مشاركة تونس في قمة المتابعة العربية الإسلامية : موقف مبدئي داعم للأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين
كيف تنظر تونس الى الأحداث المشتعلة في الشرق الأوسط؟ وأي مقاربة تقدمها بهذا الخصوص؟ وهل لديها مقترحات عملية يمكن ان تساهم في تخفيف وطأة الوقائع الدامية التي نتابعها منذ مدة ويدفع اشقاؤنا ثمنها من حياتهم وأمنهم؟
هذه الأسئلة وغيرها مطروح على هامش قمة المتابعة العربية الإسلامية التي احتضنتها الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية يوم 11 نوفمبر الجاري والتي شاركت فيها مجموعة من القادة والوفود رفيعة المستوى. وهي تعد متابعة للقمة التي استضافتها المملكة في نوفمبر من العام الماضي.
والهدف العام من هذه القمة الحالية متابعة نتائج القمة الماضية وتوصياتها في ظل الصراع العنيف الذي يدور حاليا في منطقة الشرق الأوسط.
وبالنسبة الى المشاركة التونسية في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، فقد تمثلت في وفد رفيع المستوى ترأّسه السيد محمد علي النفطي وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. مع العلم أن القمة قد تم تخصيصها لبحث تحرك عربي واسلامي جماعي لوقف الحرب الجائرة التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب على الشعب الفلسطيني الأعزل.
وكان حضور تونس فرصة سانحة للتأكيد من قبل وزير الشؤون الخارجية على موقف تونس الثابت الداعم بشكل مبدئي لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
هذا واستغل الوزير هذه المناسبة لمطالبة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لفرض وقف فوري للحرب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سنة وتوفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية.
وفي سياق متصل جدد السيد محمد علي النفطي وزير الشؤون الخارجية دعم تونس الكامل للبنان الشقيق في صد الاعتداءات الموجهة ضد شعبه وحقه المشروع في الدفاع عن أمنه وسيادته الوطنية وحمايته من أي مظهر من مظاهر الانتهاك.
ومن خلال هذه المشاركة رفيعة المستوى في القمة تجدد تونس تمسكها الدائم والثابت بحق الأشقاء الفلسطينيين في دولة حرة مستقلة على كامل ارضهم من البحر الى النهر وتطالب بوقف حرب الإبادة الدائرة حاليا بشكل فوري وتحمل المسؤولية للمجتمع الدولي الذي لا ينبغي ان يواصل صمته الذي دام طويلا وأكثر مما يجب.
فالأكيد أن التوترات الحاصلة حاليا في الشرق الأوسط تحتاج الى وقفة حازمة من المنتظم الأممي فالوضع مشتعل سواء على الأراضي الفلسطينية بعد ان دخلت حرب الإبادة عامها الثاني أو بالنسبة للهجومات المتكررة التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان وينتهك سيادته بشكل مستمر ويقتل ويشرّد المواطنين ولابد من إيقاف هذا النزيف البشري حفاظا على ما تبقى من ماء الوجه لدى المجتمع الدولي الذي اظهر عدم اكتراث يدعو الى الصدمة والذهول رغم هول ما يحدث وما يتابعه الجميع في وسائل الاعلام.
والأكيد أن الأمر يتطلب بذل جهود مضنية من اجل استنهاض روح التضامن بين الشعوب واستحثاث الضمير الإنساني الجمعي وذلك بشكل جدي وصادق من قبل المجموعة الدولية حتى تضع حدا لكل هذا العنف والتقتيل والدمار الذي تعرضت له كل من فلسطين ولبنان.
والحقيقة ان تفاقم الأوضاع سواء في غزة او في الأراضي اللبنانية ستكون له تداعيات خطيرة بالتأكيد إذا لم تتوقف الحرب على المنطقة بأكملها وعلى الأمن الإقليمي برّمته وبالتالي لابد ان يتحمل الجميع مسؤوليته من أجل تجنب انزلاق الإقليم نحو دوامة عنف شاملة لا تبقي ولا تذر ولن يسلم الغرب من نيران شظاياها.
قطار التنمية ينبغي أن ينطلق الآن..
لقد انتظر التونسيون أكثر مما يجب وآن الأوان لوضع نقطة النهاية لكل مظاهر العطالة في المجال …