عن مخرجات القمة الوزارية الروسية الإفريقية : اتفاقيات لبعث مناطق تجارة حرة ببلدان إفريقية من بينها تونس
أفضت القمة الوزارية الروسية الإفريقية التي انعقدت في مدينة سوتشي الروسية من 9 إلى 10 نوفمبر الجاري إلى صدور مخرجات في علاقة بتكثيف الشراكات والبرامج المشتركة بين روسيا الاتحادية وبين عدد من الدول الإفريقية بما في ذلك تونس التي شاركت في فعاليات هذه الندوة من خلال حضور وفد ترأّسه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي.
وقد أكدت الدولة الروسية من خلال هذا اللقاء على أنها تولي أهمية كبيرة لتعميق التعاون مع الدول الإفريقية في مجال التجارة والاستثمار، لا سيما من خلال إشراك الفاعلين الاقتصاديين الروس في تنفيذ مشاريع البنية التحتية.. ويمكن أن تصبح اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الإفريقية عنصرا مهما لهذه الشراكات الاقتصادية، وقد بدأت بالفعل المباحثات بشأن إبرام مثل هذه الاتفاقيات مع مصر والجزائر والمغرب وتونس.
ومن المنتظر أن تخلق هذه الاتفاقيات فرص شراكة مثمرة في عديد المجالات ذات القيمة المضافة العالية في مجالات اقتصادية متنوعة كتثمين المواد الفلاحية والصحية والطاقية إلى جانب التوجه نحو إرساء مشاريع في علاقة بالبنى التحتية والتطور اللوجيستي في النقل والصحة والتعليم وذلك حسب ما أكده مختصون.
كما تم إيلاء الاهتمام بالمنح الموجهة للطلبة التونسيين الراغبين في الدراسة في روسيا وهو ما مثّل جزءا من محاور اهتمام اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي بنظيره الروسي سيرغي لافروف حيث نوّه النفطي بهذه المنتديات التي من شأنها أن تساهم في تنمية القارّة الإفريقية واستقرارها، إلى جانب أُطر التعاون الأخرى في الفضاء الافريقي.
كما شكّل اللقاء مناسبة لاستعراض أوجه التعاون القائم بين تونس وروسيا الاتحادية وسبل تطويرها في مختلف الميادين التجارية والاقتصادية والعلمية والطبية وصناعة الأدوية وكذلك في المجال الجامعي، حيث يتابع أكثر من 1900 طالب تونسي دراستهم في الجامعات الروسية، وهي المواضيع التي سيتم تناولها في أُفق الدورة المقبلة للجنة المشتركة التونسية الروسية بموسكو.
ومن جهته ، ثمّن الوزير الروسي، مشاركة تونس في هذا الاجتماع الوزاري الذي يهدف إلى تطوير الاستثمارات المشتركة بين روسيا الاتحادية والبلدان الافريقية.
وقد تم خلال هذه الندوة التأكيد على أهمية تعزيز الاهتمام المتبادل بتوسيع العلاقات الاقتصادية من خلال الاتحاد الأوراسي مع جمعيات التكامل الإفريقية والعمل على تطوير التعاون في مجموعة واسعة من المجالات الضرورية في القارة الإفريقية، وحل المشاكل التي يتعين على جميع البلدان الإفريقية حلها من أجل تحقيق نمو واثق ومستقر.
وستشمل مجالات التعاون بين روسيا الاتحادية والدول الإفريقية مجالات الأمن، لا سيما الأمن الغذائي وضمان السلام والسيادة والحصول على التعليم وبناء العلاقات الإنسانية والحفاظ على الطبيعة الفريدة للقارة الأفريقية والرعاية الصحية وأمن الطاقة وقطاع الاقتصاد.
وتجدر الإشارة من جهة أخرى إلى أن روسيا وقّعت، حتى الآن، اتفاقيات تعاون عسكري تقني مع 33 دولة في القارة الإفريقية كما تخطط لإنشاء بنية تحتية مالية مستقلة للدفع من خلال زيادة حصة التسويات بين روسيا وإفريقيا بعملات الدول الصديقة إلى 90 بالمائة بحلول عام 2030.
وانعقد المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا في سوتشي يومي 9 و10 نوفمبر الجاري، لمتابعة قرارات القمة الروسية الإفريقية الثانية وهو لقاء جمع وزراء الخارجية من روسيا الاتحادية ودول القارة، ومفوضية الاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى الهيئات التنفيذية لاتحادات التكامل الإقليمية.
وتهدف هذه الندوة إلى مزيد تعزيز برامج التعاون بين روسيا الاتحاديّة وبلدان القارّة الإفريقية على مختلف الأصعدة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة والعلميّة والتكنولوجيّة والثقافيّة والإنسانيّة.
وقد سبق أن انعقدت في هذا الإطار قمّتان: الأولى بمدينة سوتشي الروسيّة في شهر أكتوبر 2019 تُعدّ الأولى من نوعها في روسيا الحديثة، والثانية بمدينة سان بطرسبورغ في شهر جويلية 2023 واللتين وضعتا أولويات التعاون الاقتصادي والشراكة بين الجانبين.
الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي لـ « الصحافة اليوم» : مشاركة تونس في الندوة الوزارية الروسية الافريقية فرصة لبحث آفاق الاستثمار والتعاون
تحول وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي إلى مدينة سوتشي الروس…