بعد أن كشفت زيارات الرئيس الميدانية تقصير المسؤولين الجهويين : العمل الميداني أصبح من ركائز عمل الولاّة
كشفت الزيارات الميدانية ذات الطابع الفجئي التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى مختلف الجهات عن الكثير من الإخلالات كما كشفت له أوجه التقصير في تعاطي السلط الجهوية والمحلية مع مختلف الملفات في المناطق الراجعة لها بالنظر. وهو ما كان مصدر ضجر المواطنين وشكواهم وعدم رضاهم على أوضاعهم وأوضاع مناطقهم. وهو ما كان دافعا خصوصا للولاة لمغادرة مكاتبهم والقيام بزيارات ميدانية سواء مبرمجة او فجئية.
فعلاوة على جلسات العمل التي غالبا ما يشرف عليها الولاة في المقرات المركزية للولايات ويؤذن من خلالها للمصالح وللإدارات المعنية للتدخل في ملف ما، فقد تميز العمل اليومي لهؤلاء المسؤولين الجهويين بانتهاج سياسة القرب، وذلك بالتنقل ميدانيا الى مختلف المعتمديات والمؤسسات والمنشآت التربوية والصحية والاقتصادية للاطلاع على أوضاعها وطريقة تسييرها من جهة والاطلاع على هموم المواطنين والاستماع إلى مشاغلهم من جهة أخرى.
وقد اظهر هذا العمل الميداني مدى حاجة المواطنين الى اتباع السلط الجهوية سياسة القرب والتواصل المباشر معهم لمعاينة النقائص ومواطن التقصير والإخلالات حتى يكون فرصة للإصلاح. خصوصا وان هذه السياسة التي اعتمدها رئيس الجمهورية كمنهج للتمكن من إرساء مقومات الدولة الاجتماعية وكوسيلة في حربه على الفساد قد أتت أكلها واثبتت نجاعتها في الكشف عن مواطن الداء وتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل المقصّرين في أداء واجبهم نحو المواطن والبلاد على حد سواء.
فكثير من ملفات الفساد ومحاسبة الضالعين فيها قد فتحت. وكثير من المشاريع المعطلة تحركت. وكثير من الوضعيات التي تمت معاينتها لعديد المؤسسات والمنشآت قد تحسنت. وكثير من الإخلالات تم تجاوزها ومحاسبة الضالعين فيها. وكل ذلك يرجع فيه الفضل الى الزيارات الميدانية التي بادر بها الرئيس قيس سعيّد واتخذها المسؤولون الجهويون في مختلف الجهات مثالا يحتذى به في أداء مهامهم.
وبرصد نشاط الولاة يمكن ملاحظة ما أصبح يتسم به عملهم من نشاط ميداني،وعلى ضوئه يحاولون تثمين ما هو إيجابي وإصلاح ما يستوجب الإصلاح. ووفق ما تخوله مهامهم وما تتوفر عليه جهاتهم من إمكانيات بشرية ومادية تم التدخل لفتح عديد الملفات وفض عديد الإشكاليات ومقاومة عديد الممارسات التي تمس بشكل او بآخر مصلحة المواطن سواء في الجانب الذي يهم صحته او امكانياته المادية او راحته.
وفي جولة خاطفة عبر الصفحات الرسمية لعدد من الولايات نجدها حافلة بالزيارات الميدانية لولاّتها. فعلى سبيل الحصر لا الذكر نجد ان ولاّة كل من نابل وسوسة والكاف والمهدية وزغوان والقصرين واريانة وباجة وبنزرت وصفاقس، قد تنقلوا بين الأسواق والمدارس والمستشفيات والضيعات الدولية وعاينوا مشاريع متعلقة بالبنية الأساسية. وجميع هذه الزيارات التي تأتي في إطار المعاينة والمتابعة كما أوصى بذلك رئيس الجمهورية واكد عليه في عديد المناسبات افرزت عديد الملاحظات وعديد التدخلات لاتخاذ الإجراءات الضرورية للإحاطة بالمواطنين وتحسين ظروف عيشهم في مناطقهم وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم في مختلف المجالات. كما أظهرت من جهة أخرى الكثير من التقصير الذي يجب تفاديه ومن الاخلالات التي يجب معالجتها.
وللتذكير فان الزيارات الميدانية التي أداها رئيس الجمهورية في عديد المناسبات قد كشفت تقصير عديد المسؤولين الجهويين في مهماتهم وعدم قدرتهم على إدارة الملفات الاجتماعية المهمة في المناطق الراجعة لهم بالنظر. كما انه مع كل زيارة الى جهة من الجهات تتجدد شكوى المواطنين وتذمرهم من المعاناة التي ترافق معيشهم اليومي نتيجة لتقصير عديد المسؤولين الجهويين في مهماتهم. وهو ما دعا الرئيس في عديد المرات التي التقى فيها وزير الداخلية الى إنهاء مهام كل مسؤول جهوي لم يقم بدوره ولم يتحمل مسؤوليته، اذ في عديد المناسبات يذكر بأنه من غير المقبول في دولة تقوم على المؤسسات ألا يقوم المسؤولون عنها بما هو محمول عليهم من واجبات. ويبدو ان الولاة ومختلف المسؤولين الجهويين قد تلقوا في مجملهم هذه الرسالة التي بموجبها أصبح العمل الميداني إحدى ركائز عملهم قصد تفادي التعجيل بإعفائهم.
عن زيارة الوفد الصيني إلى تونس : دفع التعاون المشترك ومتابعة تجسيد مخرجات زيارة رئيسي الجمهورية والحكومة إلى الصين
تتواصل الى يوم غد الزيارة التي تؤديها الى بلادنا المديرة العامة المساعدة للتعاون الإقليمي …