أهمها فرض أسلوب هجومي : 3 تـحــديــات تـواجـه ريجيكامب
دخل الترجي في مرحلة جديدة يقودها المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب الذي شرع أمس في مهامه رسميا تزامنا مع فترة الراحة والتي سيحاول استغلالها على الوجه الأكمل رغم أن الصفوف ستكون منقوصة بسبب الالتزامات الدولية لأمان الله مميش وياسين مرياح ومحمد أمين توغاي وروجي أهولو وسيف تقا والياس موكوانا والذين يشكّل أغلبهم العمود الفقري للفريق، وسيعمل ريجيكامب في المقام الأول على التعرف على قدرات المجموعة والتعرّف على جاهزيتها قبل محاولة فرض بصمته تدريجيا بما أنه سيصطدم بمواعيد من الحجم الثقيل مع انطلاق منافسات دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الافريقية في نهاية الشهر الجاري حيث يلاقي وصيف النسخة السابقة دجوليبا المالي في الجولة الافتتاحية التي يريد الترجي أن يدخلها من الباب الكبير مثلما جرت العادة في المواسم الأخيرة.
ويبدو حجم الانتظارات من المدرب الروماني كبيرا بحكم أن أهداف الترجي واضحة وهي المحافظة على التاج المحلي والمراهنة على النجمة الخامسة قاريا فضلا عن تقديم مستوى مشرف في المشاركة المرتقبة في مونديال الأندية الذي سيقام في الصائفة القادمة بالولايات المتحدة الأمريكية ما يعكس التحديات التي تنتظر ريجيكامب في مغامرته الافريقية الأولى والتي سيعمل خلالها على النجاح على المدى القريب أو المتوسط وتشترط وضع ممهدات أساسية منذ بداية المهمة الصعبة قياسا بالضغوطات التي يعيش على وقعها «الأحمر والأصفر» وتجلّت في طريقة رحيل البرتغالي ميغيل كاردوزو رغم إعادته الفريق الى المدار الصحيح في الموسم الفارط وتتويجه باللقب المحلي.
إضفاء مرونة تكتيكية
سيكون المدرب ريجيكامب مطالبا بفرض أسلوب هجومي يكفل للترجي تحقيق الانتصارات وتفادي المصاعب التي واجهها في مطلع الموسم بسبب فشل المدرب ميغيل كاردوزو في توظيف القدرات الفنية للاعبيه وتركيزه على تأمين الجانب الدفاعي ما حال دون تحسين آليات اللعب وجعل الترجي مرتهنا للمجهودات الفردية لنجومه في إعادة لسيناريو الموسم الفارط الذي كان فيه التوفيق كبيرا، وسيحاول ريجيكامب إضفاء مرونة تكتيكية على الفريق من خلال تنويع الخيارات الفنية وعدم الاعتماد على رسم واحد يجعل الفريق كتابا مفتوحا لمنافسيه وهو ما شرع فيه مساعده الأول إسكندر القصري في مباراة مستقبل قابس عندما عوّل على يان ساس خلف المهاجم ليتحسّن الأداء ويستعيد الفريق توازنه المفقود وخاصة في وسط الميدان الهجومي.
ولعل الفكر الهجومي الذي ميّز ريجيكامب في أغلب محطاته كان من العوامل التي شجّعت المسؤولين على التعاقد معه مع الحاجة الماسة الى فرض أسلوب جديد يراعي خصائص الفريق وكذلك رهاناته القادمة دون المسّ من الثوابت الدفاعية التي تبدو بدورها بحاجة الى المراجعة بحكم التراجع الواضح على مستوى الأرقام والذي ساوى خسارة نقاط ثمينة في البطولة، فالهاجس الأول الذي سيرافق الاطار الفني سيكون الجمع بين النتائج والأداء ليكون التوفيق في هذه المعادلة ضروريا للنجاح في المهمة وقيادة الترجي الى أبهى الإنجازات ذلك أن فترة الحصانة لن تدوم طويلا في صورة عدم تحقيق النتائج المرجوة سريعا ليكون الروماني تحت الضغط منذ البداية.
تحسين القدرات الفردية
علاوة على الرقيّ بالأداء الجماعي، سينصب تركيز الاطار الفني الجديد على تحسين القدرات الفردية في الفترة القادمة خاصة وأن التعزيزات في «الميركاتو» الشتوي لن تكون كبيرة وبالتالي سيتواصل العمل مع أغلب مكوّنات المجموعة الحالية التي تملك امكانات جيدة لكنها مازالت لم تبلغ المستوى المنشود وهو ما يهمّ أغلب الخطوط إذ مازالت الآمال المعلّقة على يوسف البلايلي ورودريغو رودريغاز وحسام تقا كبيرة في إنهاء الهجمة كما أن خلق حيوية أكبر في الرواقين مطلب حتمي لريجيكامب الذي يعوّل كثيرا على الظهيرين في البناء الهجومي ولعل إقصاؤهما من قائمة المنتخب الوطني قد يعود عليهما بالنفع لتطوير أدائهما والوصول الى الدرجة المأمولة وخاصة في توفير التفوق العددي وتوفير الحلول في الخط الأمامي.
ويملك ريجيكامب زادا بشريا سيعمل على توظيفه بالشكل الأمثل من خلال خلق المنافسة المطلوبة ومنح الفرصة للأكثر جاهزية وليس حسب الأسماء ووزنها صلب الفريق الذي سيصطدم برزنامة من المباريات الصعبة في ظرف قصير والتي تستوجب حضورا عاليا من جميع النواحي لتأمين النتائج المرجوة وتفادي عودة الشكوك التي من شأنها نسف جميع المكتسبات السابقة، وستكون العناصر الشابة تحت مجهر المدرب الجديد الذي تابع تألق قصي معشة في أول مباراة له كأساسي معطيا مؤشرات جيدة قد يستفيد منها رفقة بقية زملائه الصاعدين رغم أن ريجيكامب لا يؤمن كثيرا بالتشبيب حسب بعض الأصداء بقدر تعويله على اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة الحينية أو النجوم التي بمقدورها صنع الفارق بفضل إمكاناتها الفنية.
حسن توظيف الأجانب
سيواجه المدرب ريجيكامب كسابقيه اشكالا يتعلق باللاعبين الأجانب في البطولة الوطنية بحكم تحديد العدد بأربعة فوق الميدان وستة في القائمة ما يحدّ من هامش الاختيار مع وجود تسعة لاعبين في الوقت الحالي إضافة الى الجزائري رياض بن عياد الذي مازال مرتبطا بعقد مع الفريق، وعلاوة على صعوبة الاختيار في المسابقة المحلية فإن القانون الحالي يحرم بعض العناصر من فرص المشاركة باستمرار ما قد ينعكس على جاهزيتها وهو ما يعيشه حاليا الجنوب افريقي الياس موكوانا وسابقا الكونغولي أندري بوكيا الذي غادر من الباب الصغير، وقد يعتمد المدرب الروماني على سياسة المداورة من أجل إكساب جميع اللاعبين النسق المطلوب رغم أن الفرصة مواتية للتعويل على أقصى عدد في رابطة الأبطال والتي ستقام منافسات مجموعاتها في حيّز زمني قصير وبالتالي سيلعب الأجانب دورا مهما في الفترة القادمة والتي تسبق «الميركاتو» لتكون إضافتهم مطلوبة تفاديا لخسارة الثقة.
ومع بروز أوناشي أغبيلو في اللقاء الفارط وعودة محمد أمين توغاي المرتقبة الى الحسابات في أعقاب الراحة الدولية حيث غاب عن قائمة المباراتين الفارطتين دون أسباب واضحة ليستفيد حمزة الجلاصي من الفرصة، سيشتد التنافس في جميع المراكز ليكون إيجاد التوليفة المناسبة هاجس ريجياكمب رغم أن أماكن بعض الأسماء محجوزة نظرا لقيمتها الفنية وقدرتها على صنع الفارق على غرار يان ساس ويوسف البلايلي لكن التأكيد مطلوب على الميدان مع مدرب ساع الى فرض شخصيته وأسلوبه سريعا ودون مقدمات في ظل تزامن بدايته مع دخول معمعة رابطة الابطال التي تعتبر الهدف الأول للترجي والمحدّد الرئيسي لبقاء أي مدرب وهو ما برز في السنوات الأخيرة التي عرفت نهاية تجربة أغلب الأسماء التونسية المتداولة على فريق باب سويقة بسبب الإخفاق في المسابقة القارية.
الترجي يقترب من الصدارة : بـيـن عـودة رودريغــــــاز.. وفــشل بوقرة
بات الترجي على أعتاب نقطتين من الصدارة في أعقاب فوزه السهل على شبيبة العمران في إطار الجول…