الصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا «سيات 2024» : تعزيز ريادة تونس في إنتاج وتصدير التمور في القيمة والجودة
انطلقت أول أمس الأربعاء 30 اكتوبر فعاليات الدورة الخامسة عشرة للصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا سيات 2024 التي ستتواصل الى 2 نوفمبر الجاري تحت شعار «الابتكار والتجديد من أجل استثمار صامد ودامج ومستدام» وذلك بمشاركة حوالي 253 عارض من تونس ومن عدّة دول على غرار فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا، والسعودية وإسبانيا وليبيا وتركيا وقطر وباكستان والبرتغال. ويهدف هذا الصالون الى إتاحة الفرصة امام المستثمرين لربط علاقات الشراكة والتعريف بنتائج البحث العلمي الفلاحي وتثمينها والاطلاع على أحدث التكنولوجيات في المجال وتشجيع الشركات الناشئة على عرض نتائج تجاربها والحلول المبتكرة، والتطرق الى المواضيع التي تخص القطاع من خلال ورشات العمل وعروض التقنيات المنتظمة على هامش الصالون والتي تجمع كل الاطراف والهياكل والمؤسسات المتدخلة في الفلاحة. وكان السيد عز الدين بن الشيخ وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قد افتتح هذا الصالون بحضور معالي وزير الزراعة الفلسطيني وسعادة المدير التنفيذي للمجلس الدولي للتمور ضيف شرف الدورة و السيد وزير البيئة الى جانب المديرة العامة لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ورئيس اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعدد من السفراء.
وأكد وزير الفلاحة خلال كلمته على أهمية هذه التظاهرات التي تمثل فرصة لعرض آخر الابتكارات والمستجدات في ما يتعلق بالمنظومات الفلاحية في جميع حلقاتها من الإنتاج والتحويل وتسويق المنتوج والتقنيات الفلاحية الجديدة وغيرها،وكما أشار الى سعي الوزارة لتجسيم توجهات الدولة لتعزيز دور القطـــاع الفلاحــي وتحسين حوكمته عبر الرقمنة وإعطاء الأولوية للزراعات المتأقلمة مع التغيرات المناخية والواعدة اقتصاديا وتوجيه البحث العلمي الفلاحي نحو التحكم في التكنولوجيات الجديدة وتثمين الموارد الطبيعية.
إضافة الى تحفيز الفلاحيين والمهنيين في القطاع على استعمال عناصر التجديد في القطاع الفلاحي لتحقيق القيمة المضافة العالية وتعزيز قدرته التنافسية وتحسين جاذبيته. وقد نظم المجلس الدولي للتمور جلسة حوارية بين الدول اعضاء المجلس في لجنة التسويق والترويج والقطاع الخاص، لضبط التحديات المستقبلية لتسويق وترويج التمور في العالم تحت ضغط التغيرات المناخية واهمية البصمة الكربونية في عملية التسويق والترويج. كما شهد الصالون في يومه الاول مشاركة رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية السيد سمير ماجول في انشطة تظاهرة لجنة التسويق والترويج للمجلس الدولي للتمور حيث ألقى كلمة أشار فيها إلى أن تونس العضو المؤسس للمجلس الدولي للتمور سنة 2022، والممثل لبلدان شمال إفريقيا فيه، تدرك دور المجلس في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتطوير قطاع التمور ودفع إنتاجه وجودته وتقديم الدعم الفني والاستشاري وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع،مضيفا أن قطاع التمور في بلادنا بحاجة لمثل هذه التكتلات من أجل مزيد تسويق التمور وترويجها مشيرا إلى تزايد أهمية قطاع التمور في تونس حيث يحتل المرتبة الثانية بين صادرات تونس الزراعية بعد زيت الزيتون، ويساهم في مواردنا من العملة الأجنبية وفي تحسين الميزان التجاري،وتوفير فرص العمل وهو ما يدفع الى مزيد الاهتمام به والعمل على تجاوز المصاعب التي يعرفها من خلال وضع استراتيجية طويلة المدى تعزّز ديمومة القطاع وتطويره.
كما بين السيد سمير ماجول أن انطلاق موسم التمور في بداية شهر أكتوبر والحركية التي تعرفها واحات تونس كحدث اقتصادي واجتماعي وثقافي تعيش على وقعه هذه المناطق، والأرقام المبشّرة بموسم واعد لا تحجب ماخلفته التغيرات المناخية من نقص في الأمطار لمواسم متتالية أحيانا، مما كبّد أصحاب الواحات خسائر هامة، إضافة إلى عديد التحديات المرتبطة بمشاكل النقل والتغليف ومكافحة الأمراض والحشرات التي تصيب أشجار النخيل والتمور، وهو وضع يفرض التعاطي معه بكل جدية بحثا عن حلول جذرية لهذه المصاعب. وشدد رئيس الاتحاد على أن النجاح في تسويق التمور وترويجها يعتمد بشكل أساسي على تطوير الانتاج وتحسين جودة الخدمات ومعالجة الضعف في تطوير سلاسل القيمة للمنتجات الفلاحية،معتبرا أن تطوير قطاع النقل واللوجيستيك وتحسين الحوكمة وتنظيم المتدخلين في القطاع وتطوير الدبلوماسية الاقتصادية لتسويق المنتجات هي جزء من العمل المنتظر من أجل حماية هذا القطاع،وهي مسؤولية جماعية بين كل الحلقات المتدخلة.
واضاف أن هذه الندوة ستقدم أفكارا ومقترحات هامة تساعد على تطوير هذا القطاع وتسويق تمور تونس بشكل أفضل وبقيمة مضافة أكبر، لافتا الى أن أبواب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ستبقى مفتوحة دائما أمام كل المستثمرين والمصدرين والمهنيين في كل القطاعات،خدمة لتونس ولاقتصادها.
الجدير بالذكر وبحسب المرصد الوطني للفلاحة أن صادرات التمور خلال موسم 2023/2024 والى موفى أكتوبر 2024 بلغت قرابة148,1 الف طن بقيمة 920,4 مليون دينار مسجلة بذلك زيادة قدرت بـ 19,4% في مستوى الحجم وبنسبة 23,9% في مستوى القيمة مقارنة بالموسم الماضي. وهي عائدات اعتبرت قياسية وتؤكد أهمية قطاع التمور ضمن المنظومة الفلاحية الى جانب قطاع زيت الزيتون وقدرته على جلب إيرادات هامة من العملة الصعبة للبلاد علاوة على مساهمته في تخفيض العجز التجاري التونسي.
من أجل تحقيق الأمن الغذائي..
لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …