التكوين المستمر وتوفير الامكانيات : نحو تعزيز دور الديوانة في مكافحة عمليات التهريب

مثل موضوع دور التكوين الديواني مع الشركاء الاقتصاديين لتبسيط الإجراءات الديوانية لتحفيز مناخ الاستثمار محور أشغال اليوم الثاني لفعاليات الندوة التي تنتظم على امتداد ثلاثة أيام  والتي ستختتم اليوم بمقر المدرسة الوطنية للإدارة بمناسبة أحياء الذكرى الثلاثين لتأسيسها وذلك تحت شعار «تكوين تشاركي من أجل حماية مشتركة» حيث تم خلالها تسليط الضوء على أهمية دور التكوين الديواني التشاركي في تعزيز قدرات موظفي إدارة الديوانة التونسية والفاعلين الاقتصاديين في مقاومة الغش التجاري والتهريب وكل أشكال التجارة غير الشرعية بهدف حماية المصالح الاقتصادية والمالية والأمنية للبلاد . و قد أكد في هذا الإطار المراقب العام للديوانة السيد منجي بلارة ان عمل الديوانة التونسية يتماهى مع مساعي الدولة لخدمة الاقتصاد الأخضر و الاقتصاد الازرق و من هنا يتأكد دور التكوين التشاركي في تعزيز هذا الاقتصاد عبر التصدي لعمليات التهريب و ما تسببه من خسائر و أضرار للإقتصاد التونسي .

و قد استعرض مدير حماية العلامات التجارية بشمال أفريقيا لشركة «اوليفار» العالمية  السيد عربي بوسالمي خلال أشغال هذه الندوة تجربته التكوينية مع إدارة الديوانة التونسية منذ أكثر من 10سنوات حيث قامت هذه الشركة بتكوين 4070 اطار و عون من الديوانة التونسية في مجال مقاومة التقليد عبر تمكينهم  من التقنيات  والطرق اللازمة للكشف عن البضائع المقلدة التي تدخل الحدود التونسية مشيرا إلى توقيع جملة من الاتفاقيات الدولية لمقاومة الغش إلى جانب توقيع  مذكرة تفاهم مع وزارة التجارة سنة 2013 تم خلالها توفير تكوين مختص لفائدة المراقبين الإقتصاديين كما تم توفير تكوين مختص لأعوان وإطارات من الديوانة الجزائرية والهدف من ذلك مقاومة مظاهر الغش والتصدي لدخول البضائع المقلدة إلى بلادنا وما تشكله من مخاطر صحية على المستهلك مؤكدا على أهمية هذه الشراكة بين الديوانة التونسية و الفاعلين الإقتصاديين لحماية الاقتصاد الوطني وكذلك حماية صحة المواطن .

وفي سياق متصل أكد  السيد مروان براهم وهو ممثل شركة عالمية لإنتاج التبغ خلال مداخلته على أهمية الرقابة وكشف البضائع المقلدة بالنسبة لمنتجات التبغ التي تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلك مؤكدا أن حوالي 39 بالمائة من التبغ المروج بولاية صفاقس بضاعة مقلدة مشيرا إلى خطر السجائر الإلكترونية المقلدة التي تروج في تونس و التي تتوفر على مواد ضارة وهو ما يستوجب إحكام الرقابة عليها  .

العقيد قيس بن زايد رئيس وحدة المتعامل الإقتصادي المعتمد بالإدارة العامة للديوانة أكد خلال مداخلته على أهمية هذه الوحدة المختصة التي تعمل على تأمين سلسلة التزود اللوجستية والتي تقوم بمكافحة أشكال التهريب ودخول بضائع غير مطابقة للمواصفات لبلادنا حيث يتم تقييم المخاطر وتقييم التهديدات المنجرة عنها من أجل إيجاد الطرق الناجعة للتحكم فيها وهو ما يستوجب اتباع خطوات دقيقة منها رسم خطة عمل لتدفق ومراقبة الشحنات والبيانات مع تحديد الشركاء التجاريين المباشرين او غير المباشرين وكيفية تحرك البضائع عبر سلسة التوريد بما في ذلك وسائط النقل الجوي أو البحري أو البري و كذلك المسالك المتبعة لبد المنشأ ونقاط العبور.