من الملفات الحارقة : حماية المؤسسات التربوية من المخاطر… من أولويات الدولة و المجتمع..!
عادة ما ترافق العودة المدرسية حزمة من المشاغل التي يعبّر عنها الأولياء في محطات مختلفة على مدار السنة بعضها يقع حلّه وأخرى تُرحّل من سنة إلى أخرى وبعضها يبقى رهين نجاح المقاربات المعتمدة من عدمه ولعل المشاغل والمشاكل المطروحة تتلخص خاصة في مدى القدرة على حماية المحيط المدرسي من المخاطر التي تتربص به ناهيك عن عنصر العنف الذي بات يمثل احد أهم العناصر المؤرقة للعائلات التونسية خاصة أمام تفشي الثقافة العنفية في المجتمع.
حيث تعرف المؤسسات التربوية حوادث متكررة للعنف بمختلف تمظهراته وتكون كل حادثة محطة لطرح سيل من التساؤلات أهمها المتعلق بالمقاربات المطروحة للتصدي للظاهرة ومحدوديتها في العلاج ولابد من إعادة البحث في مكامن الخلل وتشخيص الظاهرة واتخاذ التدابير العلاجية والحينية…
ولعل جملة المخاطر التي تهدد الناشئة كانت محل دراسات وتحاليل ونقاش في مناسبات عدة وأسالت الكثير من الحبر في دعوة صريحة للتصدى لها ووضع خطط علاجية ناجحة وناجعة فالعلاج أمر لا يحتمل التأجيل والإصلاح مسؤولية مشتركة لكل المتدخلين في المنظومة التربوية… حتى لا تكون المؤسسات التربوية مُستباحة..وحتى لا تتعمق مخاوف كل المتدخلين في المنظومة التربوية.
حيث وجّه أولياء التلاميذ بإعدادية 18جانفي بحي التضامن نداء استغاثة لوزارة التربية مطالبين بتكثيف الحماية لمحيط المعهد داخليا وخارجيا معتبرين أن هناك دخلاء على المعهد يمثّلون خطرا على التلاميذ ناهيك عن نقص الموارد البشرية مما تسبب في حالة من التسيب في أوقات الفراغ… مؤكدين في الآن ذاته أن حماية المعهد ضرورة قصوى.
وأفاد أولياء الإعدادية المذكورة أنهم نفذوا وقفة احتجاجية في شهر سبتمبر مطالبين الوزارة بتوفير آليات الحماية على غرار تعيين حارس للإعدادية وتعزيز فريق القيمين ولكن لا شيء تغير فالحال على ماهو عليه وحالة التسيب ازدادت وتفاقمت المخاطر من كل النواحي.
وأكد الأولياء أن حالة التسيب تربك سير الدروس وترهق كل المنتمين للمؤسسة من مربين وأولياء وعاملين… ويأمل الأولياء أن تستمع سلطة الإشراف لمطالبهم وتعجّل بحماية أبنائهم… وهذه عينة عن معاناة الأولياء يجب التوقف عندها والعمل على ايجاد الحلول الكفيلة بحماية الاعدادية المذكورة لتوفير مناخ ملائم للتعلم بعيدا عن أي نوع من أنواع الإرباك.
معلوم أن المؤسسة التربوية العمومية تحظى بعناية الدولة منذ فجر الاستقلال وظلت المدرسة العمومية على مدار عقود مصعدا اجتماعيا بالنسبة إلى كافة المتعلمين وقد شهدت محطات كبرى للإصلاح بغية تطويرها وجعلها قادرة على الاستجابة لحاجات الدولة وخياراتها في مجالات التربية و التعليم و التكوين ورغم التحولات السريعة و العميقة التي شهدها العالم حافظت المدرسة العمومية على مكانتها وظلت مفتوحة لكل أبناء المجتمع بل وظل التعليم فيها إجباريا ومجانيا… لكن مؤسساتنا التربوية اليوم تعرف العديد من المخاطر التي تهددها وتتربص بالتلاميذ من كل الجهات.
اذ لم تعد المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد بات محيطها حاضنا لجملة من المخاطر التي تتربص بالتلاميذ، ونطرح هذه المعطيات وقد تواترت أحداث العنف التي ترتقي إلى مستوى الجريمة في اغلب الحالات. ناهيك عن تمدد اخطبوط ترويج المخدرات لينسج خيوطه بقلاع العلم والمعرفة والضحايا في تزايد…
الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل : المراهنة على البحث العلمي آلية للبناء على أسس صلبة
نظم أمس الأربعاء الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل مسيرة انطلقت من وزارة التعليم العالي…