اليعقوبي يقود المنتخب خلفاً للبنزرتي : الـحـلّ المنطقي في انتظار الحصاد
كان رئيس لجنة التسوية التي تشرف على الجامعة التونسية لكرة القدم، كمال إيدير، منطقياً في قرار تثبيت الجهاز الفني المساعد للمدرب السابق، فوزي البنزرتي، في قيادة المنتخب الوطني، باعتبار أن هذه الخطوة منطقية وتضمن الاستمرارية الفنية، وأي قرار مشابه في هذا الظرف لم يكن منطقياً لاعتبارات عديدة، أولها أن عامل الزمن يخدم اليعقوبي، الذي ساعد البنزرتي خلال الأشهر الماضية وبالتالي فهو الأقرب منطقياً لقيادة المنتخب الوطني، والأحق بهذه المهمة رفقة الجهاز الفني الذي كان إلى جانبه في مساعدة المدرب المنسحب منذ أيام قليلة من المهمة.
ودرس إيدير عديد الخيارات ولكن هامش الصلاحيات لا يسمح له باتخاذ قرار حاسم مشابه، إضافة إلى أنه لا توجد أية ضمانات لنجاح أي اسم، إضافة إلى أن الجهاز الحالي يستحق الفرصة كاملة، بما أن المنتخب الوطني تعود على النجاح مع الأسماء التونسية، كما أن الجهاز المساعد للبنزرتي لم يكن موافقاً على القرارات التي اتخذها «عميد المدربين» وبالتالي قد نشهد تعديلات بناء على ما تمّ رصده خلال التربصات والمقابلات الماضية من ملاحظات قد يسمح تعديلها بتطوير مستوى المنتخب.
مهمة محددة في الزمن والأهداف
منطقيا، لا تسمح صلاحيات إيدير إلى حدّ الان، بتثبيت اليعقوبي مدرباً أو استقدام مدرب جديد، بما أن مهمته تنتهي منطقيا يوم 31 جانفي المقبل، وطبعا ليس هذا السبب لاختيار اليعقوبي، باعتبار أنه يستحق هذه الفرصة بفضل رصيده من التجارب بين الأندية التونسية والعربية، كما أن اختياره من قبل البنزرتي يعطيه شرعية لقيادة المنتخب في المرحلة المقبلة.
والمهمة محددة في الزمن، وهي تنتهي بالمقابلة السادسة في تصفيات كأس إفريقيا وبناء على نجاح المهمة وحصادها سيتم اتخاذ الخطوات الموالية، فالتأهل يضمن لليعقوبي أسبقية على كل الراغبين في تدريب المنتخب، والفشل سينهي بلا شك آماله وهو أمر منطقي، ولهذا فإن الأمر يبدو معقولاً فبعد إكمال التصفيات سيتم اتخاذ القرار النهائي الذي قد يسمح بتقييم التجربة بشكل واقعي.
وطبعا فإن اليعقوبي مثل أي مدرب يحلم بهذه الفرصة التي تعتبر تتويجا لمسيرته التدريبية الطويلة في تونس، ولكنها تجربة محفوفة بالمخاطر ولن يكون من السهل كسب التحدي عطفاً على ما قدمه المنتخب الوطني من مستويات ضعيفة في المقابلات الأخيرة التي لا تمنحه فرصاً كبيراً من أجل التأهل الآمن إلى النهائيات، فالمدرب سيقود المنتخب في مهمة إسعاف «نسور قرطاج» والمحافظة على رقمه القياسي، بما أن منتخب تونس تأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا منذ عام 1994، ولم يتخلف عن أي نسخة وبالتالي فإن المهمة ستكون صعبة.
وقد كسب الكثير من المدربين التحدي سابقاً انطلاقاً من مهمة المساعد، مثل سامي الطرابلسي وجلال القادري، فكل واحد منهما قدم في مهمة مستعجلة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وكسبا التحدي بما أن الطرابلسي توج ببطولة إفريقيا 2011 في السودان، والقادري قاد المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم، كما أن ماهر الكنزاري تمتّع بهذه الفرصة في عام 2018 ولكن الحظ لم يكن إلى جانبه وفشل في كسب التحدي وقد عوّض بدوره فوزي البنزرتي.
هامش التغيير محدود
لا يتوقع أن يقدم اليعقوبي ومساعديه على تغييرات كبيرة في المرحلة المقبلة، ذلك أن الرصيد البشري محدود، ولا توجد الكثير من الخيارات بل إن المدرب سيكون في مهمة صعبة في غياب بعض العناصر التي كانت حاضرة في التربصات الأخيرة، مثل الفرجاني ساسي المعاقب، وقد يتعرض بعض اللاعبين إلى الإصابة ولهذا فإن المهمة صعبة للغاية وتشبه إلى حدّ كبير تجربة سامي الطرابلسي في نهاية عام 2011، حيث قاد المنتخب في آخر مقابلتين وكان مصير التأهل صعبا ومعقداً للغاية ولكن النهاية كانت سعيدة وهو ما يأمله الجميع.
الجولة السادسة من البطولة : «الـربــــــــــــاعـــــي الكلاسيكي» يـُعـانـي للأســبــــوع الــثــانـي
للجولة الثانية توالياً، يفشل الرباعي الكلاسيكي المتكون من الترجي الرياضي حامل اللقب، والنا…