نزع ثوب المدرب : اليعقوبي يكشف واقع الكرة التونسية
تخلّى المدرب قيس اليعقوبي عن واجب التحفظ منذ الندوة الصحفية التي سبقت لقاء غامبيا عندما تحدث عن بعض الأمور الجانبية التي تهمّ المنتخب على غرار تعامل وسائل الإعلام مع خطإ الحارس امان الله مميش قبل أن ينزع ثوب المدرب ويرتدي رداء المحلل الفني أو الناقد في أعقاب الهزيمة المذلة في ختام التصفيات حيث عرّى المستور وتحدث بكل صراحة وتلقائية وجرأة رغم أن ذلك كان بعد فوات الأوان بما أن مواصلته المشوار قد تكون من ضروب المستحيل في ظل الفشل في وضع بصمة فنية أو خلق نواة يمكن البناء عليها في المستقبل القريب.
وتعكس تصريحات اليعقوبي حالة من التشنج التي ترافق المنتخب الوطني منذ أكثر من عام و التي تزامنت مع التطورات الحاصلة على رأس الجامعة وجعلت القلعة الحصينة تنهار تدريجيا لتصبح حطاما في نهاية سنة كبيسة وكارثية بكل المقاييس حيث تتالت الخيبات والنكسات وصار المنتخب لقمة سائغة لمنافسين كانوا صيدا سهلا على الورق، ولعل حديث اليعقوبي عن تأثير حالة المؤقت التي تعيشها الكرة التونسية على مسيرة المنتخب الوطني تأكيد على أن المهمة كانت مفخخة ومحفوفة بالمخاطر رغم أنه يتحمّل مسؤولية قبول المهمة التي كانت انتحارية نظرا لما رافقها من تقلبات كادت تضع تونس خارج «الكان» لولا هدف علي العابدي الذي كان هدية من السماء ليحفظ ماء الوجه ويمنع المنتخب الوطني من كارثة حقيقية.
واقع مرير
عندما يشبّه مدرب وطني حالة الكرة التونسية بمسبح البلفدير الذي وقعت إعادة تهيئته بقرار رئاسي فإن الوضع يدعو الى الفزع طالما أن النتائج الأخيرة كانت امتدادا لتراكمات عديدة ومشاكل عويصة مسحت الصورة الايجابية عن المنتخب الذي كان مهابا في القارة وأصبح حملا وديعا في ظل تغلب النزعة الفردية وعدم تغليب المصلحة الوطنية من جميع الأطراف المتداخلة والتي تتحمّل مسؤولية مباشرة في الوصول الى هذا الحال الذي لا يحجبه التأهل الى «الكان».
وتطرق اليعقوبي الى نقطة مهمة وهي الوضعية المادية للمنتخبات الوطنية والتي أصبحت كارثية بعد التقلبات الحاصلة على رأس الجامعة وكانت من أسباب التراجع الرهيب والهيبة المفقودة مقارنة بمنتخبات الجوار التي تتمتع بامكانات هائلة جعلتها تظفر بخدمات عناصر متميزة في الوقت الذي يعاني فيه منتخبنا من مشاكل جمّة زادتها تصرفات بعض اللاعبين حدّة رغم أن المدرب الوطني حاول بناء علاقة جيدة معهم.
قانون اللعبة
لم ينف اليعقوبي مسؤوليته في الوجه الهزيل للمنتخب الوطني سواء كمدرب أول أو مساعد لفوزي البنزرتي الذي غادر منصبه في أعقاب الجولة الرابعة ليتحلى بالشجاعة المطلوبة ويضع اصبعه على مكمن الداء رغم أن مهمته فنية بالأساس كما أن صراحته جاءت في الوقت الضائع باعتبار أن الوضع متأزم منذ فترة وما عاشه من نقد من المحللين الذين هاجمهم اكتوى بنيرانه جلال القادري ثم منتصر الوحيشي الذي كانت حصيلته الأفضل قياسا ببقية الأسماء التي أشرفت على حظوظ «نسور قرطاج» في هذه السنة العصيبة للكرة التونسية، وبات لزاما على المسؤولين وضع تصريحات اليعقوبي في إطارها وإصلاح ما يمكن إصلاحه في ظل حتمية التحضير للالتزامات القادمة يجب أن ينطلق مبكرا لإعادة الإشعاع للكرة التونسية التي يعتبر منتخبها الأول مرآتها الحقيقية، فنفس الظروف تؤدي الى نفس النتائج والقادم قد يكون أسوأ في صورة تواصل المشاكل وعدم وضع استراتيجية عمل واضحة تُعيد الأمل في رؤية منتخب قوي وقادر على الذهاب بعيدا في الكأس الإفريقية والتأهل إلى كأس العالم.
مع عودة الدوليين : معادلة صعبة تنـتظر ريـجـيـكـامب
اقترب نصاب المجموعة من الاكتمال بالتحاق الرباعي الدولي أمان الله مميش وياسين ومحمد أمين تو…