البلاغات متواصلة : الـتـرجـي يــدخــل فـي حـرب كـسـر الـعظام مع ايدير

عادت حرب البلاغات بين الترجي والهيكل المشرف على تسيير كرة القدم التونسية مع اختلاف في الأسماء وردود الفعل حيث انتقل الصراع من مكتب جامعي منتخب وشرعي قاده «الرجل القوي» وديع الجريء الى هيئة تسوية وقتية تقود خارطة طريق بتوصيات من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولئن كان الخلاف السابق بين فريق باب سويقة والمكتب الجامعي متعلقا بجوانب مادية بالأساس فإن الأزمة الحالية تهمّ الناحية الرياضية حيث كانت مباراة اتحاد بن قردان نقطة خلاف لا يبدو أنه سينتهي قريبا مع تصاعد حدّة التوتر وخاصة من جانب الترجي في الوقت الذي لازمت فيه هيئة التسوية الصمت رافضة التعليق على الاتهامات الموجّهة إليها.

وبعد أن احتج صباحا على تعيين مباراته ضد اتحاد بن قردان يوم الجمعة القادم، أصدر الترجي بلاغا ثان مساء الأحد للتعبير على سخطه من اعتزام هيئة التسوية المشاركة في «الشان» معتبرا أن ذلك سيخلق مشاكل كبيرة على مستوى الرزنامة ويحدّ من قدرات الفرق لتصل العلاقة بين الطرفين الى نفق مسدود بحكم أن فريق باب سويقة اتهم صراحة رئيس الجامعة كمال ايدير باستهدافه خدمة لمصالح فرق أخرى مع التأكيد على غياب حسن النية وخصوصا في الجانب المتعلق بمباراة البطولة عندما شدّد على أن قرار تقديمه كان فرديا ودون أخذ لرأي بقية الأعضاء سواء في اللجنة الوقتية أو المكتب المكلّف بتصريف شؤون الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة.

قرارات أحادية الجانب

لم يراع قرار تقديم مباراة اتحاد بن قردان الالتزامات الدولية للاعبي الترجي الذين سيعودون على مراحل الى التدريبات حيث كان المطلب واضحا منذ البداية وهو تأجيلها الى موعد لاحق غير أن هيئة التسوية المشرفة الأولى على الرزنامة اختارت السباحة ضد التيّار ولم تنجح في رأب الصدع أو تقليص حدّة التوتر طالما أن إحداث تغيير على برنامج الجولة من شأنه إرباك حسابات مدربي الفريقين، ولعل وضع رزنامة ثم طلب مقترحات من الفرق يؤكد فشل هيئة التسوية في امتحان هام في غياب إدارة فنية قادرة على فرض تواريخ تراعي مصالح المنتخبات والفرق محليا وقاريا وتساعد الاطارات الفنية على تنفيذ برامجها وتفادي اللخبطة التي أضرت بالمستوى الفني وروح المنافسة.

ولعل ملازمة هيئة التسوية للصمت بخصوص المشاركة في بطولة افريقيا للاعبين المحليين عزّز الشكوك حول عودة محتملة للمنتخب الوطني الى هذه المسابقة رغم إكراهات «الرزنامة»، فبعد أن وقعت برمجة جولات في شهر فيفري الذي ستجرى فيه نهائيات «الشان» أكد مصدر جامعي أنه لم يقع الحسم في الحضور من عدمه ما يؤكد غياب استراتيجية واضحة لهيئة التسوية المرتبطة برزنامة محدّدة تنتهي آجالها في شهر جانفي المقبل وذلك في صورة عدم تمديد عملها الى نهاية الموسم، وركّز الترجي على الجوانب التي تتعارض مع التزاماته المحلية والقارية والدولية في صراعه مع هيئة التسوية وبالتحديد مع رئيسها كمال ايدير الذي ترك المجال لمعارضيه في عدم اتخاذ قرارات جماعية ليكون في مرمى النيران وهو أمر كان متوقعا منذ البداية بما أن التركة ثقيلة على جميع النواحي.

شرّ لابدّ منه

يراهن الترجي على عدة واجهات في الموسم الجاري، فعلاوة على المشاركة في رابطة الأبطال سيكون زملاء ياسين مرياح على موعد مع حدث استثنائي في شهر جوان القادم بمنافسة «صفوة» الفرق في «المونديال» الذي تحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية ليصطدموا بماراطون من المباريات على امتداد عام كامل ليكون حسن التعامل معها ضروريا لتحقيق أبهى الإنجازات وهو ما يتطلب بالضرورة زادا بشريا ثريا ومتكاملا كما أن هذا السيناريو كان متوقعا في ظل اللعب على عدة واجهات، ولئن احتج الترجي على برمجة مباراته ضد اتحاد بن قردان وبرمجة الدور النهائي لكأس تونس يوم 15 جوان فضلا عن تواصل نشاط البطولة على هامش المشاركة المرتقبة في بطولة افريقيا للاعبين المحليين فإن هيئة التسوية راعت مصالحه بايقاف النشاط طيلة ثلاثة أسابيع في شهر ديسمبر لتأمين أوفر الحظوظ في مشاركته القارية رفقة النادي الصفاقسي وهو ما لاقى رفضا من بقية الفرق.

وسيكون إرضاء الجميع غاية لا تدرك باعتبار أن أي تعديل عميق على الرزنامة لن يرضي الفرق مع أزمة الثقة التي تهزّ كرة القدم التونسية ليصبح إيجاد حلّ توافقي كفيلا بتقليص الاحتجاجات والتي ستتزايد حدّتها في صورة التراجع عن القرارات السابقة المتخذة من هيئة رمتها الأقدار الى سدّة الحكم في وضع استثنائي وخطير كان من الأجدر العمل على تجاوزه بدل السعي الى تأزيمه من خلال الدخول في حرب مع هيئة وقتية كان إرساؤها شرا لابدّ منه لتفادي الفراغ التسييري بعد سقوط الانتخابات في الماء، وبعد أن أنهى المنتخب الوطني التزاماته بالتأهل إلى نهائيات كأس افريقيا أصبح النظر في الرزنامة مطلبا حتميا بما أن هــــيئة التسوية فتحت الباب أمام الفـــرق لإرسال مـــــقترحاتها واحــترازاتها ليكون التعديل واردا.