الروماني ريجيكامب يقود الترجي : فكر هجومي.. وواقعية أوروبية
حسم الترجي الرياضي بعد ظهر أمس الجدل بخصوص المدرب الذي سيخلف ميغيل كاردوزو حيث تعاقد مع الروماني لورنتينو ريجيكامب المعروف كثيرا في بلاده وفي الأوساط الخليجية والذي سيخوض أول تجربة في القارة السمراء من بوابة بطل تونس ووصيف النسخة الفارطة من رابطة الأبطال حيث سيمتد الارتباط إلى جوان 2026، وخالفت إدارة حمدي المؤدب التوقعات من خلال الاتفاق رسميا مع مدرب كان خارج التوقعات كليّا حيث برزت في الأسبوعين الفارطين أسماء كلّ من أمير عبدو وجوزاف زينباور وأخيرا دير زاكاريان غير أن اختلاف وضعية كل واحد منهم وجبهة الرفض التي وجدوها غيّرت الوجهة الى الروماني ريجيكامب.
ومن المنتظر أن يشرع ريجيكامب في مهامه بداية من الأسبوع القادم حيث سيتحول الى بلاده قبل العودة مع الطاقم الفني الذي سيساعده وينتظر أن يعرف بقاء بعض الموجودين حاليا لتنطلق إذن الجديات مع الراحة الدولية والتي ستكون فرصة للمدرب الروماني من أجل التعرف على المجموعة رغم غياب العناصر وفرض تصوراته تدريجيا ليكون الفريق جاهزا للمواعيد المقبلة وعلى رأسها دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الذي سينطلق في نهاية الشهر الجاري لينسج ريجيكامب على منوال سلفه كاردوزو بخوض أولى مبارياته في المسابقة القارية.
خيار منطقي
واصل الترجي في نفس المنهج من خلال التعويل على المدرسة الأجنبية وهو قرار كان مرتقبا ومنطقيا في الآن ذاته بحكم الضغوطات التي يواجهها المدربون التونسيون والتي حالت دون صمودهم طويلا، كما أن تجربة كاردوزو حملت عديد الإيجابيات التي شجّعت المسؤولين على اختيار مدرب أجنبي لقيادة المرحلة القادمة التي تحمل عديد الرهانات الهامة محليا وقاريا ودوليا وتحتاج الى إسم قادر على فرض تصوراته والصمود في وجه الأمواج العاتية.
واختار الترجي التعاقد مع مدرب من شرق القارة العجوز وتحديدا من رومانيا التي تبقى مدرسة تدريبية رائدة رغم التراجع الرهيب في نتائج منتخبها الوطني حيث أنجبت عديد الأسماء التي برزت في القارتين الافريقية والآسيوية ولعل ما حقّقه ايلي بالاتشي مع النادي الإفريقي أو أولاريو كوزمين في البطولات الخليجية وغيرهما من المدربين يؤكد السمعة الطيبة للاطارات الفنية الرومانية.
سجّل متميز
يملك المدرب الجديد للترجي سجّلا متميزا حيث قاد عديد الأندية الرومانية البارزة على غرار ستيوا بوخاريست وكرايوفا كما كانت له محطات خليجية بارزة وأهمها مع الهلال السعودي والوصل والوحدة الإماراتيين، وأحرز ريجيكامب البطولة وكأس السوبر وكأس الرابطة في رومانيا مع ستيوا بوخاريست كما قاد الوحدة الإماراتي للفوز بكأس الرابطة وكأسي السوبر فضلا عن الوصول مع الهلال السعودي الى الدور النهائي لكأس رابطة أبطال آسيا.
ورغم أن تجربته الفارطة لم تكلل بالنجاح مع الطائي وانحصار أغلب محطاته بين شرق أوروبا والخليج، فإن ريجيكامب يملك سيرة ذاتية متميزة في سن 49 حيث نجح في تكرار سيناريو بعض مواطنيه من خلال تحقيق إنجازات مهمة ليلفت أنظار الترجي الذي سيراهن عليه من أجل العودة بقوة في سباق البطولة والتحليق عاليا في المسابقة القارية في انتظار فتح ملف مونديال الأندية.
خصال متميزة في انتظار التأكيد
حسب بعض المعطيات الواردة من الخليج، فإن المدرب الجديد للترجي يمتاز بأسلوب وفكر هجومي حيث يعطي الأولوية لبناء الهجمة من الخلف مع التركيز على توغلات الظهيرين لخلق التفوق العددي وإيجاد الحلول وهي الطريقة التي يبحث عنها الترجي وجعلت كاردوزو يغادر من الباب الصغير، ولن يعرف المنهج التكتيكي تغييرا كبيرا رغم أن ريجيكامب يحبّذ طريقة 4-2-3-1 في اطار الحرص على دعم العمل الهجومي وفرض الكرة العصرية والشاملة دون المسّ من ثوابت الفريق وهو ما يجعله يتحلى بالواقعية في بعض المواعيد من خلال توخي الرسم 4-3-3 ليكون من الأسماء التي تفرض مرونة تكتيكية غابت عن المدربين السابقين.
وقد يكون ريجيكامب المدرب الذي يبحث عنه الترجي منذ فترة طويلة خصوصا وأنه معروف بفرض الانضباط لكن التأكيد سيكون على الميدان وليس نظريا باعتبار أن التجربة الجديدة ستكون مغايرة تماما لسابقاتها مع حاجته الى وقت للاندماج وهو الذي يعتبر من الأسماء التي تريد العمل مع لاعبين جاهزين وقادرين على نقل واقع الفريق الى الأفضل سريعا وبالتالي لا يمكن الحديث عن مشروع رياضي بقدر التركيز على النتائج العاجلة.
أخطــاء «الــعـــادة» تـــربـــك بــدايـات ريـجـيـكامب
لم تكن بداية المدرب لورينسيو ريجيكامب من الباب الكبير بعد أن اكتفى في مباراته الأولى مع ال…