لعب دور “الهداف” مجدداً : العابدي اللاعب الذي لا يـعوض فــــــــــــــي الـمـنـتـخب
يدين المنتخب الوطني بفضل كبير في كسبه بطاقة العبور للمرة السابعة عشرة الى نهائيات كأس افريقيا للظهير الأيسر علي العابدي الذي سجّل هدف الفوز على مدغشقر في الوقت «القاتل» منقذا «النسور» من الحسابات المعقّدة في الجولة الختامية خاصة وأن السيناريو الذي رافق مباراة بريتوريا من شأنه التأثير على الحالة المعنوية، ورغم مركزه الدفاعي فإن العابدي كان فارقا في مسيرة التصفيات التي اقتربت من النهاية حيث افتتح التسجيل في الجولة الثانية ضد غامبيا في المباراة التي انتهت بتفوق المنتخب الوطني 2-1 قبل أن يمضي على هدف كان وزنه ثمينا باعتبار أنه ساوى العبور رسميا الى «الكان» والقاسم المشترك بينهما التسجيل خارج الديار وفي أوقات مهمة للغاية عكست الجاهزية الذهنية لهذا اللاعب الذي عوّض إخفاق المهاجمين بما أنه يحتل صدارة هدافي المنتخب في رحلة التصفيات بفضل حسن تمركزه وقراءته السليمة لمجريات اللعب والتي جعلته أشبه بقلب هجوم.
عودة في الوقت المناسب
كانت عودة علي العابدي الى التشكيلة الأساسية في الوقت المناسب بحكم أن غيابه عن الجولتين الفارطتين حرم المنتخب الوطني من ورقة هامة على المستوى الدفاعي أو الهجومي ليقترن ذلك مع حصد نقطة وحيدة عجّلت برحيل فوزي البنزرتي الذي افتقد الى الحلول في الرواقين وكان خياره بالاعتماد على محمد أمين بن حميدة كبديل للعابدي فاشلا وهو ما جعل معوّضه قيس اليعقوبي يختار التخلي عن ظهير الترجي مع تعافي العابدي من الإصابة التي غيّبته عن لقاءي جزر القمر اللذين أكدا التراجع الرهيب لكرة القدم التونسية في غياب المواهب وضعف القدرات الهجومية.
وأكد العابدي من جديد خصاله الهجومية المتميّزة حيث وفّر التفوق العددي باستمرار وساهم في الهدف الأول الذي كان كفيلا بتحقيق فوز سهل لولا خطإ الحارس أمان الله مميش قبل أن يبرز قوة شخصيته بقيادة عناصرنا الوطنية الى فوز على الأراضي الجنوب افريقية ويمكن اعتباره الأهم في نهاية عام عصيب على المنتخب الوطني راكَم خلاله الخيبات بداية بكأس افريقيا التي أقيمت بالكوت ديفوار وصولا الى العثرات في التصفيات لكن العابدي أنقذ الموقف في الوقت المناسب وحال دون هزّة جديدة.
نقطة ضوء
بات العابدي ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة المنتخب الوطني وهو ما أكدته المباريات الأخيرة، فغيابه ترك فراغا رهيبا على مستوى المعاضدة الهجومية والتي تعتبر نقطة قوته الأبرز وجعلته يحسم المنافسة سابقا مع واحد من أفضل الأظهرة في القارة علي معلول الذي فشل في فرض نفسه وكانت مسيرته مع «النسور» النقطة السوداء في مشواره الحافل بالألقاب مع الأهلي المصري، ويوجد العابدي حاليا دون منافسة في الرواق الأيسر كما أنه اللاعب الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عليه قي تشكيلة المنتخب الوطني في ظل عدم انتظام أداء بقية العناصر التي لم تكن في أفضل حالاتها في المباريات الأخيرة وهو ما ينطبق أيضا على ثنائي المحور ياسين مرياح ومنتصر الطالبي الذي افتقد الى تناغم العادة ليصبح مرمى المنتخب الوطني صيدا سهلا أمام المنافسين الذين كانوا في المتناول على الورق غير أن حقيقة الميدان خالفت التوقعات بوجود جيل ضعيف كانت فيه الاستثناءات قليلة ومن أهمها العابدي الذي اكتسب النضج المطلوب مع تراكم الخبرات والتجارب المحلية والخارجية.
سطر جديد في قصة النجاح
كتب علي العابدي سطرا جديدا من قصة النجاح التي صنعها رغم المطبات التي واجهها في مسيرته حيث «انتفض من الرماد» وعاد بأكثر قوة في كل مناسبة عاش فيها فترات صعبة لتكون سنة 2024 تتويجا لمجهوداته حيث نجح في لفت أنظار نيس الفرنسي ليقتحم غمار الدرجة الأولى الفرنسية ويثبّت أقدامه تدريجيا مع الفريق بفضل انضباطه وخصاله التهديفية التي مكّنته من الوصول الى مرمى باريس سان جيرمان في أولى خطواته مع نيس قبل أن يؤكد تميّزه مع «النسور» بلعبه دورا حاسما في تأهل «العادة» الى كأس افريقيا والذي كان طعمه خاصا نظرا للتقلبات العديدة التي رافقته، وسيكون العابدي من العناصر التي ستحمل الآمال في المرحلة القادمة التي ستعرف العودة في شهر مارس إلى التصفيات المونديالية ذلك أن استخلاص العبر أصبح ضرورة مع العمل على دعم الإيجابيات ومن أبرزها الحيوية التي يضفيها ظهير نيس على الرواق الأيسر الذي أصبح نقطة قوة المنتخب الوطني.
متوهج كالعادة في «الدربي» ســاس يـــعــود فـــي الـــوقــت الـمـنـاسـب
كانت عودة الجناح البرازيلي يان ساس من الباب الكبير رغم عدم تزامنها مع فوز ثالث على التوالي…