2024-11-07

الصالون الدولي للبناء والتشييد «قرطاج 2024» : البناء الايكولوجي مستقبل قطاع البناء في تونس

يعتبر كثير من الفاعلين الاقتصاديين والناشطين في قطاع البناء والعقارات أن البناء الايكولوجي يمثل الحل للبناء المستدام الذي يخفض من انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة عبر استعمال الطاقات البديلة، وهو ايضا المستقبل لقطاع البناء عموما في تونس عبر تحفيز الاستثمار فيه خاصة في ظل التغييرات المناخية وارتفاع أسعار الطاقة. هذا الهدف يتطلب العمل على دفع قطاع البناء الايكولوجي ومزيد التحسيس بأهميته سيما في التظاهرات والمعارض المختصة التي تمثل فرصا هامة تجمع الصناعيين والباحثين والمهندسين المعماريين لتبادل الخبرات والتطورات الحاصلة في هذا المجال والتعريف بالاستراتيجيا الموضوعة في تونس من خلال خفض استعمال الطاقة في المباني المستقبلية مع تكريس البعد البيئي والمستدام والاعتماد على تثمين المواد الطبيعية المتوفرة.

وهذا الأمر هو ما سيتم التركيز عليه في الدورة السادسة عشرة من الصالون الدولي للبناء والتشييد «قرطاج 2024» التي ستنظمها شركة معرض تونس الدولي من 18 إلى 24 نوفمبر 2024 بقصر المعارض بالكرم وذلك تحت إشراف وزارة التجهيز والإسكان وبرعاية الجامعة الوطنية للبناء والمركز التقني لمواد البناء والخزف والبلور.ووفق المعطيات المتوفرة تهدف هذه التظاهرة  التي تنتظم كل سنتين إلى إبراز تطور قطاع البناء والتشييد لمهنيي القطاع وتسليط الضوء على أحدث الابتكارات في هذا المجال وتقديم جميع المهن المتعلقة بقطاع البناء والتشييد وتطوير وتشجيع العلاقات التجارية والشراكات وتطوير صورة العلامة التجارية للشركات المشاركة في المعرض.

وينتظر أن يشارك في هذا المعرض كثر من 200 مؤسسة عارضة من منتجين وصناعيين وممثلين تجاريين لمنتجات ومعدات البناء. ويعتبر هذا المعرض رائدا في منطقة المغرب العربي لانه يستقطب عديد المؤسسات الكبرى سواء من تونس أو من عدة دول أجنبية. ومن المتوقع أن يستقطب حوالي 40 الف زائر تونسي واجنبي من المغرب العربي وأوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء. ومن المتوقع ان تنعقد بالتوازي مع هذا المعرض ندوات وورشات عمل حول البناء المستدام في تونس ستجمع المهنيين وكبار الناشطين والفاعلين لتبادل الاراء ومناقشة التحديات التي يواجهها القطاع علاوة على الاسراع في القيام بالتحول الايكولوجي. ومن المنتظر الاتفاق على سلسلة من التوصيات لتحديد الإجراءات التي يتعين اتخاذها استعدادا للتغيرات المناخية، سيما وأن قطاع البناء يمثل أكبر مستهلك للطاقة وثاني مصدر لانبعثات الكربون.

وبحسب تصريح اذاعي حول هذه التظاهرة  قال السيد ياسين الخميري المسؤول عن قسم البحث والتجديد بالمركز التقني لمواد البناء والخزف والبلور أن خصوصية الدورة تتمثل في التركيز على البناء الايكولوجي الذي اصبح يمثل المعيار الرئيسي للترشيد في استهلاك الطاقة، وذلك في إطار احترام المعايير الموضوعة في  صندوق الانتقال الطاقي والايكولوجي مضيفا ان سيتم تنظيم عديد الورشات التقنية لتسليط الضوء على هذا الجانب،وينتظر أن تخلص إلى طرح حلول ومنتجات وخدمات من شانها المحافظة على  البيئة والتحكم في الطاقة. وابرز أن تقدم البناء الايكولوجي في تونس يجب أن يمر عبر تغيير العقلية وذلك من خلال المقاولين والمستهلكين في إتجاه الاقناع بجدوى بناء يحترم البيئة وأقل كلفة ولا يستهلك الطاقة ويعتمد على مواد طبيعية ليس لها اي اثار سيئة مثل مادة الجبس الطبيعية التي تتمتع بمزايا هامة في البناء، علاوة على أن تونس تتوفر على كميات هائلة منه، وهو مادة بامكانها تعويض مادة الاسمنت.

اضافة الى كل هذه المزايا فهي  تساعد ايضا على سرعة الانجاز وربح الوقت. وقال المسؤول أن مخابر المركز الفني وكفاءاته تسعى في إطار انشطة البحث والتجديد ال تطوير منتجات ايكولوجية تتوفر على  المواصفات المطلوبة وتراعي متطلبات الاقتصاد في الطاقة لتعويض مواد البناء الكلاسيكية والقديمة ويقوم بحملات تحسيسية لدى هياكل وزارة الاشراف ولدى الناشطين في مجال البناء والتشييد من اجل تقديم هذه المواد الطبيعية المتوفرة التي تمثل بديلا جيدا.واعتبر المتحدث أن المهندسين المعماريين وشركات المقاولات وغيرهم من الفاعلين في القطاع تقع على عاتقهم هذه المهمة والاقتناع بالتغيير وتبني المواد والطرق الايكولولوحية في إتجاه احداث تغيير على مستوى طرق البناء والمواد المعتمدة في تونس في انتظار تنقيح القوانين والتراتيب لادراجها في الصفقات العمومية واعتمادها في مستوى البناءات الجديدة.

الجدير بالذكر أن قطاع البناء والتشييد هو قطاع اساسي وركيزة هامة للاقتصاد التونسي بالنظر إلى أنه يترابط مع عديد القطاعات الأخرى وهو يمثل المقياس للاقتصاد.فاذا كان هذا القطاع بخير فإن كل القطاعات الاقتصادية والاقتصاد عموما بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

أستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي : فرضيات ميزانية الدولة لسنة 2024 تضع الاقتصاد التونسي في مأمن من ارتفاع أسعار النفط

قفزت أسعار النفط العالمية بأكثر من 2% الاثنين المنقضي بعد أن قالت مجموعة أوبك+ قبلها بيوم …