انتظر قرابة العام ليحقق فوزه الأول خارج ملعبه : ثنائي منبوذ يصنع الفارق.. وإضافة الإطار الفني تبرز
.. وأخيرا تنفس النجم الساحلي الصعداء بعد أن حقق فوزه الثاني هذا الموسم، ليرتقي بذلك إلى المركز الثامن ويبتعد بفارق مريح نسبيا عن المراتب الأخيرة، وهذا المكسب كان ثمرة تحقيق فوز خارج الديار طال انتظاره بما أن آخر انتصار للنجم خارج ملعبه تحقق في شهر جانفي الماضي، ومن الصدف أنه تحقق بنتيجة 2ـ0 ضد مستقبل سليمان حيث بادر النجم بتسجيل ثنائية في تلك المقابلة قبل أن يذلل المنافس الفارق وهو ما حصل ضد النادي البنزرتي الذي دفع ثمن استفاقة لاعبي النجم وحصول ردّة فعل قوية بعد سلسلة العثرات خلال الفترة الأخيرة، لكن من المهم أيضا التأكيد على أن إيمان الإطار الفني بقدرات لاعبيه رغم انتقاده الشديد لأدائهم في المقابلتين الأخيرتين كان عاملا حاسما ومهما للغاية قاد النجم الساحلي إلى العودة إلى سكة الانتصارات والدخول في فترة الراحة بمعنويات مرتفعة وظروف مساعدة على التحسن والتطور.
المكشر يحصّن لاعبيه
كانت كل التوقعات قبيل مواجهة النادي البنزرتي تشير إلى وجود نية لدى المدرب محمد المكشر بإجراء تغييرات كبيرة عقب الخسارة الأخيرة ضد الترجي الرياضي، وكان من المفترض أن تشمل هذه التحويرات مركزي الظهيرين خاصة وأن الثنائي الذي لعب في الرواقين ونعني بذلك صلاح الدين الغدامسي وغفران النوالي لم يقدّما الإضافة المرجوة منهما لا سيما من الناحية الهجومية، غير أن الإطار الفني كان له رأي مخالف بما أنه فاجأ الجميع من خلال الاستمرار في التعويل على الغدامسي والنوالي، رغم أنه ألقى لوما كبيرا على كل اللاعبين، غير أنه عاد ليمنح الثقة لهذين اللاعبين وكأنه أراد بعث رسالة قوية مفادها وجود قناعة قوية لديه بأن مثل هذه العناصر تظل قادرة على النهوض من جديد وردّ الفعل بطريقة إيجابية، لذلك كان من الضروري تحصين كل اللاعبين على حد السواء وتحفيزهم بكل الطرق المتاحة من أجل تحسين أدائهم، ولعل مباراة بنزرت أثبتت صواب توجهات الإطار الفني، بما أن الغدامسي والنوالي «الثنائي المنبوذ» من قبل شق كبير من أنصار النجم صنعا الفارق وقادا فريقهما لتحقيق فوز ثمين للغاية، فالغدامسي منح الأسبقية للنجم منذ الشوط الأول بعد أن استثمر ضربة ركنية ليغالط دفاع البنزرتي والحارس المتألق أشرف كرير، والنوالي عاد ليسجل الأهداف بواسطة الكرات الثابتة بعد أن أحسن تنفيذ ضربة مخالفة بطريقة مثالية، والثابت في هذا السياق أن بعض النقاط الإيجابية التي ركز عليها الإطار الفني خلال التمارين الأخيرة بدأت تبرز وتتمثل أساسا في حسن التعامل مع الكراث الثابتة التي صنعت الفارق هذه المرة لفائدة النجم الساحلي ومنحته جرعة معنوية هائلة من شأنها أن تجعل التدريبات المقبلة خلال فترة الراحة تدور في ظروف مريحة ومشجعة.
أربعة أهداف دون بصمة للمهاجمين
بعد أن سجل ثنائية قادته سابقا للفوز على اتحاد تطاوين في ملعب سوسة، كرّر النجم الإنجاز ذاته عندما نزل ضيفا على النادي البنزرتي بما أنه استعاد ذاكرة التهديف بعد أربعة مباريات عجز خلالها عن التهديف، غير أن القاسم المشترك في كل ما حصل إلى حد الآن يؤكد استمرار بعض الصعوبات لدى المهاجمين، فالثنائية التي سجلها الفريق ضد اتحاد تطاوين حملت توقيع لاعب الوسط وليد القروي والثنائية في مرمى النادي البنزرتي سجلها ظهيران، وبالتالي فإن اعتراف محمد المكشر عقب المواجهة الأخيرة باستمرار بعض المشاكل والنقائص يبدو في محله، فرغم تأكيده على أهمية هذا الفوز على واقع الفريق إلا أنه أشار إلى هناك عمل كبير مازال ينتظره، مضيفا بالقول: «هو انتصار غاية في الأهمية وكان نتيجة تحسن أداء بعض العناصر وتطور الأداء العام وخاصة من الناحية البدنية، لكن يتوجب علينا الاعتراف بأن بعض المشاكل مازالت مستمرة وبالتالي من الضروري البحث عن حلول مجدية لتجاوزها خلال الفترة المقبلة».
وتأتي تصريحات المكشر رغم ظهور بعض المؤشرات الإيجابية التي تتعلق بتحسن المنظومة الهجومية التي استفادت من وجود نزار الشميسي الذي قدّم الإضافة واستطاع أن يثبت جدارته باللعب ضمن التشكيلة الأساسية، وبالتوازي مع ذلك ظهر فراس شواط بمستوى أفضل مقارنة بما قدمه في المباريات الأخيرة، لكن هذا التحسن لا يحجب استمرار الصعوبات الهجومية التي ستفرض على الإطار الفني العمل على حلّها حتى يكون الفريق مؤهلا لاستعادة بريقه والتقدم أكثر في الترتيب.
الإعداد للتحديات يبدأ الآن : المكشر يسعى لخوض أكبر عدد من الودّيات.. وعودة مرتقبة لعبيد
بعد طي صفحة الفوز الثمين للغاية خارج الديار على حساب النادي البنزرتي والذي أعاد بعض الثقة …