ماذا تعني عودة ترامب بالنسبة للشرق الأوسط؟

هل نتوقع ان تحمل رياح ترامب تغييرا في السياسة الأمريكية الخارجية؟ يبدو هذا السؤال انكاريا في الحقيقة فالاجابة واضحة وضوح الشمس حتى وإن حاولنا توهم غير ذلك.

منذ حملته الانتخابية كان الرئيس الأمريكي المنتخب واضحا وصريحا في ما يتعلق بسياسة امريكا الخارجية التي يعتزم رسمها فترامب رجل براغماتي بامتياز لا تهمه الا مصالحه كرجل سياسة ثم مصالح بلده بدرجة ثانية.

تؤكد مؤشرات عديدة بدءا بالأسماء التي يقع تداولها في الساعات الأخيرة والمحتمل أن يكون لها دور في إدارة ترامب أن الرجل عازم على انهاء ما كان بداه قبل نحو عشر سنوات.

في تصريحاته حول الحرب في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا قال ترامب منتقدا منافسه الديمقراطي حينها انه لو كان مكانه لأنهى الحرب في يوم واحد.

لم يجب ترامب حينها عندما سئل عن كيف يمكن له أن ينهي صراعات متشعبة مثل هذه الصراعات في يوم واحد حتى وان كان التعبير مجازيا لكن المراقبين يعتقدون أنه بالفعل قادر وبل مصمم على القيام بذلك.

ان ترامب ككل الجمهوريين الذين سبقوه لحكم البيت الأبيض يعرف عنهم قدرتهم على حل الملفات وهذا ما قد يفعله ترامب بعد الـ 20 من جانفي القادم أي مباشرة بعد يوم التنصيب حيث ستكون تلك الملفات من أولوياته للمرحلة المقبلة من اجل ان يغلق صفقة سلفه الديمقراطي.

لا يرغب ترامب في ان يحمل ارث بايدن لذلك ففي رأينا أن اول ما سيفعله هو إيجاد حلول للصراعات الكبرى التي تلعب فيها الولايات المتحدة دورا رئيسيا مثل أوكرانيا والشرق الأوسط ولعل حديث زيلينسكي اليوم عن ضرورة فتح باب الحوار من اجل إيجاد حل سياسي مؤشر واضح على ان الرسالة قد وصلت.

وكما في أوكرانيا، وعد ترامب بإحلال «السلام» في الشرق الأوسط دون أن يقول كيف سيفعل ذلك لكنه دليل واضح على رغبته في انهاء الحرب حتى انه قال حينها انه لو كان في السلطة لما اشتعلت هذه الحرب.

وعلى الرغم من انه من أشرس الداعمين لنتانياهو لكن ترامب قادر كذلك وفق كثير من المراقبين على الضغط عليه على عكس سلفه الديمقراطي الذي بدا حليما ومرنا في التعاطي معه.

لكن انهاء الحرب في غزة ولبنان لن يكون دون مقابل ومن غير المستبعد أن يكون عودة الحديث عن التطبيع.

لا شيء سيظل على حاله بعد وصول ترامب للحكم لكن لا شيء بلا مقابل فأي مقابل سيدفعه العرب؟