بعد إهدار أول نقطتين في باردو : إخـفـاق أومــارو يكــشف العيوب الهجومية .. والكنزاري يتجه نحو البحث عن حلول جديدة
مرّ الملعب التونسي بجانب الحدث خلال مباراته الأخيرة ضد شبيبة العمران ليكتفي بذلك بتعادل أشبه بالخسارة كلّفه ضياع نقطتين مهمتين للغاية، ليعود بذلك الفريق إلى دائرة الشكوك نسبيا خاصة وأن مسلسل الإخفاق الهجومي الذريع تواصل، فالفريق عجز للمباراة الثامنة على التوالي على الاستفادة قدرات عناصره الهجومية، وما زاد الطين بلّة أن يوسوفا أومارو هدّاف البطولة توفرت له فرصة حسم المباراة من ضربة جزاء لكنه أخفق في تحويلها إلى هدف، وهذا الإخفاق أكّد من جديد المشاكل الهجومية التي يعاني منها الملعب التونسي منذ بداية الموسم، والثابت في هذا السياق أن النجاعة التي كان يجدها الموسم الماضي من خلال وجود الثالوث المتألق هيثم الجويني وحمزة الخضراوي وكذلك بلال الماجري غابت نهائيا في بداية هذا الموسم، والدليل على ذلك أن الماجري العنصر الهجومي الوحيد المتبقي من التركيبة الهجومية السابقة لم ينجح إلى حد الآن في افتتاح سجله التهديفي، ليظل التسجيل حكرا على عناصر وسط الميدان ونعني بذلك على وجه الخصوص أومارو وبدرجة أقل الشريف توري وموغيشا بونور، في المقابل فقد سعى المدرب ماهر الكنزاري إلى إيجاد توليفة هجومية ثابتة من خلال التعويل باستمرار على الماجري وإلى جانبه الصادق قديدة مع الدفع أحيانا بيوسف السعفي وأحيانا أخرى بناصف العطوي لكن الأمر ظل على حاله ولم يجد خط الهجوم الحلول المجدية لتجاوز هذا الإشكال المزمن الذي دفع بالملعب التونسي إلى إهدار عدة نقاط وخاصة في المباراتين الأخيرتين بما أن الفريق عجز عن التهديف في مواجهة اتحاد بن قردان ثم شبيبة العمران، وحتى إن نجح أومارو في تنفيذ ضربة الجزاء واستطاع الفريق حصد النقاط كاملة إلا أن ذلك لا يجحب بالمرة حجم الصعوبات التي يعاني منها خط الهجوم بعد مرور ثماني جولات.
بداية واعدة ولكن
في بداية الموسم، منح الإطار الفني لعدد من المهاجمين، وفي مقدمتهم المهاجم السابق للترجي الرياضي زياد بريمة والمهاجم القادم من شبيبة العمران أحمد الباجي، وهذا الثنائي استهل التجربة الجديدة مع فريق باردو كأفضل ما يكون بما أن هذين اللاعبين سجلا في مباراة كأس إفريقيا ضد فريق جاموس من جنوب السودان، لكن بمجرد انطلاق منافسات البطولة المحلية غاب اللاعبين وخرجا من الحسابات، وهو ما يثبت بأنهما لم ينجحا في كسب ثقة الإطار الفني بشكل دائم وبالتالي لم يحقق الفريق الاستفادة اللازمة من لاعبين قدما من أجل المنافسة على تعويض رحيل الجويني والخضراوي، فضلا عن ذلك لم يكن المهاجم الشاب ساجد الفرشيشي محظوظا بالمرة، فهذا اللاعب استهل بدوره الموسم بشكل مثالي وسجل هدفا في المسابقة القارية لكنه تعرض لإصابة أبعدته مبكرا من الحسابات، ليضطر بعد ذلك الكنزاري للاستنجاد بخدمات المهاجم القادم من الترجي الجرجيسي ناصف العطوي، ورغم أن الأخير قدّم بعض المؤشرات الواعدة في المباريات الأخيرة إلا أنه لم ينجح في كسر العقدة والتأكيد على أنه مؤهل بقوة لتعويض الجويني، وهو ما ينطبق تماما على الصادق قديدة الذي نجح في تجاوز مشاكل الموسم الماضي عندما بقي طويلا خارج حسابات الإطار الفني السابق، لكنه لم يستطع إلى حد الآن أن يؤكد فعلا أحقيته بأن يكون لاعبا مؤثرا بالشكل المطلوب، وتبعا لكل هذه المعطيات فإن الملعب التونسي فقد إحدى أهم نقاط قوته التي ميّزته الموسم الماضي بما أنه لم يسجل إلى حد الآن سوى سبعة أهداف أي بمعدل أقل من هدف في كل مباراة، في حين أنه سجل خلال المرحلة الأولى من بطولة الموسم الماضي 18 هدفا في 12 مقابلة متفوقا بذلك على كل منافسيه في مجموعته.
الحلول ضرورة ملحّة؟
قبل إجراء تقييم شامل حول أداء الفريق واتخاذ القرارات المناسبة بشأن حاجيات الملعب التونسي خلال الميركاتو الشتوي، فإن الحاجة الملحّة لإيجاد حل للمعضلة الهجومية ربما تقتضي من الإطار الفني البحث عن حلول جديدة، خاصة وأن المدرب ماهر الكنزاري اعترف عقب المقابلة الأخيرة أن الفريق ينقصه قلب هجوم هدّاف قادر على تجسيم الفرص العديدة التي تتاح للفريق، ومما لا شك فإن هذه التصريحات يمكن أن توحي بأن الإطار الفني قد يتجه نحو البحث عن حلول جديدة بعد أن وقع تمكين كل المهاجمين الموجودين حاليا على ذمته الفرصة كاملة، وفي هذا السياق لا يمكن استبعاد فرضية الاستنجاد بأحد لاعبي الفريق الثاني ومن بينهم المهاجم نجد الدبابي الذي تألق الموسم الماضي مع فريق الأكابر «ب»، وهذا اللاعب ساهم سابقا في تتويج فريق الأصاغر بالبطولة قبل أن يتم إلحاقه بعد بالفريق الثاني لكنه لم يتمتع إلى حد الآن بفرصته كاملة، في حين يظل المهاجم الشاب المنصف الغربي إحدى الورقات البديلة التي يمكن أن يراهن عليها الكنزاري في قادم المواعيد بعد أن وقع تمكينه لفترة طويلة نسبيا من التدرب مع الفريق الأول وشارك في عدد محدود من الدقائق هذا الموسم.
الإعداد للتحديات يبدأ الآن : المكشر يسعى لخوض أكبر عدد من الودّيات.. وعودة مرتقبة لعبيد
بعد طي صفحة الفوز الثمين للغاية خارج الديار على حساب النادي البنزرتي والذي أعاد بعض الثقة …