ملف شبكات التسفير: 20 سنة سجنا للارهابي معز الفزاني والقيادي الداعشي هشام كرومة
احضرت ظهر يوم الجمعة 25 اكتوبر 2024 الوحدات الأمنية الى هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الارهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس ،الارهابي معز الفزاني وذلك لمحاكمته والارهابي هشام كرومة على خلفية سفره الى سوريا خلال سنة 2014 ثم عودته الى تونس واستقطاب عدة شبان وتسفيرهم الى بؤر التوتر للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية…
باستنطاق معز الفزاني اكد أنه كان تاجر سيارات وهو اصيل منطقة مكثر من ولاية سليانة وانه كان مكنى بأبو النسيم مشيرا الى انه تلقى سابقا تدريبات في افغانستان وكان تابعا لتنظيم القاعدة ثم تحول الى ليبيا ثم الى سوريا وتلقى تدريبات وتولى المشاركة في المعارك ثم عاد مجددا الى ليبيا وتزوج واصبح يعمل مجددا تاجر سيارات وقد تولى مساعدة المتهم الثاني الماثل معه وزوجه من فتاة في ليبيا وقد استقر بدوره هناك مؤكدا ان المتهم الماثل معه لم يتول تسفير اي شاب الى سوريا .
باستنطاق المتهم الثاني هشام كرومة اكد أنه تعرف على الارهابي معز الفزاني عبر نفر ثان يدعى وليد بن عمارة مشيرا الى ان الفزاني كان مكنى بأبو النسيم “ مبينا انه تولى السفر الى ليبيا عبر الصحراء ثم عاد الى تونس مجددا بنفس الطريقة خلال سنة 2012 ثم عاد الى ليبيا مجددا خلال سنة 2013 للعمل كدهان هناك مبينا انه تزوج هناك واستقر في درنة لفترة مشيرا الى ان المدينة تعرضت الى نجوم من دواعش فقرر المغادرة وزوجته عبر المطار الى تركيا واستقر هناك ثم ألقي عليه القبض وتم ترحيل زوجته الى ليبيا وتسليم ابنه الى احدى العائلات التركية في حين كان يخطط للسفر الى احدى الدول الاوروبية لكن ذلك كان يتطلب جواز سفر سوريا فطلب معز الفزاني مساعدته على السفر الى سوريا للحصول على ذلك الجواز.
وقدم محامي معز الفزاني تقريرا وطلب الحكم عليه بعدم سماع الدعوى وبينت محاميه المتهم الثاني ان موكلها محكوم استئنافيا بـ14 سنة سجنا على ذمة قضية ذات صبغة ارهابية موضحة ان زوجته ممنوعة من السفر من ليبيا الى تونس لزيارته مشيرة الى ان ابنه تم تبنيه من قبل عائلة تركية طالبة الحكم عليه بعدم سماع الدعوى
وقد قررت الدائرة الحكم عليهما بـ20 سنة سجنا.
ووفق ملف القضية فأن المتهمين سافرا الى ليبيا منذ 2012 وقد تخصص الارهابي معز الفزاني في استقطاب الشبان للسفر الى سوريا وبقية بؤر التوتر وقد تم القبض على الارهابي هشام كرومة اثر عملية امنية نوعية حيث تمكنت المصالح المختصة للأمن الوطني من الإطاحة به ،وكشفت الابحاث ان المتهم يعد من اكبر القيادات الارهابية التونسية ضمن تنظيم داعش الارهابي ،وانه تسلل من تونس سنة 2013 نحو مدينة درنة الليبية اين قام بالإشراف على معسكرات تدريب هذه بالإضافة الى تورطه في الاشراف على عمليات ارهابية داخل التراب التونسي بمساعدة الارهابي الثاني المدعو معز الفزاني .
ويعتبر الارهابي هشام كرومة من أخطر الارهابيين الذين عرفتهم تونس ما بعد احداث 14 جانفي 2011 برز اسمه منذ اواخر سنة 2012 لتورطه في اعمال عنف في تونس كان من القيادات البارزة لتنظيم انصار الشريعة قبل ان يقرر سنة 2013 الالتحاق بـ«الدواعش» و الانشقاق عن الكتيبة التي تورطت في عمليات ارهابية داخل التراب التونسي .
ومن سنة 2013 الى غاية شهر فيفري الجاري تنقل الارهابي المدعو هشام كرومة من تونس نحو مدينة درنة الليبية ثم تسلل الى سوريا اين اشرف على تدريب ارهابيين تونسيين وتدرب على كيفية استعمال الاسلحة و اشرف من سوريا على عمليات ارهابية شهدتها تونس على غرار عمليتي باردو و سوسة كما انه كان يحرض على العمليات الانتحارية هذا بالإضافة الى امتلاكه لأسرار متعلقة بالاغتيالات التي عرفتها تونس .
الصندوق الأسود
بعد ان تسلل الارهابي المدعو هشام كرومة الى مدينة درنة الليبية اشرف هناك على معسكرات تدريب لإرهابيين ثم خطط لعديد العمليات الارهابية التي شهدتها تونس من اغتيالات وتمويل جرائم ارهابية والتواصل مع قيادات داخل البلاد هذا بالإضافة الى الاشراف على عدد كبير من العمليات التي استهدفت وحدات الامن والجيش الوطنيين.
ويعتبر الارهابي هشام كرومة الصندوق الاسود لعشرات العمليات الارهابية التي شهدتها تونس كما انه اشرف على اجتماعات لقيادات ارهابية في سوريا كانت وراء هذه الجرائم .
عملية الاستدراج
لم تكن عملية استدراج الارهابي هشام كرومة من سوريا بالعملية السهلة خاصة ان الارهابي فر سابقا من عمليات الاطاحة به سواء في تونس او خارجها كما انه نجا من التصفية في ليبيا و لكن الوحدات المختصة للأمن الوطني نجحت في استدراجه اثر عملية نوعية نحو الحدود التركية اين تمت الاطاحة به .
الاعترافات
اثر ايقاف الارهابي هشام كرومة على الحدود السورية التركية تم ترحيله من قبل قوات مختصة تونسية و تم تسليمه الى الجهات المعنية وقد ادلى بمعلومات هامة حول جرائم التسفير و الارهاب .
هذا ونظرت هيئة الدائرة أيضا في ملف ثان شملت الابحاث فيه ،الإرهابي معز الفزاني الذي كان ينشط ضمن شبكات التسفير الى داعش سوريا وليبيا كما مثل معه متهمون اخروت من بينهم فتاة، وقد قررت المحكمة تأجيل المحاكمة استجابة لطلب محاميه أحد المتهمين حيث طلبت من هيئة الدائرة مزيد التاخير للإطلاع واعداد وسائل الدفاع.
وللتذكير فقد أكد الارهابي معز الفزاني في اعترافاته، أنه تحوّل في البداية إلى ميلانو الايطالية وهناك أقام فترة حيث كان يتاجر في المخدرات بكلّ أنواعها، وقد اعترف بأنه كان يتعامل مع شبكة مخدرات بكل أنواعها تنشط بين تونس وإيطاليا وعديد الدول الاوروبية، مقرّا بترويجه للمخدرات في تونس عن طريق نفس الشبكة، وقد تم القبض عليه في ايطاليا وأودع السجن لمدة 3 سنوات ونصف قبل أن يتحول بعد ذلك إلى البوسنة.
كما اعترف بأن وناس الفقيه أعلمه أن أبو بكر الحكيم أخبره بتفاصيل عملية اغتيال شكري بالعيد ومحمد ابراهمي، نافيا لقاءه بالارهابي ابو بكر الحكيم، هذا وكشف عن 25 اسما لعناصر ارهابية لم تكن مصنفة لدى الجهات الأمنية من بينهم تونسي أصيل الجنوب كان في سجن غوانتانامو وتم إلقاء القبض عليه إلى جانب عنصر اخر خطير.
كما اعترف أيضا بأنه تم ترحيله من إيطاليا إلى تونس، عبر مطار تونس قرطاج، حيث تمتع بالعفو التشريعي العام سنة 2012، لكن في جويلية من نفس العام قرر التحول إلى طرابلس بالتنسيق مع عديد الأطراف التي تقوم بتنسيق عمليات تسفير الشباب، وأكد أنه كان يرغب وقتها في السفر إلى سوريا والالتحاق بجبهة النصرة مضيفا أنه أقام بدرنة حيث تم تكليفه باستقطاب الشباب التونسي، وتجميعه بإحدى المزارع هناك لتسفيرهم إلى جبهة النصرة، وكان يطلب أموالا مقابل الاستقطاب لأنه كان يؤمن بضرورة ترسيخ دولة الخلافة، وفق اعترافاته.
ملف «بايات» تونس مجددا أمام جلسة العدالة الانتقالية
شرعت أول أمس هيئة الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الا…