تطور العلاقات التونسية الكينية بفضل الوجود النوعي للكفاءات التونسية : مساع من البلدين لتعزيز التعاون والشراكات الاقتصادية
اكتست العلاقات التونسية الكينية زخما جديدا خاصة خلال السنوات الأخيرة حيث تحولت كينيا إلى وجهة جديدة للهجرة لعدد من الكفاءات التونسية الناشطة في المنظمات الإنسانية والدولية المستقرة في كينيا مع تحولها إلى مركز إقليمي للعمليات الإنسانية في شرق إفريقيا نظرا لما تتمتع به من استقرار سياسي وأمني مقارنة بمحيطها.
وقد تدعمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال العمل قريبا على تنظيم لجنة عليا مشتركة بين تونس وكينيا إضافة إلى تعزيز التبادلات التجارية وتطوير العلاقات والشراكات في عدة مجالات على غرار التعليم العالي، والصحة والرقمنة ومن المنتظر أن يكون هذا التقارب فرصة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وخلق ديناميكية اقتصادية مستدامة.
وتسعى الدولة التونسية بالتعاون مع الدولة الكينية إلى تعزيز خلق مواطن شغل للشباب والاستفادة من الفرص المتاحة على مستوى القارة، وخاصة انتفاع البلدين من مزايا انتمائهما لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ومعالجة ملف الهجرة.
وعلى مستوى تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري تجدر الإشارة إلى ارتفاع النسق الذي تعرفه الصادرات التونسية لكينيا وعلى الاهتمام المتزايد الذي يبديه رجال الأعمال والمؤسسات التونسية للسوق الكينية التي توفر فرصا متنوّعة للتصدير والأعمال.
ويجدر التذكير، في هذا السياق أن حجم المبادلات التجاريّة الثنائية بين البلدين قدّر سنة 2022، بـ 82 مليون دينار، وبلغت قيمة الصّادرات التونسية إلى كينيا، خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023، 40 مليون دينار. وتشمل هذه الصادرات، بالخصوص، المنتجات الصحيّة وزيت الزيتون. كما تقدّر الفرص التصديرية غير المستغلّة نحو هذا البلد الإفريقي بـ22 مليون دولار.
ومن جهتها تواصل السفارة التونسية بكينيا جهودها بالتعاون مع مكتب مركز النهوض بالصادرات بنيروبي لتكثيف عمليات استكشاف السوق الكينية ودعم الصادرات التونسية لهذا البلد في مجالات جديدة على غرار المجال التجاري والطبي والصحة.
وللوقوف على مستوى العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة وتطور مستويات التعاون في عدة مجالات تحدث سفير الجمهورية التونسية بكينيا أنور بن يوسف في تصريح إذاعي عن مشاركة تونس في الدورة 23 لقمّة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) التي احتضنتها العاصمة البورندية بوجمبورا يوم 31 أكتوبر المنقضي.
واعتبر السفير التونسي أن القرار السياسي القاضي بانضمام تونس للكوميسا كان قرارا صائبا، مشددا على أهمية هذه السوق من الجانب الاقتصادي.
وقال في هذا الإطار «الكوميسا هي تجمع إقليمي قاري لـ21 دولة.. وهذا التجمع يزود حوالي 40 بالمائة من الدول الإفريقية وهو سوق كبيرة تضم حوالي 640 مليون نسمة ..».
وتابع السفير في هذا الإطار «قرار انضمام تونس للكوميسا لمسنا نتائجه الإيجابية في ظرف وجيز..» وارتفعت الصادرات التونسية إلى بلدان الكوميسا من 1900 مليون دينار في 2019 إلى 3023 مليون دينار سنة 2023، كما تطور الفائض التجاري التونسي مع هذه البلدان من 212 مليون دينار سنة 2019 إلى 1535 مليون دينار في 2023.
يذكر أن وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي التقى برئيس الوزراء ووزير الخارجية لجمهورية كينيا،على هامش الدورة العادية 19 للمؤتمر الوزاري للسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) وقد أكد الوزير على أهمية الإعداد الجيد للاستحقاق الثنائي المقبل بين البلدين في سبيل تعزيز التعاون متعدد الجوانب الاقتصادية والتجارية والعلمية القائم بينهما.
ونوّه الوزير بنجاح المؤسسات التونسية معتبرا أنّ مثل هذه النجاحات تؤكد القيمة العالية للخبرات التونسية والإمكانيات الواسعة التي تتوفر عليها المؤسسات التونسية لاقتحام عدّة أسواق بالقارة الإفريقية بكل ثقة واقتدار.
من جهته أكد السفير التونسي بكينيا على أهمية تحيين وإثراء الإطار القانوني للعلاقات بين تونس وكينيا، استعدادا للاستحقاقات الثنائية المقبلة والتي ينتظر أن تعطي انطلاقة جديدة للعلاقات مع كينيا وباقي الدول الإفريقية.
رئيس الجمهورية يتلقى دعوة للمشاركة في قمة الرياض 2024 و تونس تتمسّك بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية وباقي القضايا العادلة
تلقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد أول أمس دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملك…