مع الأحداث : كيف أوصل شعار «أمريكا أولا» ترامب من جديد للبيت الأبيض؟
لماذا فاز ترامب برئاسة أمريكا؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع منذ الثالثة فجرا من ليلة الثلاثاء الأربعاء عندما أعلن قطب الأعمال الملياردير الأمريكي فوزه في انتخابات الرئاسة مستبقا كل عمليات الفرز التي كانت مازالت حينها متواصلة.
لا أحد كان يتوقع فوز ترامب أو على الأقل يجزم بفوز ترامب أو حتى خسارته فنتائج الاستطلاعات ولأول مرة ظلت عاجزة عن حسم هوية ساكن البيت الأبيض إلى ان جاء الثلاثاء الكبير وفي حين كان الجميع يتوقع ساعات طويلة من الانتظار لمعرفة من سيقود اقوى دولة في العالم جاءت الإجابة سريعة وربما مفاجئة لشق واسع من المهتمين بالشأن الأميركي وحتى للجمهوريين أنفسهم وربما لترامب أيضا فالرجل كان لتوه ينبه من احتمال سرقة فوزه منه ما يعني أنه لم يكن متأكدا منه.
هل فاز ترامب لأن منافسته امرأة من أصول غير أمريكية؟ يبدو هذا تحليلا ممكنا وواقعا فوصول النساء إلى سدة الحكم ليس بالأمر الهين حتى وان كان في دولة مثل اميركا فما بالك اذا كانت من أصول غير أمريكية.
لكن في نظرنا يبدو هذا الاحتمال على وجاهته ليس السبب الرئيسي في عودة ترامب للحكم وبقرار شعبي فالرجل لم يفز فقط بأغلب أصوات المجمع الانتخابي وإن حقق فوزا واضحا في التصويت الشعبي ما يعني أن شقا واسعا من الأمريكيين كانوا يفضلون رؤية الملياردير المجنون كما يصفونه في البيت الأبيض على السيدة التي حاولت أن تبدو رصينة إلى أقصى حد.
إن ترامب الذي كان وفيا لمواقفه التي أعلنها منذ كان مرشحا سنة 2016 للانتخابات الرئاسية استطاع أن يفوز بالانتخابات الجديدة رغم كل الملاحقات والدعاوي القضائية المقامة ضده بفضل التزامه واصراره على الوفاء لذات الشعارات.
يرى الأميركيون في ترامب السياسي البراغماتي الذي يرفع شعار أمريكا أولا ويفعل كل ما في وسعه لأن ينفذ ذلك ويحقق شعاره على أرض الواقع ولذلك لم يخجل مثلا من أن ينعت ولي العهد السعودي بأبشع النعوت ثم يذهب لرؤيته ويصر في كل مرة على دعمه حتى أنه تعهد قبل انتخابه بأن يعمل على إحلال السلام معه كما أنه لا يخفي تباهيه بعلاقاته الجيدة مع الصين رغم أنه يعتبرها العدو اللدود لبلده.
يتصرف ترامب مع رئاسة أمريكا كما يدير ربما شركاته العملاقة وهذا قد يكون السر في منح الناخب الأميركي ثقته له مجددا رغم كل شطحاته وحتى رقصاته التي كان جزء من الأمريكيين يتهكمون عليها لكنها في النهاية كانت الرقصة التي أوصلته إلى البيت الأبيض من جديد رافعا شعار «امريكا أولا» التي تعني ان مصلحة أمريكا فوق كل اعتبار في وجه مساعي كثيرة للقضاء على هيمنة بلده على النظام العالمي وتحويله إلى نظام ثنائي أو متعدد الأقطاب.
ماذا تعني عودة ترامب بالنسبة للشرق الأوسط؟
هل نتوقع ان تحمل رياح ترامب تغييرا في السياسة الأمريكية الخارجية؟ يبدو هذا السؤال انكاريا …