مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟
تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على الدول الفقيرة أو الأقل تلويثا كما باتت توصف.
وتهدف القمة الجديدة ككل القمم السابقة للتوصل إلى اتفاق مالي تاريخي بشأن المساعدات المقدمة من الدول الغنية، للدول الأكثر تضررا بتداعيات التغير المناخي.
لكن قمة باكو المتواصلة منذ الاثنين الماضي تعقد كما عقدت غيرها من القمم السابقة في ظل غياب كبار الملوثين وهو ما يدعونا للتساؤل حول جدوى عقد هذه القمة وغيرها من القمم المماثلة إذا غاب عنها المسؤولون بدرجة أولى عن المشكل.
إن المتابع لكل القمم المناخية التي انتظمت خلال السنوات الأخيرة يمكنه أن يدرك دون أي عناء أو حاجة للبحث أن هذه القمة ليست سوى تجمعا يأتي استجابة لدعوة الأمم المتحدة دون ان يكون له فائدة أو أي تاثير حقيقي على وضع التغييرات المناخية وانعكاساتها على الكثير من شعوب العالم وخصوصا تلك الفقيرة التي باتت هذه التغييرات تمس قوتها.
ان عقد أي قمة دون أن يكون المعنيون والمسؤولون بدرجة أولى حاضرين يعني ضرورة فشل كل مخرجات منتظرة لها والتي غما ستظل حبيسة الورق الذي كتبت عليه والرفوف التي ستحفظ بها أو انها ستكتفي بتطبيق بضع إجراءات لا تسمن ولا تغني من جوع كنوع من ذر الرماد على العيون.
إن غياب كبار الملوثين عن أغلب قمم المناخ ثم العودة الثانية لترامب للبيت الأبيض مؤشرات واضحان على أن قمة باكو ستفشل أيضا بالخروج بالتزام واضح من الدول المصنعة الكبرة بالعمل على الحد من تلويث الكوكب وتقديم المساعدة للدول التي تدفع ضريبة ازدهار من قوتها وصحتها.
لسنا نبالغ اليوم ان قلنا إن عقد قمم المناخ يجب أن يتوقف على أهمية الموضوع وخطورته ما لم يلتزم كبار الملوثين بلعب الدور الذي يجب عليهم القيام به لحماية صغار الدول من تأثيرات ما يجنون ثماره عدا ذلك فإن هذه القمم فاقدة لكل معنى ولكل تأثير وهو ما يجب أن تنتبه له المنظمات والهياكل الدولية والتي عليها أن تتحمل مسؤوليتها وتدفع نحو تحمل كبار الملوثين لمسؤولياتهم.
ماذا تعني عودة ترامب بالنسبة للشرق الأوسط؟
هل نتوقع ان تحمل رياح ترامب تغييرا في السياسة الأمريكية الخارجية؟ يبدو هذا السؤال انكاريا …