مسجلا تراجعا الى حدود 20,8 % : مخزون السدود في أدنى مستوياته منذ عقود
ما تزال وضعية السدود حرجة وفي تراجع متواصل حيث بلغت نسبة امتلائها الى حدود يوم 23 اكتوبر 20,8 % أي ما يعادل 489,037 مليون متر مكعب مقابل 556,437 مليون متر مكعب خلال السنة الماضية .
وبالرغم من الأمطار التي هطلت بكميات هامة خلال اليومين الأخيرين فإنه لم يكن لها وقع إيجابي على ايرادات السدود .
وقد أرجع أهل الاختصاص تراجع معدل امتلاء السدود رغم التقلبات الجوية الأخيرة الى التغيرات التي طرأت على خارطة التساقطات المطرية في بلادنا ، حيث شهدت ولايات الوسط والجنوب الشرقي والساحل والوطن القبلي أعلى كميات من الأمطار مقارنة بولايات الشمال والشمال الغربي التي توجد بها أهم وأكبر السدود.
هذا التراجع الحاد والذي وصف بالمخيف والمقلق جعل أهل الاختصاص يدقون ناقوس الخطر من إمكانية تواصل تراجع مخزونات السدود ووصول البلاد إلى عتبة الشح المائي والعطش ، فمثلا في ولاية زغوان لم توفر الأمطار الأخيرة بسدود الولاية سوى 9 ملايين و600 ألف متر مكعب من المياه بالسدود والبحيرات . في المقابل فقد سجلت السدود الجبلية تطورا في مخزونها المائي الذي بلغ حاليا 4,5 مليون متر مكعب مقابل 3 مليون متر مكعب في بداية شهر سبتمبر المنقضي وذلك من جملة طاقة استيعاب قصوى ، في حين بلغ المخزون الحالي بالبحيرات الجبلية 1,5 مليون من مجموع 4 ملايين متر مكعب كطاقة استيعاب قصوى.
ويرى المختصون في الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة أن حالة الجفاف القاسية الذي عاشتها البلاد التونسية طيلة الخمس سنوات الماضية أثرت بشكل كبير على مخزون المياه وأثرت كذلك على مخزون المياه بالسدود علما وأن آخر سنة ممطرة شهدتها تونس كانت في 2019 حيث امتلأت السدود وتجاوز بعضها طاقة استيعابه القصوى مما اضطر السلطات المعنية الى «تنفيس»عدد منها . كما أنه من بين الأسباب الأخرى التي أدت الى تراجع مخزون السدود تزايد استخدام هذه الموارد المائية سواء لأغراض الري أو لامداد المواطنين بمياه الشرب في 13 ولاية ، حيث يتم تزويد 4 ولايات بالشمال الغربي واقليم تونس الكبرى بالاضافة الى ولايات بنزرت ، الوطن القبلي ، سوسة ، المنستير والمهدية .
الأمطار الأخيرة تنعش القطاع الفلاحي
وان لم تكن هذه الأمطار جيدة لتحسين مستوى المخزون من المياه في مختلف السدود ، فانها ساهمت في تغذية المائدة المائية السطحية وشبه العميقة ما من شأنه أن يحسن من جودة الزراعات خصوصا خلال موسم الزراعات الكبرى فالمزارعون استبشروا بها كثيرا سيما وأنهم قد انطلقوا في عمليات البذر منذ أسابيع آملين أن يتواصل نزول الغيث النافع طيلة الأشهر المقبلة ، كذلك الفلاحون من ولايات سيدي بوزيد ، القيروان ، صفاقس وقفصة أصحاب الزياتين والأشجار المثمرة الذين تفاءلوا كثيرا بهذه الأمطار وهم مقبلون على عمليات جني الزيتون وتهيئة أشجارهم استعدادا للموسم المقبل . كما أن الكميات الهامة التي تم تسجيلها خلال الأيام الماضية دفعت الفلاحين الى زراعة الخضر الورقية والباكورات بعد أن ارتوت الأرض وأصبحت مهيأة لذلك .
التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية
أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…