2024-11-01

أرضية ملائمة لنجاح أنشطتها : منتجو الزيتون يتطلّعون لإنشاء شركات أهلية

تعد الشركات الأهلية أداة حيوية في تطوير القطاع الفلاحي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق العالمية، وزيت الزيتون التونسي مثال على ذلك إذ يسهم هذا النوع من الشركات في تحسين سلسلة الإنتاج والتوزيع من خلال استثمارها في البنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب دورها في تجميع الفلاحين ودعمهم للوصول إلى معايير الجودة المطلوبة للتصدير.

وتوفر الشركات الأهلية للمنتجين منصة تمكنهم من الاستفادة من التمويل والتدريب والمساعدة الفنية، وهي فكرة يتم طرحها بجدية لدى الفلاحين اليوم خاصة في مناطق الإنتاج البعيدة عن مراكز التصدير، مما يسهم في تحسين جودة المنتج النهائي وزيادة الكميات القابلة للتصدير. ومن خلال إنشاء تعاونيات وتكوين شركات أهلية، يمكن للفلاحين التونسيين مواجهة تحديات السوق العالمية، مثل زيادة الطلب على المنتجات البيولوجية (العضوية) أو المنتجات المعتمدة على جودة محددة.

تسهيل وصول زيت الزيتون إلى الأسواق الخارجية

تلعب الشركات الأهلية دورًا هامًا في تسهيل عملية التصدير من خلال تحسين سلسلة التوريد والتوزيع. حيث تعمل على إنشاء شراكات مع الجهات الفاعلة في السوق العالمية، مثل شركات التعبئة والتوزيع الكبرى، ما يسهم في اختصار السلسلة التجارية وتقليل التكاليف وزيادة الربحية للمزارعين التونسيين.

بناء ثقة المستهلكين في الأسواق العالمية

بما أن الشركات الأهلية تكون غالبًا قريبة من المجتمع الفلاحي، فهي تعمل على توثيق وتحقيق الشفافية في سلسلة الإنتاج، وهو ما يعزز الثقة لدى المستهلكين العالميين. فمع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة والجودة العالية، يكتسب زيت الزيتون التونسي ميزة إضافية من حيث التميز البيئي والبيولوجي، ما يعزز فرصه في الأسواق العالمية.

كما يمكن أن تمثل الشركات الأهلية أداة استراتيجية للترويج لزيت الزيتون التونسي وتحقيق التميز التنافسي في الأسواق العالمية.

تطوير سلاسل القيمة والتوريد

إن التنسيق بين الفلاحين والمصنعين من شأنه تسهيل التعاون بين الفاعلين المحليين لضمان توفر زيت زيتون عالي الجودة ومطابق للمعايير العالمية من خلال تمكين المنتجين من الحصول على المعدات الحديثة التي تساعد في استخراج الزيت بطرق تزيد من جودته وقيمته وتطوير عمل التخزين والنقل المحسّن من خلال توفير بنية تحتية لتخزين زيت الزيتون بشكل مناسب لتجنب التلف وضمان وصوله طازجاً إلى الأسواق الخارجية.

كما يمكن اقتراح إطلاق برامج تدريبية للفلاحين على أفضل طرق زراعة الزيتون وإنتاج الزيت لضمان جودة عالية والسعي نحو تطبيق معايير تصنيف موحدة مثل اعتماد شهادات جودة عالمية (مثل ISO، وشهادات الزراعة العضوية) لضمان جودة المنتجات وتطابقها مع المعايير الدولية. ثم التركيز على المنتجات البيولوجية حيث مع تزايد الطلب على المنتجات العضوية في الأسواق الأوروبية والأمريكية، يمكن للشركات الأهلية التوجه نحو  إنتاج زيت زيتون عضوي، مما يرفع من القيمة المضافة للمنتج.

الشراكات الاستراتيجية مع الأسواق العالمية

التسويق عبر العلامات التونسية من خلال إنشاء علامات تجارية تونسية معروفة ترتبط بزيت الزيتون التونسي يساعد في تعزيز هويته في الأسواق الخارجية وبالتالي توقيع شراكات مع شركات توزيع في الأسواق المستهدفة، مثل الاتحاد الأوروبي، أمريكا الشمالية، وآسيا. علاوة على المشاركة في المعارض الدولية وذلك بتمكين الشركات الأهلية من المشاركة في معارض ومناسبات دولية، مما يزيد من فرص التعرف على المنتج وبناء علاقات تجارية جديدة.

الدعم المالي والتسهيلات الائتمانية

أما على المستوى المالي يمكن تقديم قروض تمويلية للفلاحين من خلال منح قروض ميسرة لتمكينهم من توسيع عملياتهم وتحسين جودة الإنتاج مع توفير الإعفاءات والتسهيلات والتنسيق مع الدولة للحصول على إعفاءات ضريبية وتسهيلات مالية للشركات الأهلية العاملة في تصدير زيت الزيتون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ماذا يحدث في الخطوط التونسية ؟ مشاكل هيكلية و إدارية و عملياتية.. وشبهات فساد..

وصف رئيس الجمهورية قيس سعيد، ما يحدث في الخطوط التونسية بـ« الجريمة» حيث اعتبر أن ما حصل م…