دحمان يظهر مع المنتخب بعد غياب : كل الظروف هيئت لعودته.. والمنافسة شبه محسومة لفائدته
من النقاط البارزة خلال المباراة الأخيرة للمنتخب الوطني ضد مضيفه الملغاشي تتمثل في تغيير الحارس الأساسي أمان الله مميش بزميله أيمن دحمان الذي شارك خلال الشوط الثاني، ليجدد بذلك العهد مع المنتخب بعد غياب مطول نسبيا، حيث أن آخر مشاركة له كانت خلال الدورة الدولية الودية التي أقيمت في مارس الماضي وتحديدا عندما وقع إقحامه في الوقت البديل لمباراتي تونس ضد كرواتيا ثم نيوزيلندا، لكن قبل ذلك فقد خسر دحمان مكانه الأساسي صلب المنتخب الوطني، إذ يعود آخر ظهور ضمن التشكيلة المثالية إلى المواجهة الودية ضد المنتخب الكوري الجنوبي خلال شهر أكتوبر 2023 والتي خسرها المنتخب برباعية كاملة كانت من بين الأسباب التي أدّت إلى خروج الحارس السابق لنادي الحزم السعودي من الحسابات.
وبين تلك المباراة والمواجهة الأخيرة ضد منتخب مدغشقر فقد مرّ دحمان بفترة صعبة نسبيا جعلته يغيب في أغلب الأحيان عن مباريات المنتخب سواء في تصفيات كأس العالم أو تصفيات كأس إفريقيا، قبل أن يظهر من جديد ويقدّم في المجمل مستوى قد يجعله يتقدم بخطى ثابتة نحو المشاركة أساسيا في اللقاء القادم ضد المنتخب الغامبي.
إحصائيات جيدة.. ثم موسم للنسيان
كانت بدايات الحارس أيمن دحمان مع المنتخب الوطني مشجعة وواعدة، حيث قدّم في المجمل أداء مرضيا وكان من بين العناصر الأساسية التي راهن عليها المدرب الوطني السابق جلال القادري، والدليل على ذلك أن دحمان كان الحارس الأول للمنتخب خلال آخر مشاركة مونديالية، وخلال تلك البطولة لعب هذا الحارس أساسيا في المباريات الثلاث ضد منتخبات قوية ونعني بذلك الدانمارك وأستراليا ثم فرنسا، ورغم ذلك فإنه استطاع أن يحافظ على نظافة شباكه في مقابلتين ولم تهتز شباكه سوى في مناسبة وحيدة، وبالتالي يمكن القول إن دحمان قدّم نفسه كأفضل ما يكون وأثبت أنه يستحق أن يكون حاضرا باستمرار ضمن مباريات المنتخب الوطني، غير أن الموسم الماضي كان صعبا للغاية على حارس النادي الصفاقسي الذي قرّر خوض تجربة احترافية في البطولة السعودية، وهذه التجربة لم تكن موفقة تماما حيث عانى كثيرا مع نادي الفتح، وهذه المعاناة أثّرت على مسيرته الدولية بما أنه خسر مكانه الأساسي مباشرة بعد المواجهة الودية ضد منتخب كوريا الجنوبية حيث بات البشير بن سعيد الحارس الأول للمنتخب بعد أن حسم المواجهة مؤقتا والدليل على ذلك أنه كان الحارس الأساسي خلال مقابلات منتخبنا في أغلب المباريات السابقة وخاصة في منافسات كأس إفريقيا، في المقابل بات دحمان الحارس الثاني في عدد من هذه المباريات، وفي مباريات أخرى لم تقع دعوته، قبل أن تتغير المعطيات كليا خلال الفترة الأخيرة والتي شهدت بعض التقلبات التي قادت إلى عودة دحمان بقوة إلى الواجهة في انتظار أن يحسم المنافسة على حراسة مرمى المنتخب بداية بالمباراة الأخيرة في تصفيات كأس إفريقيا.
العودة إلى الأصل
بعد موسم صعب ومخيّب في البطولة السعودية عاد أيمن دحمان إلى النادي الصفاقسي في بداية هذا الموسم، ليتمكن سريعا من استعادة سالف مستواه بعد تجاوز مخلفات الإصابة وكذلك آثار الموسم المخيب مع نادي الفتح، ولم ينتظر هذا الحارس كثيرا ليستعيد مكانه الثابت في تشكيلة النادي الصفاقسي ويقدّم تبعا لذلك أداء مرضيا في أغلب المباريات الأخيرة وخاصة في مواجهة النادي الإفريقي ثم الاتحاد المنستيري، وهذه العودة القوية جعلت الإطار الفني الحالي للمنتخب الوطني يجدّد دعوته لهذا الحارس، خاصة وأن البشير بن سعيد الذي حرس شباك المنتخب لفترة طويلة نسبيا تراجعت أسهمه كثيرا بعد انتقاله إلى الترجي وبقائه بعيدا عن التشكيلة الأساسية لفريق باب سويقة، ومن الطبيعي أن يتم ابعاد هذا الحارس عن دائرة المنافسة في ظل تألق لافت لعدد من حراس المرمى الآخرين ومن بينهم دحمان الذي تحول إلى جنوب إفريقيا مع المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا لملاقاة المنتخب الملغاشي بوصفه الحارس الثاني، لكن مرّة أخرى فإن الظروف خدمته من جديد، بما أن الحارس الأول أمان الله مميش الذي مرّ بدوره بفترة شك كبيرة منذ بداية الموسم وارتكب عديد الأخطاء لم ينجح في الخروج من دائرة الشك ليرتبك من جديد ويرتكب هفوة فادحة مكنّت المنتخب الملغاشي من تعديل النتيجة خلال اللقاء الأخير، قبل أن تهتز شباكه من جديد في نهاية الشوط الأول، وحينها قرر الإطار الفني إجراء التغيير الضروري من خلال إقحام دحمان منذ بداية الفترة الثانية، لتعود الأمور إلى نصابها ويتفادى منتخبنا قبول أهداف آخرى، وهو معطى حاسم للغاية ساهم في نهاية المطاف في فوز المنتخب الوطني وتمكنه من حسم تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا 2025.
ووفقا لما حصل في المقابلة الأخيرة لا يمكن الجزم بأن مميش خرج نهائيا من حسابات الإطار الفني للمنتخب بل إن صغر سنه وموهبته الفذة التي برزت الموسم الماضي بشكل مميز للغاية مع الترجي الرياضي ستقوده بلا شك للنهوض من جديد، في المقابل فإن دحمان الذي لم تخدمه الظروف الموسم الماضي وخسر مكانه في المنتخب استفاد هذه المرّة بشكل كبير من الظروف الراهنة ليعود إلى الواجهة ويقدّم نفسه حاليا كمرشح بارز ودون منافسة قوية لحراسة مرمى المنتخب في آخر مقابلة هذا العام في انتظار ما ستقرره الظروف خلال الأشهر الثلاثة القادمة التي تسبق موعد استئناف مباريات تصفيات كأس العالم.
ينتصر للمرة الثالثة بالثلاثة ثالوث خط الهجوم والاستفادة القصوى من تطور الأداء الجماعي
ربما لا يمكن وصف مدى ارتياح المدرب محمد المكشر عقب الفوز الأخير الذي حققه النجم الساحلي عل…