في قاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة: تكريم الشاعر الفقيد محجوب العياري من قبل منتدى الفكر التونسي
انتظمت صباح الثلاثاء الخامس من نوفمبر الجاري ندوة فكرية ذات صلة بحلقات التكريم الذي يترجمها منتدى الفكر التونسي وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية. ندوة احتضنتها قاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة،وخصصت لتكريم الشاعر الفقيد محجوب العياري أصيل مدينة ماطر الذي ترجل ذات يوم سنة2010.وفي مستهل هذا اللقاء قدم مؤسس منتدى الفكر التنويري التونسي الناقد والباحث محمد المي لمحة عن نشاط المنتدى منذ انبعاثه ،وما قدمه من احتفاء بالمبدعين التونسيين الأموات والاحياء على حد سواء. ولقاء اليوم هو وصل لحلقات مسار احتفائي يقدم القليل للأدب التونسي .وقد اوجز القول في مداخلته حول الشاعر المحتفى به محجوب العياري الذي قال عنه: ربما يكون ممن يسميهم زين العابدين السنوسي” من ضحايا النبوغ الباكر” فقد فارق دنيانا ولم يبلغ الخمسين من عمره،لم يعش حياته بالطول ولكنه كالشابي والدوعاجي والطاهر الحداد وطرفة ابن العبد وارتير رامبو ، عاشها بالعرض حيث أصدر خمس مجموعات شعرية وهي كتالي:
تداعيات في الليلة الأخيرة قبل الرحيل
حالات شتى لمدينة واحدة
حرائق المساء…حرائق الصباح
أقمار لسيدة الشجرات
الطفل
وقد انطلقت بعد ذلك أولى المداخلات مع الناقد محمد ايت ميهوب، وجاءت تحت عنوان” صورة الطفل ودلالاته في قصيدة الطفل لمحجوب العياري”ومن اهم ما جاء فيها نذكر ما يلي: تعتبر قصيدة الطفل لمحجوب العياري التي تمت بها اخر مجموعاته الشعرية درة قصائده وانصع مظهر تجلس فيه شاريته المتدفقة وقدرته الفائقة على تصريف الكلم ونشيد الكون الشعري ونحت الصور وبناء الدلالة. وضمن عمق المنتج الشعري المميز لدى الشاعروتجليات قصيدته وتجليه في صيغة الطفل واندماجه مع الآخرين في فعل تحقق فردي وجماعي عبر عنه باستعمال فعل “كان” تاما،يفتتح به كل سطر دلالة على الاكتمال:
كان البحر مساء…
كانت شمس ترقص فوق سرير الماء
وكان الضوء
وكان المهر
وكان الطفل
وكان الغيم
وكنت
وكانت
كنت
وكنا…
كنا”…
أما الشاعر المنصف الوهايبي فقد جاءت مداخلته المميزة تحت عنوان”محجوب العياري: شاعر السيرة ،وانطلاقا من قصيدته “سأموت من وله…وبين ان تجربة محجوب العياري لا تكتنه الا في سياق تجارب مجايليه،على تفاوت نصوصهم،وهو ينتمي إلى الجيل الذي يمثل الموجة الثالثة في حركة الشعر التونسي الحديث ،ويعد احد رموزها. وقد المت بتجربه الشعرية شانه شان هؤلاء مؤثرات كثيرة.ليواصل كشف المميزات الخاصة بالشاعر عبر فرادة شاعر مدرك للمكون الشعري التونسي….وتواصلت المداخلات لليوم الأول مع كل من الشاعر فتحي النصري وجاءت تحت عنوان” محجوب العياري شاعر بصيغة الجمع “ وقد بين هو الاخر اهم المميزات في قصائد الشاعر عبر مقاربات ذات صلة بمكون الشعر الحديث ،ويقول في جانب من مداخلته: ديوان” الطفل” يكشف عن خصوصية صوت شعري لم يزل محجوب العياري يطلبه حتى ادركه….واختتمت هذه المداخلات لليوم الاول بشهادة للروائية امال مختار جاءت تحت عنوان “ محجوب العياري الحي الميت والميت الحي” وبينت العديد من تفاصيل المتكرر والنادر في يوميات الشاعر وعالمه.لقد اجتمعت اغلب المداخلات او هي التقت عند مربع مخصوص يقول بفرادة تجربة الفقيد الشاعر محجوب العياري .
في المركز الثقافي بئر الأحجار: المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية هيفاء مديوني محاكاة فنية لعذابات الهجرة غير النظامية
يتواصل المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية هيفاء المديوني بفضاء بئر الأحجار بالمدينة العتيقة ا…