2024-11-15

البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات

يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية بقاعة الأخبار بالعاصمة بمشاركة حرفيات وحرفيي الولايات الداخلية للأسبوع السابع على التوالي وبعد استيفاء الموسم الترويجي الصيفي للصناعات التقليدية يشارك نخبة من الحرفيين المتميزين من ولايتي مدنين وقفصة في الاختصاصات التي تميزها على غرار النسيج اليدوي والمرقوم والفخار التقليدي والمعلقات الحائطية واللباس التقليدي إلى جانب مشاركة خاصة للشركة الأهلية المحلية للصناعات التقليدية والسياحة البيئية بمنطقة «بلخير» من ولاية قفصة في الايام الترويجية للصناعات التقليدية وذلك من 11 إلى16 نوفمبر 2024 بقاعة الأخبار بالعاصمة.

ويحرص الديوان الوطني للصناعات التقليدية على ان تكون خارطة المعارض موزعة على كامل السنة وتشمل كافة ولايات الجمهورية من شمالها الى جنوبها.

وفي جولة داخل أروقة قاعة الاخبار بالعاصمة التقت «الصحافة اليوم» بالحرفية مبروكة زقروبة الغنية عن التعريف وهي التي تطوع الاقمشة على اختلاف أنواعها وتحيك أجمل الألبسة النسائية والرجالية على حد سواء، التقليدية الاصيلة المستوحاة من التراث الجربي «كدرون» «البلوزة» النسائية والرجالية وهي صديقة كل العارضين والزوار يستشيرونها وتنصحهم بكل رحابة صدر على اعتبار خبرتها الطويلة التي تمتد لعشرات السنين في مجال اللباس التقليدي تستقبلك بابتسامة عريضة على محياها وتشرح لك بإطناب عن كل قطعة قامت بحياكتها «اخترت هذه المرة خامة الصوف ونحن على أبواب الشتاء وقمت بحياكة وخياطة أنواع عديدة من الألبسة النسائية التي تحتاجها النساء».

غير بعيد عن الحرفية مبروكة رحبت بنا الحرفية غزالة رجب القادمة من  «القطار» من ولاية قفصة وبابتسامة عريضة قدمت لنا نفسها « انا حرفية في النسيج اليدوي المرقوم «حميدة وحادة»و«البوسعدي» وإحدى الحرفيات من المجمع التنموي الفلاحي وعددهن 45حرفية ننتج العديد من المنتجات الفلاحية من عسل وسكر التمر والصابون والعولة وتقطير الأعشاب العطرية ومؤخرا حزت على الجائزة الأولى من قبل بلدية القطار بإنتاج سماد عضوي منزلي يعد اجود من الامونيتر».

ولئن اثنت الحرفية غزالة على مجهودات المشرفة على المجمع التنموي واطارات المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية وأعضاء بلدية القطار تنتظر هي وكل حرفيي المنطقة بفارغ الصبر ان تعيد القرية الحرفية بالقطار فتح أبوابها بعد غلقها لما يقرب عن السنة بهدف إصلاحها وهو ما تسبب في عدم إيجاد منافذ للترويج.

وتعد الأيام الترويجية الجهوية فرصة لكل حرفيي ولايات الجمهورية لعرض انتاجاتهم منهم من يزور العاصمة لأول مرة من اجل التعريف بالتراث التقليدي وهو ما يعكس نجاح الحرف التقليدية في الصمود وهو ما يثبته تطور الحرفيين على المستوى الوطني وعدم الاندثار  اذ أكد المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية ان عدد الحرفيين تطور من 55 الف حرفي وحرفية الى 145الف حاليا وهو ما يفند كل ما يروج عما تواجهه الحرف التقليدية من الاندثار والنسيان كما ان الصناعات التقليدية بصدد التجدد والتطور ان كان على مستوى دخول جيل جديد من الشباب وأيضا على مستوى الجودة والاتقان فقبل عشرين سنة كانت غالبية اعمار الحرفيين من 50سنة فما فوق اما اليوم فان غالبيتهم من الشباب ويسجل القطاع كل سنة دخول نحو خمسة الاف حرفي وحرفية جديد منهم نحو 15 % من خريجي التعليم العالي وهو ما يؤكد العمل الدؤوب لهياكل الدولة لتقريب هذه الحرف الى الشباب على مستوى المساندة والتأطير وعلى مستوى التمويل وتشجيع المواهب الشابة الناشطة في المجال  وهو ما اعطى قيمة مضافة عالية للمنتجات التقليدية من حيث الجودة بفضل استجابتها لمتطلبات السوق الخارجية والداخلية ما جعلها مطلوبة في العديد من الأسواق وهو ما تثبته عائدات التصدير التي بات يحققها القطاع والتي تقارب 150مليون دينار وأيضا لا بد من التأكيد على نجاح خطة الديوان الاتصالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع «العمل المناخي الدامج والشامل للجميع في البلديات التونسية» : تعزيز قدرات البلديات التونسية لمواجهة آثار التغيرات المناخية

يعتبر مشروع «العمل المناخي الدامج والشامل للجميع في البلديات التونسية»خطوة أساسية لتعزيز ق…