2024-11-01

داء الكلب في تونس  : بـــين خـــطورة التـــهديد الصـــحي  وضـــرورة إيجاد حلّ جذري

تواجه البلاد في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة والوفيات جراء داء الكلب وفقًا لآخر الأرقام حيث بلغ عدد الوفيات  حوالي  9  وفيات  في مناطق مختلفة من البلاد، مما يعكس تحديات كبيرة في احتواء المرض.

كما كشفت التحاليل المخبرية عن  تسجيل 360 عينة حيوانية إيجابية لداء الكلب منذ جانفي الماضي من اجمالي 1634 عينة  ، وهذا الوضع يمكن أن يفاقم خطر العدوى بين البشر والحيوانات على حد سواء.

و تتمثل  أبرز التحديات في عدم  استكمال التغطية بالتلقيح ضد داء الكلب سواء بين البشر أو الحيوانات الأليفة، خاصة الكلاب. كما أن غياب حملات التوعية المستمرة حول خطورة المرض وكيفية الوقاية منه يُساهم في انتشار العدوى. وتُعد الكلاب السائبة، التي يصعب السيطرة عليها في  عديد المناطق، مصدرا رئيسيا للعدوى، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تكاثرها.

وأطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع البلديات حملات تهدف إلى تلقيح الحيوانات الأليفة ضد داء الكلب، إلى جانب تعزيز برامج  التلقيح الوقائي للبشر، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة. كما تنفذ حملات للقضاء على الكلاب السائبة للحد من انتشار الفيروس. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لتكثيف هذه الجهود وتوسيع نطاقها لتشمل جميع الجهات.

ويُعد داء الكلب في تونس تحديًا صحيًا يستدعي تضافر الجهود بين السلطات الصحية والمجتمع. ومع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، فإن تعزيز حملات التوعية والوقاية يمثل ضرورة قصوى للحد من انتشار هذا المرض القاتل. ويجب أن تتضافر جهود مختلف الجهات المعنية لضمان حماية المواطنين وتحقيق السيطرة الكاملة على انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد.

كما يشكّل انتشار الكلاب السائبة في المناطق التونسية مشكلة معقدة تؤدي إلى تفاقم حالات داء الكلب. هذه الكلاب، التي تفتقر إلى التحصين والمراقبة، تتنقل بين الأحياء وتختلط بالحيوانات الأليفة والأشخاص، مما يزيد من احتمالية نقل العدوى. وفي ظل غياب سياسات فعالة للسيطرة على أعدادها أو تحصينها، تبقى هذه الكلاب مصدرًا أساسيًا لانتشار الفيروس.

لقد أصبح إيجاد حلول لمكافحة هذا الداء أمرا ضروريا لحماية المجتمع. وينبغي تعزيز حملات تلقيح الكلاب الأليفة، إلى جانب تفعيل برامج لإدارة الكلاب السائبة. إضافةً إلى ذلك، يجب زيادة التوعية المجتمعية حول أهمية تلقي العلاج الوقائي في حال التعرض للعض، وتشجيع المواطنين على التعاون في الجهود الوقائية.

ويُعد داء الكلب أحد أخطر الأمراض التي تؤثر على الصحة العامة في تونس، حيث يهدد حياة البشر والحيوانات على حد سواء. و ينتقل عبر لعاب الحيوانات المصابة، خاصة الكلاب، عبر العض أو الخدش. وتشكل سرعة انتشاره وارتفاع معدل الوفيات الناتج عنه تحديًا كبيرًا للقطاع الصحي، خاصة  حيث تنتشر الحيوانات السائبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

خلال ندوة وطنية للديوانة : أهمية التكوين الديواني في  تعزيز دور الديوانة في حماية الاقتصاد الوطني

نظمت المدرسة الوطنية للديوانة امس ندوة صحفية بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بثلاثينيتها ح…