا لفرض أجنداتها على غيرها من الدول المستضعفة.