2024-11-14

عن حوادث النقل العمومي : التعجيل في الإصلاح من الضروريات..

سقوط تلميذين من عربة المترو بالدندان تجعلنا نعود مرة أخرى للحديث عن معاناة التونسي من وسائل النقل العمومي هذه المعاناة المتواصلة خاصة وأن حرفاء وسائل النقل العمومي بلغوا مرحلة أصبحوا فيها مهددين في وجودهم المادي اي بمعنى أدق مهددين بمخاطر الحوادث التي قد يصاب فيها اي حريف خاصة في تلك الحالات التي شاهدناها من محطات الحافلات والمترو التي تنطلق فيها السفرة بحمولة تفوق طاقة استيعابها بأضعاف والابواب مفتوحة يتأرجح فيها الحرفاء من مختلف الشرائح الاجتماعية.

وللمرء ان يتخيل السيناريو الكارثي الذي قد يحدث بسقوط فرد من الأفراد أو غيرها من الحوادث التي قد تحدث  في لحظة ولايمكن القول أنها لم تكن في الحسبان لأن الخروج بالمترو أو الحافلة في هكذا حال وإن بات الوضع مألوفا لدى حرفاء الشركة الا أنه في واقع الأمر سلوك مرفوض ومخالف للقانون ولا يمكن السكوت عنه …..

كما أنه لايمكن إنكار أن السير بابواب مفتوحة يعود لسببين اما لعطل في الأبواب نتيجة اهتراء وسيلة النقل أو لتعمد المواطنين مسك الأبواب وتركها مفتوحة لشدة الاكتظاظ وطول فترة الانتظار مما يدفع بالجميع للالتحاق بوسيلة النقل الموجودة كلفهم ذلك ما كلفهم حتى التأرجح في الأبواب المهم في المحصلة بلوغ مقصدهم خاصة إن كانت الغاية بلوغ مقرات العمل أو الالتحاق بمقاعد الدراسة…

وضعية تستحق التعجيل في إدخال الإصلاحات الضرورية اللازمة لهذا القطاع الحيوي المتهالك لوضع حد لمعاناة المواطنين اليومية وكذلك المنتسبين للقطاع من سواق الحافلات أو عربات المترو الذين هم في مواجهة يومية مع مختلف المشاكل المطروحة في المحطات ،من مشاحنات وغضب الحرفاء ومطالبين بإيجاد الحلول لتجاوز كل الأزمات المطروحة بالممكن والمتاح ….

ولعل الوضع الكارثي لوسائل النقل العمومي انعكس سلبا على الخدمات المسداة ولم نعد نتحدث اليوم عن الأمان المفقود في وسائل النقل نتيجة تفشي ظاهرة البراكاجات والسرقة والتحرش الجنسي وانما تجاوزناها للحديث عن المخاطر الناتجة عن السير بوسائل نقل مفتوحة الأبواب وماقد ينتج عنها من مخاطر كارثية.

ولعل ابرزها تلك الحوادث المسجلة مرارا وتكرارا كما انه من الضروري وضع حد للاستهتار بمختلف أشكاله من طرف الحرفاء ممن يعرض حياته للخطر من خلال التأرجح في أبواب رغم علمه بأن لا مكان له في الحافلة أو في عربة المترو وقد غصت بالركاب فما ضر لو انتظر قليلا وصبر وعاد إلى منزله في ظروف آمنة .

مايحدث يوميا في علاقة التونسي بوسائل النقل العمومي معلوم لدى الجميع ووحدها آليات الإصلاح كفيلة بوضع حد لاي اي نوع من السيناريوهات المحتملة خاصة منها تلك المتعلقة بالحوادث ….

جدير بالذكر وفق المعطيات الأولية أن التلميذين تعرضا لاصابات خفيفة تمثلت، في رضوض لأحدهما، فيما جرح الثاني وتم تقديم الاسعافات الاولية لهما ثم نقلا الى احد المستشفيات بالعاصمة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حال‭ ‬النقل‭ ‬العمومي : لم‭ ‬تتغير.. ‬المعاناة‭ ‬نفسها‭ ‬والمواطن‭ ‬في‭ ‬ماراطون‭ ‬يومي‭ ‬مرهق‭…‬

حال‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬على‭ ‬ماهي‭ ‬عليه‭ ‬لم‭ ‬تتبدّل‭ ‬ولم‭ ‬تتغير‭ ‬،‭ ‬المعاناة‭ ‬نفس…