2024-11-12

حال‭ ‬النقل‭ ‬العمومي : لم‭ ‬تتغير.. ‬المعاناة‭ ‬نفسها‭ ‬والمواطن‭ ‬في‭ ‬ماراطون‭ ‬يومي‭ ‬مرهق‭…‬

حال‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬على‭ ‬ماهي‭ ‬عليه‭ ‬لم‭ ‬تتبدّل‭ ‬ولم‭ ‬تتغير‭ ‬،‭ ‬المعاناة‭ ‬نفسها‭ ‬والمواطن‭ ‬في‭ ‬ماراطون‭ ‬يومي‭ ‬مرهق‭ ‬يركض‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬للظفر‭ ‬بوسيلة‭ ‬نقل‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬مقصده‭ ..‬الحافلات‭ ‬مكتظة‭ ‬وعربات‭ ‬المترو‭ ‬تترنح‭ ‬بحمولة‭ ‬تفوق‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬باضعاف‭… ‬بأبواب‭ ‬مفتوحة‭ ‬للضرورة‭ ‬القصوى‭ ‬طبعا‭ ‬ومحاولة‭ ‬لتأمين‭ ‬سفرة‭ ‬امريحةبللركاب‭ ‬والاستجابة‭ ‬للطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬فتكون‭ ‬النتيجه‭ ‬ماسبق‭ ‬ذكره‭ …‬

حالة‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭ ‬داخل‭ ‬عربات‭ ‬المترو‭ ‬وفي‭ ‬الحافلات‭ ‬أيضا‭ ‬والحال‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬وزاد‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬يكون‭ ‬الصبر‭ ‬ثم‭ ‬الصبر‭ ‬ولاغير‭ ‬وتحمل‭ ‬المشقة‭ ‬فلا‭ ‬خيار‭ ‬أمامهم‭ ‬سوى‭ ‬التسليم‭ ‬والقبول‭ ‬بالموجود‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تغير‭ ‬الأحوال‭ …‬الانتظار‭ ‬لساعات‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬والسفر‭ ‬في‭ ‬ضيق‭ ‬وفي‭ ‬وضعية‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مريحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬والاوجه‭.‬

فحال‭ ‬الناس‭ ‬معلومة،‭ ‬ظروفهم‭ ‬المادية‭ ‬صعبة‭ ‬ويومياتهم‭ ‬شاقة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬ومقدرتهم‭ ‬الشرائية‭ ‬مهترئة‭ ‬مما‭ ‬يشي‭ ‬طبعا‭ ‬ان‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬لتجنب‭ ‬الاكراهات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬أمر‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬والتفكير‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المستحيلات‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬الخاصّة‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬والإمكانيات‭ ‬المحدودة‭ ‬للاغلبية‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬ان‭ ‬تصبح‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬قارة‭ …‬

ومهما‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬فان‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬كالخبز‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأغلبية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الاشكال‭ ‬والتعجيل‭ ‬بالاصلاح‭ ‬مطلب‭ ‬شعبي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬العلامات‭ ‬الأولى‭ ‬لتراجع‭ ‬خدمات‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬المطلوب‭ ‬وبات‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬مصنفا‭ ‬كارثيا‭ ‬وغير‭ ‬آمن‭ ‬والأصوات‭ ‬المنادية‭ ‬بالاصلاح‭ ‬وانقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬انقاذه‭ ‬تتعالى‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬والمطالبة‭ ‬بالاصلاح‭ ‬مازالت‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الأغلبية‭….‬

وضعية‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬بعد‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬سيلا‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬خاصة‭ ‬وانها‭ ‬ادرجت‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬أولويات‭ ‬الحكومة‭ ‬ناهيك‭ ‬ان‭ ‬اعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭ ‬طالب‭ ‬بالتعجيل‭ ‬بالاصلاح‭ ‬وحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬التونسي‭ ‬زائد‭ ‬تحركات‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬لحلحلة‭ ‬وترميم‭ ‬مايمكن‭ ‬ترميمه‭….‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬الحرب‭ ‬الضروس‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬حدا‭ ‬للعابثين‭ ‬بمقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬،‭ ‬فقطاع‭ ‬النقل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات‭ ‬وطاله‭ ‬الفساد‭ ‬وعاث‭ ‬المفسدون‭ ‬فيه‭ ‬فسادا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وحاله‭ ‬تشي‭ ‬بذلك‭ …‬

ولعل‭ ‬المساعي‭ ‬للإصلاح‭ ‬مازالت‭ ‬لم‭ ‬تتجسد‭ ‬بعد‭ ‬فعلا‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬الواقع‭ ‬مادامت‭ ‬مشاهد‭ ‬تأرجح‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬أبواب‭ ‬الحافلات‭ ‬والمترو‭ ‬متواصلة‭ ‬ومادامت‭ ‬مشاهد‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬بالمحطات‭ ‬يومية‭ ‬والى‭ ‬حين‭ ‬اختفائها‭ …‬تستمر‭ ‬المعاناة‭ ….‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭  ‬أن‭ ‬اشركة‭ ‬نقل‭ ‬تونسب‭  ‬تسلمت‭ ‬الأربعاء‭ ‬9‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬الدفعة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬الحافلات‭ ‬المستعملة‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬75‭ ‬حافلة‭  ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬تسلم‭ ‬الدفعة‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬56‭ ‬حافلة‭ ‬مستعملة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭.‬

تبلغ‭ ‬الكلفة‭ ‬الجملية‭ ‬للحافلات‭ ‬المستعملة‭ ‬16‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬تم‭ ‬اقتناؤها‭ ‬من‭ ‬الوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬المستقلة‭ ‬للنقل،‭ ‬كحلّ‭ ‬ظرفي‭ ‬لمجابهة‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تدني‭ ‬جاهزية‭ ‬الأسطول‭ ‬الحالي‭ ‬لـاشركة‭ ‬نقل‭ ‬تونسب،‭ ‬وفي‭ ‬انتظار‭ ‬تجسيم‭ ‬الاقتناءات‭ ‬الجديدة،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬حاليا‭ ‬بصدد‭ ‬فرز‭ ‬العروض‭ ‬وإعداد‭ ‬تقرير‭ ‬تقييم‭ ‬العروض‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬والمالية‭ ‬طبقا‭ ‬لكراس‭ ‬الشروط‭ ‬لاقتناء‭ ‬300‭ ‬حافلة‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬طلب‭ ‬عروض‭ ‬دولي‭  ‬إثر‭ ‬انعقاد‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬في‭ ‬أوت‭ ‬الماضي،‭ ‬وتبلغ‭ ‬الكلفة‭ ‬الجملية‭ ‬لهذه‭ ‬الحافلات‭ ‬170‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تسليم‭ ‬هذه‭ ‬الحافلات‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ .‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

عن المعايير الأخلاقية، حال وسلوكيات الناشئة  فـــي  ضـــروريـــات إعـــادة الـــبـــنـــاء …

    إن المتأمل في حال الناشئة اليوم يذهب دون أدنى شك إلى التوقف عند المعايير الأ…