إجراءات وتعيينات جديدة بمجمع الخطوط التونسية : هل تكون كافية لإنقاذ الناقلة الوطنية؟
في خطوة اعتبرتها ضرورية، أعلنت وزارة النقل عن تعيينات جديدة على رأس مجمع الخطوط التونسية بعد إعفاء مجموعة من المسؤولين السابقين نتيجة إخلالات أدت إلى تراجع مستوى خدمات الشركة تمثلت أساسا في تأخير الرحلات وضعف مستوى الصيانة.
وجاءت هذه التعيينات اثر الأزمات المتراكمة التي واجهت هذه المؤسسة والتي تسببت في اهتزاز ثقة المسافرين وتراجع مكانتها .
ورغم أن هذه الخطوات تشير إلى نية الوزارة اتخاذ إجراءات صارمة لإنقاذ الخطوط التونسية، يرى بعض الخبراء أن هذه التعيينات، رغم أهميتها، قد لا تكون كافية لانتشال الشركة من أزمتها دون إدارة عامة تتسم بالكفاءة والقدرة على قيادة مشروع إصلاح شامل، وفريق عمل مؤهل يؤمن بأهداف الشركة، إلى جانب توفير موارد مالية كافية لدعم عملية الإصلاح وضمان استمراريتها.
أساس النجاح
مرّت الخطوط التونسية في السنوات الأخيرة بفترات مضطربة حيث أثرت الإدارات غير المستقرة على جودة الخدمات، ما أدى إلى تراكم الأزمات وتأثيرها بشكل مباشر على سمعة الشركة. وهناك إجماع على أن وجود قيادة على رأس الشركة تمتاز بالكفاءة والنزاهة هو أمر أساسي لتحقيق الإصلاحات المنشودة. ففي ظل التحديات الكبرى التي تواجهها الخطوط التونسية، تبرز ضرورة وجود رئيس مدير عام يمتلك القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تعيد الثقة إلى الشركة وتنهض بها.
وتتطلب هذه المسؤولية شخصية قيادية تتمتع برؤية واضحة وحنكة إدارية قادرة على تحمل ضغوط القرارات الصعبةواتخاذ خطوات جريئة بعيدا عن الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة. فالخطوط التونسية ليست مجرد مؤسسة اقتصادية بل هي رمز وطني يحتاج إلى قيادة ملتزمة بإصلاح شامل يعيد إليها قوتها التنافسية وثقة الحرفاء.
فريق عمل قوي ودعم مالي
أظهرت الأزمات السابقة التي مرت بها الخطوط التونسية أن الإصلاح الحقيقي لا يعتمد فقط على القيادة بل يحتاج إلى فريق عمل يتمتع بالكفاءة والمهنية يؤمن بأهداف المؤسسة ويعمل على تحقيقها اذ لا يمكن الحديث عن تحسين الخدمات دون فريق قوي قادر على التفاعل السريع مع الأزمات.
ورغم أهمية التعيينات الجديدة وإعادة الهيكلة، يبقى التحدي المالي هو العقبة الأكبر أمام نجاح عملية الإصلاح. فقد عانت الخطوط التونسية على مدار سنوات من عجز مالي أثقل كاهلها، وأدى إلى تأخير مشاريع التطوير الضرورية. فتوفير موارد مالية كافية مطلب أساسي لضمان نجاح الإصلاحات ودعم إعادة هيكلة الشركة على أسس جيدة.ويجب على الدولة تحمل جزء من العبء المالي لدعم هذا التوجه الإصلاحي. وتحتاج الخطوط التونسية إلى استثمارات كبيرة لتحديث أسطولها وصيانته وتحسين خدماتها. كما أن تعزيز البنية التحتية للشركة يتطلب ضخ استثمارات في أنظمة الصيانة ونظم الإعلام الداخلي لتوفير شفافية التواصل مع أسطول الطائرات بقدرات تواكب متطلبات السوق الذي يشهد تنافسية كبرى.
ويرى الخبراء أن هذه الجهود المالية يجب أن تترافق مع استراتيجية مستدامة لرفع مستوى التنافسية وليس مجرد حلول ترقيعية مؤقتة.
ولضمان نجاح خطة الإنقاذ يجب أن تترافق الإصلاحات الجديدة مع رقابة مستمرة وآليات متابعة شفافة. فالشفافية في الإدارة وتقديم المعلومات بوضوح للرأي العام يعززان الثقة في المجهودات المبذولة ويحدان من كل شبهات الفساد أو التجاوزات. وعلى وزارة النقل الالتزام بمتابعة اداء الشركة والتدخل لحل الصعوبات ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير.
خلال ندوة وطنية للديوانة : أهمية التكوين الديواني في تعزيز دور الديوانة في حماية الاقتصاد الوطني
نظمت المدرسة الوطنية للديوانة امس ندوة صحفية بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بثلاثينيتها ح…