ترويجا للمتاحف الوطنية وتثمينا للموروث الموسيقي لمختلف الجهات : متحف باردو يحتضن أولى عروض تظاهرة « المتاحف تغني» في دورتها الأولى

بالتزامن مع احياء بلادنا لشهر أكتوبر الموسيقي انطلقت مساء السبت الفارط فعاليات الدورة الأولى لتظاهرة « المتاحف تغني»، التي تشرف على تنظيمها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالتعاون مع كل من المعهد الوطني للتراث والإدارة العامة للتراث وإدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية. وتتواصل فعاليات هذه التظاهرة الى يوم 2 نوفمبر المقبل.

وفي هذا الإطار احتضن المتحف الوطني بباردو أولى العروض الموسيقية التي تؤثث ظاهرة «المتاحف تغني». وقد دبت الحياة في فضاءات هذا المتحف يوم السبت مساء عندما فتح ابوابه استثنائيا لا لاستقبال الزوار وانما لاستقبال محبي الفن الاصيل والنغم الجميل. ودبت الحياة خصوصا في قاعة سوسة التي احتضنت هذا العرض الموسيقي. وتحولت من قاعة صامتة ذات جدران مزدانة بلوحات فسيفسائية تجسد فترات تاريخية من العهود السحيقة الى فضاء كله حركية وحياة، كان مصدرها تلك الموسيقى الجميلة التي ملأت ارجاءها وتلك الاصوات العذبة التي انبعثت من حناجر ثلة من تلاميذ معاهد الموسيقى التي اثثت هذا العرض المتميز.

ورسميا تم افتتاح العرض بكلمتين ألقتهما كل من ربيعة بالفقيرة المديرة العامة المكلفة بتسيير وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية وامينة الصرارفي وزيرة الشؤون الثقافية تم فيهما التعريف بتظاهرة «المتاحف تغني» وتحديد اطارها وأهدافها. حيث تم التأكيد على ان هذه التظاهرة الثقافية حسب التصور الذي وضع لها، تهدف من جهة إلى تثمين مخزون التراث الموسيقي بمختلف جهات البلاد والتعريف به والمحافظة عليه لضمان تواصله لدى الناشئة، ومن جهة ثانية ترمي للترويج للمتاحف التونسية وتفعيل دورها التربوي في تكريس ثقافة حب الانتماء. وكانت مناسبة اكدت فيها الوزيرة على ان هذه التظاهرة تمثل جزءا من البرنامج الاستراتيجي لوزارتها لإحياء وتثمين مختلف الفنون والقطاعات الثقافية، وتأهيل المرافق الثقافية وخاصة المتاحف التي تحتاج إلى تصورات جديدة لتثمينها والترويج لها.

وفنيا تم افتتاح العرض الموسيقي الذي اثثه ثلة من أساتذة وتلاميذ معاهد الموسيقى بتونس الكبرى بالنشيد الوطني بتوزيع جديد ادخلت عليه مسحة أوبرالية. وتتالت بعد ذلك الفقرات الموسيقية التي راوحت بين الغناء الفردي والغناء الجماعي، وذلك بقيادة المايسترو أشرف بالطيبي. وعزفت الفرقة معزوفة في السماعي مزموم. وأدى الكورال اغنية نوبة الخضراء التي كتب كلماتها الشاعر الطاهر القصار ولحنها الفنان الراحل خميس الترنان ووصلة لمختارات من أغاني الفنانين الراحلين الهادي الجويني وعلي الرياحي. وفرديا تمت تأدية اغنية «اللي تعدى وفات» و»زهر البنفسج» واغنية «يا مقواني» للفنانة الراحلة نعمة الى جانب وصلة من المالوف التونسي بالإضافة الى اغنية «راكب علحمراء» من التراث التونسي. وتم بالمناسبة تكريم روح الفنان الراحل ياسر جرادي الذي وافته المنية في اوت الماضي بتأدية اغنيته «حلّو البيبان». كما لم تغب فلسطين ومحنة الشعب الفلسطيني عن البال، ليتم تكريمهما بلدا وشعبا من خلال اغنية «زيتون الدار» وهي من كلمات الشاعرة الفلسطينية غادة محمود عبد الخليل والحان محمد علي بن الشيخ.

وقد لاقت الباقة الغنائية التي اثثت العرض الأول من تظاهرة «المتاحف تغني» والتي راوحت بين أغاني التراث الموسيقي العتيق وبين أغاني الحاضر وبين الأداء الفردي والثنائي والجماعي لمختلف هذه الأغنيات اعجاب الحضور. وتعبيرا عن اعجابها بمستوى هذا العرض الموسيقي الذي اثثه أكثر من مائة فرد بين عازفين ومغنين، بادرت وزيرة الشؤون الثقافية بمطالبة المايسترو أشرف بالطيبي بعد اختتامه بإعادة أداء اغنية «حبي يتبدل يتجدد» للراحل الهادي الجويني.

وتجدر الإشارة الى ان هذا العرض المشترك بين معاهد الموسيقى والرقص بتونس الكبرى، اثثه أساتذة وتلاميذ المعهد الوطني للموسيقى والرقص صالح المهدي والمركز الوطني للموسيقى والفنون الشعبية سيدي صابر والمعهد العمومي للموسيقى والرقص أريانة والمعهد الجهوي للموسيقى والرقص منّوبة والمعهد العمومي للموسيقى والرقص حمّام الأنف ومعهد زرياب للموسيقى والرقص مقرين.

وكان العرض الثاني من تظاهرة «المتاحف تغني» قد احتضنه يوم الاحد المتحف الأثري بأوتيك. كما احتضن المتحف الأثري بمكثر أمس العرض الثالث. هذا وستتواصل العروض الموسيقية خلال كامل هذا الأسبوع، وذلك يوميا بكل من متحف القصبة بصفاقس بالمتحف الاثري بقفصة ومتحف الصحراء بدوز والمتحف الاثري بنابل، ليتم اختتام التظاهرة يوم السبت 2 نوفمبر المقبل بالمتحف الاثري بسوسة. ومن المؤمل ان تكون كل هذه العروض مناسبة للترويج لمختلف هذه المتاحف ولتثمين الموروث الموسيقي لمختلف هذه الجهات.